حرس الحدود قتلوا نور وحددوا عدد المشاركين بجنازته

عناصر من حرس حدود الاحتلال يفتشون سيارة الشاب نور أشقر بعدما قتلوه على حاجز الزعيم قرب القدس المحتلة - (أرشيفية)
عناصر من حرس حدود الاحتلال يفتشون سيارة الشاب نور أشقر بعدما قتلوه على حاجز الزعيم قرب القدس المحتلة - (أرشيفية)
هآرتس جدعون ليفي واليكس ليبك 18/12/2020 على شرفة بيتهما في قرية سلوان والتي تطل على وادي بن هينوم، يجلس الوالدان وفاء وجمال اشقر. في حداد على موت ابنهما نور الذي قتله جنود حرس الحدود على حاجز الزعيم قرب القدس (المحتلة) بعد أن القي القبض عليه وهو يقود سيارة بدون رخصة. حسب الشهادات هو خرج من السيارة رافعا يديه قبل أن يقوم رجال الشرطة بإطلاق النار عليه وقتله من مسافة 100 متر. قبل لحظة من اطلاق النار عليه سمع أمرا بعدم اطلاق النار، ولكن هذا لم يساعد. رجال الشرطة اطلقوا بضع رصاصات عليه، 3 – 4 منها انغرست في الجزء العلوي من جسمه وتوفي على الفور. جنود حرس الحدود حاولوا في البداية القول إن الامر يتعلق بعملية دهس، لكن سرعان ما تم نسيان هذه الرواية. الآن الذراع اليمنى لأمه وفاء مضمدة بعد أن انهارت في ايام الحداد الاولى وكسرت يدها. جمال يدخن سيجارة تلو الاخرى واصابعه مزينة بخواتم فضية اصبح لونها اصفر بسبب النيكوتين وعلامات الحداد ظاهرة عليه. في كل مرة يصمت ويغرق في التفكير. وفاء عابسة ولا تنبس ببنت شفة. بيتهم يقع على سفح الجبل المنحدر وشرفته مليئة بالأشياء القديمة التي جمعها جمال: هواتف، ساعات قديمة، الى جانب حوض للاسماك الذهبية. هنا كان جمال معتادا على الجلوس مع نور امام هذا المشهد المقدسي والصحراء التي تأتي وراءه. وهنا هو يجلس في الحداد عليه. كم كان عمر نور؟ "بعد ما حدث، حتى اسمي لم أعد أتذكره"، أجاب جمال. نور كان ابن 33 سنة عند موته، ووالده جمال ابن الـ63 سنة كان يقود سيارة لكنس الشوارع، وعمل حتى الفترة الاخيرة في تل ابيب وفي مسغيرت باتيا. قبل ثلاثة اشهر تقريبا اصيب بحادث عمل، ومنذ ذلك الحين هو يجلس في بيته. له ولوفاء، ابنة الـ58 سنة، يوجد تسعة أولاد بقي منهم الآن ثمانية. نور كان رقم 2 بعد الابن البكر. وقد عمل نور في النقل، رغم أنه لم يحصل على رخصة السواقة في أي يوم. والده قال إنه فشل على الاقل 15 مرة في اختبار فحص النظر. ثلاث مرات تم ضبطه، وفي احدى المرات تم حبسه مدة سنة بسبب السياقة بدون رخصة. مع ذلك، واصل سياقة سيارة الفيات الصغيرة التي قتل فيها، أو سيارة التندر العائلية. وقد كان يعيش في غرفة في شقة الوالدين. وقبل اربعة ايام من موته قال لأمه بأنه ينوي الزواج. "لم يكن له حظ في هذه الحياة أبدا"، قال والده الذي كان يحمل الساعة التي اشتراها له ابنه قبل قتله. بالضبط في يوم موت نور خرج الوالد في الصباح للقيام ببعض الامور الاجرائية في تل ابيب ولم يشاهده. لقد كان هذا الاربعاء 25 تشرين الثاني (نوفمبر). عند