هشال العضايلة
الكرك- رغم شكاوى المتعطلين عن العمل بمحافظة الكرك بانعدام وغياب فرص العمل، إلا أن هناك المئات من فرص العمل التي تتوفر بقطاعات مختلفة بالمحافظة لا يتقدم لها الكثير من أبناء المحافظة، ولا يقبلون بالعمل فيها لأسباب مختلفة، وخصوصا تلك التي تتطلبها الشركات والمصانع الكبرى بالمحافظة.
وغالبا ما تعلن الشركات والمصانع الكبرى بالمحافظة عن فرص عمل متخصصة، لا يتقدم اليها الا عدد قليل لعدم قبول الشبان بتلك الوظائف والمهن، أو لانعدام التدريب الخاص بتلك الوظائف لدى الشبان المتعطلين عن العمل بالمحافظة، وهم في غالبيتهم من حملة الشهادات الجامعية الذين يطالبون بوظائف في المؤسسات الحكومية المختلفة.
وخلال العام الجاري وفرت مصانع وشركات عاملة بالمحافظة آلاف فرص العمل المختلفة، وخصوصا في شركات ومصانع تعمل في قطاعات النسيج وحياكة الملابس والتعدين والصناعات التحويلية، وتقدم لهذه الوظائف آلاف الشبان والشابات بالمحافظة إلا أن غالبيتهم لم يكونوا مؤهلين لشغل هذه الوظائف المتخصصة.
في حين اعلن وزير الصناعة والتجارة الدكتور طارق الحموري، خلال لقائة القطاع التجاري والصناعي محافظة الكرك وتفقدة مصانع مدينة الكرك الصناعية، أن هناك أكثر من 600 فرصة عمل في مصانع بمحافظة الكرك ضاعت لأنها لم تجد أيدي عاملة تشغلها من ابناء المحافظة الباحثين عن العمل.
وكان وزير العمل نضال البطاينة افتتح الشهر الماضي فرعا انتاجيا لأحد مصانع النسيج والملابس، والذي وفر زهاء 850 فرصة عمل لابناء وبنات لواء المزار الجنوبي، ممن حصلوا على تدريب وتأهيل بهذا المجال.
وأشار البطاينة الى تشكيل مجلس لتنمية وتطوير المهارات المهنية والتقنية وضم العديد من ممثلي القطاع الخاص، سيما القطاعات الاقتصادية الواعدة وذات الأولوية مثال السياحة والانشاءات والزراعة والصحة والاتصال وتكنولوجيا المعلومات، حيث سيقوم بتشكيل مجالس المهارات القطاعية في القطاعات الاقتصادية المختلفة والبالغة 21 قطاعا، وتحديد مهامها وصلاحياتها وكيفية اجتماعاتها واتخاذ قراراتها وتوصياتها بموجب نظام يصدر لهذه الغاية.
وكان زهاء 5 آلاف شاب وشابة من مختلف مناطق محافظة الكرك، تقدموا لإشغال 850 فرصة عمل متاحة بأحد المصانع التي تم تشغيلها بمنطقة مؤاب بلواء المزار الجنوبي.
وتشير إحصائيات رسمية إلى أن معدل البطالة في محافظة الكرك يصل إلى أكثر من 14 بالمائة من نسبة القوى العاملة، في حين تؤكد مصادر مستقلة أن نسبة البطالة أكثر من النسبة التي تعلنها الحكومة وتصل إلى أكثر من 21 بالمائة.
وأكد الشاب المتعطل عن العمل محمد المحادين وهو خريج تخصص الرياضة منذ ثلاثة اعوام، انه وجميع الشبان المتعطلين عن العمل يشعرون بالخذلان، مشيرا إلى إن هناك حالة من الاحباط تسود بين الشبان وخصوصا بعد إن بلغ غالبيتهم سنا متقدمة من العمر بلا عمل، أو حتى مكان مناسب للعيش في ظل ظروف اقتصادية صعبة يعيشها ذوي الشبان المتعطلين.
وأكد الشاب المتعطل عن العمل منذ أكثر من خمس سنوات محمد الشمايلة وهو حاصل على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال، إن مجموعة من الشبان وعدوا قبل فترة بالعمل في إحدى الوزارات على نظام شراء الخدمات، إلا إن تلك الوزارة عادت واوقفت التعاقد لأسباب غير معروفة، لافتا إلى إن آلاف الشبان بالكرك هم الآن في صفوف البطالة.
وتقوم الشركات العاملة في مجالات النسيج وصناعة الملابس والدواجن والخدمات الغذائية والفندقية والتعدين والصناعات التحويلية والعاملة بمحافظة الكرك، بتنظيم أيام وظيفية بالتعاون مع مديرية عمل الكرك للإعلان عن توفر فرص عمل في مواقعها المختلفة، بعضها يحتاج الى شهادة دراسية وخبرة فنية، في حين أن أغلبها وهي الأكثر استيعابا للعمالة بالمحافظة لا تحتاج إلى أي شهادة دراسية، وخصوصا في مجالات صناعة الملابس والنسيج وهي تعمل في مدينة الكرك الصناعية.
