فواز الجفيرات يرسم مفردات لوحاته التشكيلية باليد والعقل

جانب من لوحات الفنان التشكيلي فواز الجفيرات- (من المصدر)
جانب من لوحات الفنان التشكيلي فواز الجفيرات- (من المصدر)

أحمد الشوابكة
مادبا- ما يزال الفن التشكيلي جزءا مهما في تعبير الإنسان عن ذاته ووطنه، رغم المتغيرات التي يشهدها العالم من تطورات تكنولوجية، وفق الفنان التشكيلي فواز الجفيرات.اضافة اعلان
ويؤكد أن الفن التشكيلي صامد في تعبيراته عن الحياة ورؤانا مهما حدث من تغييرات وتطورات، فهو ناقل حضارات الأمم عبر العصور من خلال اللوحات الشاهدة على هذه الحضارات، مستشهدا بوجود أرضيات الفسيفساء في المواقع الأثرية المنتشرة في محافظة مادبا وما حولها التي تحاكي التاريخ الإنساني.
ويواظب الجفيرات سعيه الدؤوب إلى استعادة الطبيعة عبر فضاءاته التشكيلية والجمالية في اللوحة المراد رسمها، حيث يمزج فيها قلم الرصاص واللون الزيتي على أساس ذخر بوجود موهبة غنية لحياكة نسيج علاقة بينها وبين الطبيعة من خلال رصد أنظمتها وتراكيبها المختلفة بأدق التفاصيل، فيختبر ويجرب كحالة استباقية قبل محاولة الرسم، مشيراً إلى أن ذلك بمثابة اختزال ودراية كاملة بالبناء الأساسي للأشكال.
ويؤكد أنه يستمد من الطبيعة، كونها عبارة عن مدى حيوي خلاق، فنه وطاقته الإبداعية عبر اللون والتشكيل في لوحاته التي يهدف منها لذة في الاندماج والتفاعل مع مكنونات الطبيعة، مع الإشارة إلى أن الفنان يتأثر بكل شيء، وهو الإلهام الذي يجعله يعمل ضمن قواعد الطبيعة، دون أن يتأثر بأي فنان.
ويستنبط الجفيرات من مكونات الطبيعة المسحور بها أعماله التشكيلية، لما تعطيه من قوة وإصرار في تطبيق الفكرة التي تلوح في الأفق البعيد برؤية الفنان التشكيلي على أرض الواقع، بحسبه، "إن تأثري بجمالية الطبيعة يعطيني حافزاً لأرسم أشكال الطبيعة على شكلها الملائم والمتلائم مع الشكل والفكرة التي أستنبطها من واقع الطبيعة"، إلا أنه متأثر بماهية الفن الإسلامي الذي يغوص في أعماقه لما لهذا الفن من خصوصية في استخدام الخطوط والألوان التي يستمد هندسته وقوته من مبدأ التوحيد الذي يعتبره مصدر كل الإبداع، وقوة تكمن في كونه فناً هندسياً ومجرداً، ما يتيح علاقة قوية بين الكل والجزء.
يقول الجفيرات "ففي بلدة ماعين التي تتمتع بجمال الطبيعة الوافرة، تدربت عيني منذ صغري على النظر، ما أدى إلى استنباط الفكرة على تحديد الأمور، حيث أمضيت وقتاً في خلوة أنهل من طبيعة مادبا ماعين روائع الطبيعة وجمالياتها" مضيفا "أن هذه الحالة التأملية علمتني أن أكون إنساناً وفناناً حراً، يحرص على الخلق والابتكار والإبداع".
ولا ينكر أن كل هذه المكونات، هي التي طبعت في ذهنه أن يجول في أعماق الطبيعة ويتأمل ويتقن العمل، ومصادقة الناس وحبهم واحترامهم، وكيف يرسم باليد وبالعقل، وفق وصفه، مشيراً إلى أنه لا يستعير أو يسرق الفكرة، بل من بنات أفكاره يترجم شكلها ونموذج صورتها ويطبقها كما يراها في مخيلته.
ويقول الجفيرات الذي يدرس مادة التربية الفنية في إحدى مدارس محافظة مادبا، وهو عضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين، إن اللوحة بالنسبة له نشاط مستمر لا يتوقف، وله نكهة ومعنى ودلالات، وكل هذا التنوع يصب في مناخ خاص يتكون ويستمر وقتاً طويلا، وكلما زادت الاستمرارية يظهر عمل جديد.
ويكتفي الجفيرات بالقول: "الطبيعة هي الحافز الأساسي في أعمالي الفنية التي أجد فيها متعة لا توصف، وأنا أسير هذه التكوينات والخطوط التي تشكل اللوحة بمفرداتها التشكيلية والفكرية كافة".
إلا أنه يؤكد في المساق نفسه، أن اختيار اللون هو أساس اللوحات التي يستعد لرسمها في أجواء مهيأة تماماً في جو راقٍ، بعيدا عن الإرهاق، ومرتبط بالفكرة والمدة الزمنية والمكان لتطبيقها بالصورة المبتغى منها.
ويشدد في حديثه لـ"الغد"، على ضرورة حرص المجتمع والمعنيين بالإبداع، على أن لا يتحول تركيز الفنان من الإبداع والإنتاج والفن إلى التسويق، فذلك يؤثر في تميز مستويات أعماله، ويقترح أن يناط بوزارة الثقافة مهام الوسيط بين الفنان والمؤسسات لتسويق أعماله، مؤكداً أن الفن التشكيلي لن يتطور، إلا من خلال استقطاب وزارة الثقافة الموهوبين، وإقامة ورشات عمل في هذا المجال يديرها المتخصصون للتعرف الى أساليبهم واكتساب الخبرات.
ويشير إلى أنه يفضل أن تستحدث وزارة الثقافة مرسماً في مديرياتها في المحافظات، وتخصيص مدربين متخصصين في الفنون التشكيلية لغايات التدريب.
ويذكر أن الجفيرات حاصل على الدبلوم العالي في التربية، وهو على مشارف إتمام دراسة الماجستير في علم النفس التربوي، ومدرس تربية فنية ومساعد مدير وعضو في رابطة الفنانين التشكيليين الأردنيين منذ العام 2007، وشارك في العديد من المعارض من أبرزها: "معرض الأردن 2008، ومعرض الفحيص للفن التشكيلي، ومعرض درج الكلحة، ومعرض مادبا للفن التشكيلي، ومعرض مادبا السنوي للفن التشكيلي في الجامعة الألمانية منذ 2019، ومعرض لنصرة غزة"، إضافة إلى مشاركاته في رسم الجداريات في مدارس محافظة مادبا، وهو أيضاً من هواة التصوير الفوتوغرافي باحتراف، كما حصل على المركز الثاني في بطولة الشطرنج على مستوى المملكة، والمركز الأول على مستوى محافظة مادبا.