نظام مع اوباما

هآرتس – بقلم: امير اورن

باراك حسين اوباما لم ينتظر حتى مساء عيد الفصح حتى يقوم بالطقوس. وقام خلال عشرة ايام بالكشف عن خطته في افغانستان وجارتها المليئة بالمشاكل باكستان، وغرق في لندن، في الازمة الاقتصادية التي تزعزع اركان المعمورة وخرج حتى الحدود الفرنسية – الالمانية حتى يحقن ابرة محفزة لحلف الناتو، وطرح في براغ رؤيته للعالم المجرد من السلاح النووي، وبعد ذلك تحدث في تركيا عن علاقات الغرب مع الاسلام، وذكر بنيامين نتنياهو أنه سيد البيت الابيض الان. هذا انجاز لا بأس به لفترة اسبوع ونصف.

اضافة اعلان

النتيجة هي ان فرص إسرائيل للفوز بالتفهم الأميركي للعملية العسكرية ضد إيران قد ازدادت، وان فرصة نتنياهو للفوز بفهم أميركي لمناورات التضليل والتسويف في العملية السياسة مع الفلسطينيين قد اصبحت معدومة. اوباما لن يقبل بالسلاح النووي في إيران ولا بالرفض الإسرائيلي للسلام مع الفلسطينيين.

إنه يتحرك في ثلاث دوائر – دائرة داخلية واخرى غربية وثالثة عالمية. وهو يحاول حشد التأييد الداخلي في البداية وبعد ذلك ينتقل للناتو كمفهوم بديل للغرب واخيرا في الساحة العالمية التي تشمل الدول العظمى غير المعنية بمساعدة القيادة الأميركية (روسيا والصين). وهو سيفضل التحرك من خلال اجماع شامل ولكنه سيكتفي بموافقة غربية وسيقود في هذه الحالة سياسة أميركية احادية الجانب حتى ان شعرت كل الدول الاخرى بعدم الرضا والمرارة.

وحتى لا يكون هناك مجال للشك اعترف اوباما في شتراسبورغ باعتزاز – في رد سريع على صحافي بريطاني – بعقيدته وبتميز أميركا. لقد تبدد امل من اعتقدوا او خافوا من ان يكون اوباما من طراز مختلف تماما من القادة الأميركيين وان يظهر كشخص ناعم يميل للاعتذار. ليس مهما ما الذي اراد انصاره ان يروه به. المنصب في هذه المرة ايضا اكبر من الشخص ورئاسة اوباما هي حلقة واحدة فقط في سلسلة طويلة من مواجهة الواقع الغامض الرمادي الذي لا توجد فيه معابر حادة وواضحة من الابيض للاسود او بالعكس. اوباما كما يتضح الان ليس صورة معاكسة لجورج بوش.

من الزوايا الاسرائيلية، التطور الاستراتيجي الاكثر جوهرية هو حرف الاهتمام الاميركي نحو شرق العراق في فترة بوش. البؤرة تزحزحت نحو ايران وافغانستان وكوريا الشمالية. مغزى ذلك هو ان الموقف من التهديدات المصيرية المتمثلة في الذرة والارهاب هي نظرة متشددة تماما كما في عهد بوش ولكن بمعزل عن الصراع الاسرائيلي – العربي. التنازلات في جبهة اسرائيل لن تجدي نفعا في الصراع ضد القاعدة وطالبان ولن تثني كوريا الشمالية عن اطلاق الصواريخ التي قد تحمل رؤوسا نووية.

اوباما مثل بوش بعد غزوه لافغانستان والعراق وجد نفسه  مضطرا للقول بان الاسلام ليس عدو أميركا. هنا يساعده اسمه الاوسط "حسين" وأصل أبيه، ولكن الحقيقة المجردة التي تبث للجمهور  تركز على ان الاسلام هو عدو فعلا. ليس كل المسلمين سيئين ولكن كل السيئين مسلمين باستثناء الكوريين الشماليين. النظام العالمي لا يمكن أن يقوم على أساس التعصب الديني الذي يتسبب بحرب ابدية ويزيد من قتل الملايين من المواطنين من خلال الانتشار النووي لانظمة بلا كوابح ومن بينها منظمات وعدت بتحرير البلاد المقدسة وقتل الكفار.

من المريح لإسرائيل ان يأتي التحدي النووي المباشر بالنسبة لاوباما من كوريا الشمالية، لان لائحة التصرف التي سيفرضها اوباما بحق الدول التي تتنكر لالتزاماتها في هذا السياق ستنطبق على ايران ايضا. يظهر من المحادثات مع المسؤولين والضباط الأميركيين ان الاعتراف بان خطر المشروع النووي الإيراني بالنسبة للشرق الاوسط كله قد ازداد في ادارة اوباما والى جانب ذلك المشروع النووي الكوري الشمالي ونظام الانتشار النووي في العالم التي تعتبر كلها اكبر وزنا من الثمن المتوقع لعملية عسكرية اسرائيلية ضد ايران.

ولكن الحكومة الإسرائيلية التي تنشد السلام هي وحدها القادرة على اقناع الجمهور بان امر الجيش الإسرائيلي للتحرك يخلو من النوايا الغربية المغرضة. ان كان افيغدور ليبرمان شريك نتنياهو الطبيعي فان اوباما يلمح بان شريكته الطبيعية في المقابل هي تسيبي ليفني. وقريبا جدا وخلال زيارة نتنياهو لواشنطن واوباما للقدس سيحدث تغير في السياسة الإسرائيلية – او في الحكومة.