مسامحة من تسبب بإيذائك.. فوائد تعود عليك بالنفع!

علاء علي عبد

عمان- سواء تعرض المرء للأذى من أحد أفراد عائلته أو من أقاربه أو أصدقائه، فالتصرف الأمثل هو المسامحة، على الرغم من أن هذه المسامحة تكون في كثير من الأحيان ثقيلة على نفس المرء وتقارب المستحيل.اضافة اعلان
بداية فلنضع بعين الاعتبار أن قيام المرء بالعفو والمسامحة عمن أخطأ في حقه يجلب للمرء المسامح الكثير من الفوائد الصحية. فقد تبين أن حمل مشاعر البغض والضيق من شخص ما أو أكثر يؤدي إلى سجن المرء نفسه في دائرة من التفكير السلبي والضيق والغضب المكبوت الذي يتسبب بالكثير من المتاعب الصحية.
نأتي الآن للتعرف إلى أفضل الطرق التي تساعد المرء على مسامحة غيره، وهي كالآتي:

  • اختر أن تكون الطرف الأكثر نضجا وحكمة وسامح: لا شك أن الكثيرين يجدون الأمر مغريا بأن يبدؤوا بلعبة توجيه اللوم والتفنن بإيجاده لإظهار خطأ الطرف المقابل والتستر وراء جملة "لن أكون المبادر بالمسامحة ما لم يبدأ هو بالصلح".
    لكن هذه العقلية تضر صاحبها في الواقع كونه يضع قدراته على تجاوز المشكلة بيد من أخطأ بحقه منتظرا إياه أن يبدأ بالمسامحة، بينما عندما يختار المرء أن يتصرف بنضج وحكمة يكون في الواقع منح نفسه مزيدا من القوة أمام نفسه وأمام الآخرين.
  • حدد هدفك من المسامحة: مسامحة المرء شخصا أخطأ بحقه لا يعني بالضرورة أن تعود علاقتهما كما كانت، فقد يريد المرء المسامحة لكنه لا يريد استمرار الصداقة مثلا. لذا، من المهم أن يحدد المرء ما الذي يريده من المسامحة، فهذه المعرفة تجعله أقدر على التصالح مع من سبب له الأذى.
    لكن بالطبع يجب أن يراعي المرء أن تكون مسامحته حقيقية لا مجرد أن ينهي الموضوع ويقطع علاقته بالطرف المعني، فالمسامحة يجب أن تكون نابعة من القلب وأن تكون نتيجتها واضحة لمن يسامح.
  • انظر للمشكلة من منظور الطرف الآخر قدر الإمكان: في كثير من الأحيان يتعرض المرء للأذى من شخص ما، وهنا يبدأ المرء بشخصنة الأمور واعتبار أن الطرف المعتدي كان يقصد هذا الاعتداء، لكن لو حاول النظر للأمور من وجهة نظر ذلك الشخص لربما بدت الصورة مختلفة تماما. فلو حاول المرء مثلا مراجعة نفسه لربما تذكر أنه سبق وأن قام بالتسبب بأذى معنوي لذلك الشخص ولكنه لم يغضب واعتبر أن ما حدث غير مقصود نظرا للعلاقة المتينة التي تربط بين الاثنين، فكيف له الآن أن يفترض أن ذلك الشخص تعمد أن يسبب له الأذى؟
    بقيت الإشارة إلى أن مسامحة شخص ما لا تعني بالضرورة أن يقوم المرء بإخباره أنه سامحه. كون هذا الأمر قد يسبب مشكلة جديدة، فعندما تخبر أحد الأشخاص أنك تسامحه على ما بدر منه، وهو أصلا لا يجد خطأ بما قام به فستجده يجيبك مثلا "تسامحني؟ على ماذا؟". لذا فالأفضل غالبا أن تكون المسامحة قرارا بداخلنا ونتصرف بناء عليه، ففي النهاية لا يبحث المرء عن كلمات التمجيد والشكر على مسامحته الطرف الآخر.