لماذا يلجأ الطفل للكذب؟.. إليك هذه الحلول

2
2

أمل الكردي*

عمان - إن صفة الصدق من أهم الصفات التي من الواجب أن نتحلى بها جميعا، وهي أساس تبنى عليه استمرارية العلاقات، نحن نمنح ثقتنا للأشخاص استنادا الى وجود هذه الصفة لديهم.اضافة اعلان
الكذب سلوك من الممكن تعديله ضمن ضوابط معينة تحدد ماهية السلوك "مدة، شدة، تكرار"، فكلما كان التدخل لحل هذه المشكلة مبكراً كان التخلص منها ممكنا.
وفي هذا المقال، يتم تسليط الضوء على موضوع الكذب لدى الأطفال تحديدا، من فئة العشر سنوات فما دون، وطرح مجموعة الأسباب المؤدية لاتباع الأطفال سلوك الكذب مع عرض حل لكل مشكلة، استنادا إلى السبب المؤدي لها.
ما الكذب وما أسبابه لدى الأطفال؟
الطفل الكاذب: هو الطفل الذي يختار أن لا يقول الحقيقة، ويلجأ الى تغيير الحقائق مع تكرار هذا السلوك لديه، فهو لا يقول الحقيقة غالبا، ويستمر على هذا السلوك لمدة لا تقل عن شهرين، من هنا نحكم بأنه طفل كاذب للأسف.
ما الأسباب التي تدفع الطفل إلى الكذب؟ والحلول المقترحة لكل سبب؟
*تمتع الطفل بخيال واسع: هذه الصفة ربما هي الأقل خطورة على الأطفال، لأنها غير مبنية على دوافع، القصد منها إخفاء الحقائق أو تزويرها، فالطفل هنا يكذب، وهو غير مدرك لذلك.

  • الحل: إيضاح الأمر للطفل وتدريبه على التمييز ما بين الحقيقة وما يحدث فعلا، وما بين الخيال، مع شرح الأمر له بطريقة متناسبة مع عمره، بحيث يصل الى مرحلة يدرك بها تماما أن ما يقوم به لا بد أن يعطيه اسما مثل، قصة أو حادثة من خياله حتى لا يراه الناس كاذبا ويبتعدون عنه.
    *كثرة التدقيق على سلوكيات الطفل: فمثلا لو قام بكسر الزجاج تقوم الأم بتوبيخه بطريقة مبالغ بها، مع إجباره على سرد التفاصيل المقترنة بالحادثة، وسؤاله المستمر هل فعلت ذلك؟ ومن الممكن أن نقيس على ذلك الكثير من الأخطاء التي يرتكبها الطفل عن غير قصد ويعامل بنفس هذه الطريقة.
  • الحل: القيام بشرح الخطأ للطفل دونما عقاب، كون الخطأ غير مقصود، ويجب ألا يحتوي العقاب على تعنيف لفظي أو جسدي، بل اتباع أساليب تعديل السلوك المبنية على أساس علمي بحت، بالإضافة لعدم التركيز المستمر على أخطاء الطفل، وفتح تحقيق معه، والاكتفاء بلفت نظره للمشكلة بكل ود وحب.
  • الكذب لأجل لفت نظر الوالدين: هنا يكون الطفل بحالة توتر دائم، وتظهر عليه دائما علامات مثل: الصراخ المستمر والبكاء والحساسية والغيرة الزائدة.
  • الحل: احتضان الطفل دائما، وإخباره من قبل الوالدين بأنهما فخوران به ويحبانه، بالإضافة للحوار معه والاستماع له، ومناقشته في أمور وقضايا تتناسب مع عمره، حتى يشعر بالاهتمام والتقرير، خصوصا إن كانت العائلة قد رزقت بطفل مؤخرا.
    *معاقبة الطفل عند ارتكاب أي خطأ بطريقة مبالغ بها وغير متناسبة مع عمره أو مع طبيعة الخطأ الذي ارتكبه، ويلجأ الطفل الى الكذب حتى يتجنب العقوبة.
  • الحل: مناسبة العقوبة لعمر الطفل، وعدم احتوائها على أي نوع من أنواع العنف وتجنب العقاب أثناء وجود الآخرين أو حتى ذكر أخطاء الطفل أمامهم.
    *كذب الأبوين أو أحدهما أمام الطفل بالتالي إكسابه هذا السلوك؛ يتعلم الطفل بالقدوة وهو يقلد أبويه بكل شيء، بالتالي يكتسب سلوك الكذب بدون أن يعي خطورة الأمر أو حتى أنه وقع بخطأ ما.
  • الحل: توقف الأهل عن الكذب ومراجعة أنفسهم ووعيهم لحجم المشكلة ومدى آثارها عليهم وعلى طفلهم مستقبلاً.
    *انفصال الأبوين مع عدم توفر بيئه مناسبة للطفل: يلجأ الطفل الى الكذب هنا إما لكسب التعاطف من قبل والديه أو المحيط، أو لأجل الخروج من مأزق ما.
  • الحل: محاولة توفير بيئة صحية محيطة بالطفل، والتركيز على عدم جعله طرفا بالمشكلة، ولا بأي شكل من الأشكال، وعدم استغلال وجوده من قبل أحد الأبوين للتجريح بالطرف الآخر أو الإساءة له، لابد من مواجهة الطفل بكذبه بشكل مباشر دونما تهديد ووعيد أو تحقيق يتعبه ويجعله يكذب بشكل أكبر، بل إخباره فورا بالآثار المترتبة على ذلك الكذب مع الأخذ بعين الاعتبار سبب قيامه بالكذب، والهدف منه.
    بالإضافة الى عدم مواجهته أمام إخوته أو أقرانه أو أي شخص آخر، وتنفيذ عقوبة متناسبة مع عمره وشرح حجم الخطأ له، كما ننصح الأهل بالتحلي بالصبر وسعة الصدر لعلاج مشكلة الكذب، ومعرفتهم بأنها ستأخذ وقتا وجهدا، وتتطلب حزما وحكمة.
    *أخصائية الاحتياجات الخاصة والعلاج السلوكي