الظهيرة عاد الأب الى البيت واتصل كالعادة مع نور من اجل أن يطمئن عليه. نور لم يجب والأب اعتقد أنه يسوق السيارة. في ذلك الوقت شاهد شقيقه يحيى (25 سنة) صورة لسيارة فيات بيضاء في فيسبوك محاطة برجال الشرطة على حاجز الزعيم الذي يقع على الشارع بين معاليه ادوميم والقدس. في سلوان توجد سيارتي فيات كهذه. يحيى سارع في الاتصال مع والده والآن زاد القلق. الأب والشقيق قررا الذهاب الى الحاجز مع الابن الاصغر تامر (14 سنة). في الطريق واصل يحيى تصفح فيسبوك، وعندها اكتشف فجأة صورة شقيقه الملقى على الارض ويديه على رأسه وعيونه مغمضة ورجال الشرطة ورجال الحماية يحيطون به. "هذا أخي"، صرخ في السيارة. والوالد قال إنه هو ايضا اصيب بالجنون. اوقفوا السيارة على جانب الشارع مقابل الحاجز واجتازوا الجدار الفاصل راكضين وحاولوا الاقتراب. رجال الشرطة لم يسمحوا لهم. جمال صرخ عليهم: "هذا ابني أم لا؟ أنا اريد معرفة ما الذي حدث له". لم يجبه أحد، نور لم يعد ملقى على الشارع. رجال الشرطة أخذوا يحيى الى غرفة 4، غرفة تحقيق الشباك في المسكوبية. وقد طلبوا ايضا من جمال المجيء لكنه رفض، عندها قالوا له أن يأتي في سيارته الى هناك. وقد مر على البيت من اجل أن يأخذ علبة دواء الازمة خاصته وذهب الى مبنى الاعتقال والتحقيق. كان يأمل أن يكون ابنه ما يزال مصابا. في الصورة على فيسبوك التي ظهر فيها وهو ملقى على الشارع الى جانب سيارته لم يشاهد أي دماء أو تخريب. في المسكوبية عرضوا عليه أن يشرب. وعن هذا يقول بمرارة: "يقتلون ابنك ويأتون للمشاركة في الجنازة". وقد قال الأب للمحقق الذي كان يرتدي الزي المدني: "قبل أن تسألني عن أي شيء، أريد أن أعرف هل ابني ما يزال على قيد الحياة. واريد أن اعرف ما الذي حدث معه وأريد أن اراه". المحقق أخذ منه بطاقة الهوية واعادها له وأمره بالذهاب الى البيت. لم يهتم أحد بابلاغه بأن ابنه قد مات. "هو لم يقل لي أي شيء في الوقت الذي كان يعرف فيه بالضبط ما الذي حدث"، يستعيد الأب، "قلت له: أنا لن اخرج من هنا حتى اعرف ما الذي حدث لابني. اذا اردتم انتم يمكنكم اعتقالي". المحقق اجاب: "لماذا نعتقلك؟ أنت لم ترشق الحجارة". جمال خرج الى الخارج وانتظر يحيى الى أن خرج من غرفة التحقيق. في هذه الاثناء وصل الابن البكر أنور (36 سنهة) وهو يصرخ ويضرب نفسه ويقول نور مات. جمال بدأ هو ايضا بالصراخ. أحد الجيران أخذه الى سلوان. "عندما وصلت الى البيت شاهدت فقط كل شيء اسود"، تذكر الأب. "الكثير من الناس، جميعهم بالأسود، كل العالم حولي كان اسود". في اليوم التالي اتصلوا من الشباك وطلبوا أن نحضر الى التحقيق. هو رفض وقال إنه في الحداد. ومنذ ذلك الحين لم يسمع منهم أي شيء. ولكن ضمن قيود ما الذي حدث في يوم الاربعاء الساعة 15:00 تقريبا على حاجز الزعيم؟ نور عاد بعد أن نقل مسافرين الى عناتا. وقد وصل من الشرق الى بوابة الدخول الى القدس واعتقد أن يدخلها بسهولة مثلما كان الامر دائما بفضل لوحات سيارته الصفراء. ولكن الجنود طلبوا منه التوقف ورؤية الرخص. وقد تفاجأ كما يبدو واستمر في السفر مسافة 150 – 200 متر بعد الحاجز. رجال الشرطة ورجال الحماية اطلقوا النار عليه ولم يصيبوه. شهود عيان، م.ج (24 سنة) وع.ر (27 سنة) قالوا في شهاداتهم بأنهم قالوا لنشيط حقوق الانسان آدم باسيلفان بأنهم شاهدوا سيارة الفيات وهي تسافر ببطء ولم يتولد لديهم الانطباع بأن السائق قد حاول الهرب من الحاجز. وقالوا إنهم شاهدوا السائق وهو ينزل من السيارة وهو يرفع يديه، الى أن قام أحد رجال الامن الذي كان يرتدي ملابس سوداء، حسب الشهادة، باطلاق ست رصاصات عليه من مسافة 100 متر تقريبا، وبعدها سقط على الارض. في فيلم الفيديو الذي نشرته "بتسيلم" يظهر رجال شرطة ورجال أمن وهم يركضون نحو سيارة الفيات. عندها سمع أمر "لا تطلقوا النار". بعد ذلك على الفور سمع اطلاق بضع رصاصات اثناء الركض. بعد ذلك سمع مرة اخرى: "لا تطلق النار، توقف". رجال الشرطة وقفوا حول سيارة الفيات التي كان سائقها قد اصبح في عداد الموتى. وفي الصورة التي التقطت فور ذلك ظهر تسعة رجال شرطة وهم يحيطون بسيارة الفيات الفارغة وبنادقهم مصوبة نحو الاسفل. السيارة تخفي على من يصوبون. ولكن من الارجح أن الامر يتعلق بنور الذي كان ملقى كما يبدو على الارض. اذا كان هذا الامر صحيح فان هذه الصورة تعزز الشهادات التي بحسبها هو نزل من السيارة قبل قتله. ايضا صورة نور وهو ملقى على الارض ويديه فوق رأسه يمكن أن تعزز ذلك. الى جانب ذلك، مدير قسم البحث الميداني في "بتسيلم"، كريم جبران، قال إنه في عمليات الدهس وفي عمليات اخرى في الحواجز قوات الامن تسارع الى نشر الافلام التي تصورها كاميرات الحماية الموضوعة على كل الحواجز من اجل تبرير اطلاق النار والقتل. في هذه المرة لم يفعلوا ذلك. لقد اعادوا جثة نور للعائلة بعد اربعة ايام على الحادثة. وفي العادة الدولة لا تقوم بإعادة جثث (المقاومين)، واعادة جثة نور تدل على أنه لم يرتكب أي فعل مقاومة، ولكن الشرطة وضعت شروطا لإعادة الجثة: يجب أن تجري الجنازة بعد ثلاث ساعات على اعادة الجثة. ومسموح فقط لثلاثين شخصا بالمشاركة فيها، عشرين منهم في المقبرة وعشرة خارجها، ومن المحظور رفع الاعلام أو تعليق لافتات، وممنوع ادخال الهواتف المحمولة الى الجنازة. الشرطة حددت لهم ايضا المسار الذي ستمر فيه الجنازة، على طول الشارع من مبنى القيادة القطرية للشرطة حيث هناك سلمت الجثة للعائلة وبعدها الى مستشفى المقاصد ومنه الى مقبرة باب الرحمة، حيث وقف عشرات رجال الشرطة المسلحين. اللافتة الوحيدة التي كانت عليها صورة نور، اضطروا الى ازالتها بأمر من الشرطة بعد أن سمي نور بالشهيد. ايضا حظر عليهم ترديد كلمة "الله اكبر". وهذا من شأنه أن يثير النفوس. وقد سمح لهم بإقامة خيمة عزاء شريطة ألا يتم رفع أي صور لنور.اضافة اعلان