العرب يخسرون في "الوقت القاتل"

جسدت المنتخبات العربية الأربعة في الجولة الأولى من مونديال روسيا، مقولة "المشاركة من أجل المشاركة"، فظهرت كـ"الحمل الوديع" أمام المنافسين، ما يجعلها في وقت لاحق "جسر عبور" تستخدمه المنتخبات الأخرى للانتقال الى الأدوار الإقصائية.اضافة اعلان
وحتى لا نبتعد عن الحقيقة المرّة، فإن الكرة العربية أضعف من المشاركة من أجل المنافسة، والفوز المؤكد يمكن أن يتحقق لأحدها اذا ما كان اللقاء بين فريقين عربيين، وغير ذلك فإن أقصى ما في وسع المنتخبات العربية أن تفعله، لا يتجاوز الحصول على نقطة أو الخسارة بأقل عدد من الأهداف "خسارة مشرفة"، كما دأب العرب على تسمية الخسارة بهدف.
لم تستطع المنتخبات العربية أن تنتزع ولو نقطة من منافسيها في الجولة الأولى، فالسعودية استقبلت خمسة أهداف نظيفة من روسيا، وخسرت مصر والمغرب أمام أوروغواي وإيران بهدف، وخسر المنتخب التونسي أمام انجلترا بهدفين لهدف.
اللافت في الأمر أن خمسة أهداف دخلت مرمى المنتخبات العربية، في ما يعرف بـ"الوقت القاتل"، وهي الدقائق الأخيرة من زمن المباراة سواء من الزمن الأصلي أو الإضافي، فالمرمى السعودي استقبل هدفين روسيين عند الدقيقتين 90+1 و90+4، كما سجلت أوروغواي هدف الفوز في مرمى مصر عند الدقيقة 89، وسجل منتخب إيران هدف الفوز في مرمى المغرب عند الدقيقة 90+5، كذلك سجل المنتخب الإنجليزي هدف الفوز في المرمى التونسي عند الدقيقة 90+1.
تكاد تكون خسارة المنتخبات العربية في الدقائق الأخيرة بمثابة "ظاهرة"، مع أن خسارتها "واقعية" بعيدا عن العاطفة التي تجرنا قليلا على حساب المنطق، فالكرة العربية بشقيها الآسيوي والأفريقي أضعف من أن تنافس على أكثر من المركز الثالث في المجموعات بالدور الأول، وإذا ما تأهلت الى دور الستة عشر، فإن ذلك سيكون بمثابة "إنجاز" يستحق الاحتفال به!.
السؤال الأهم.. لماذا تخسر المنتخبات العربية في هذا التوقيت الحرج الذي يصعب التعويض بعده؟.. الإجابات ربما تتعدد لكنها تتفق على أن المنتخبات العربية تعاني من الشرود الذهني للاعبيها في آخر ربع ساعة من زمن المباراة، ويقل مستوى تركيز اللاعبين وحضورهم ولياقتهم البدنية، فتكثر الأخطاء البسيطة التي تكلف ثمنا باهظا، لأن تفكير اللاعبين ينصب بدرجة أكبر على كيفية المحافظة على النقطة وليس البحث عن نقطتين إضافيتين، بعكس المنتخبات المنافسة التي تبقى تبحث عن كامل نقاط المباراة حتى الزفير الأخير من زمن المباراة.
البرتغال فعلت ذلك أمام إسبانيا وخطفت تعادلا بطعم الفوز، وكل من إيسلندا وسويسرا حافظت على التعادل أمام الأرجنتين والبرازيل بذكاء شديد، عندما لعبتا حسب إمكانياتهما وإمكانيات المنتخب المنافس، فالدفاع الجيد والانتقال الى الهجوم المرتد بتوازن وسلاسة، مكّن تلك المنتخبات من تحقيق أهدافها، في حين أن المنتخب العربية تتسلح بـ"الحظ" ثم "تشتمه" اذا ما تخلى عنها قبل أن يطلق الحكم صافرة النهاية.