الملك: لا يمكننا انتقاد الواسطة والمحسوبية وممارستهما كسلوك

عمان – أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أهمية "المضي قدما في مكافحة الفساد على جميع مستوياته الإدارية والمالية"، مضيفا "لا يمكننا كذلك انتقاد الواسطة والمحسوبية من جهة، وممارستهما كسلوك من جهة أخرى".اضافة اعلان
فيما أوضح أن "التركيز على القضاء على الخوارج يتجاوز سورية والعراق، ولا بد من استراتيجية شمولية لمحاربة الإرهاب الذي يظهر تحت مسميات مختلفة في أنحاء متعددة من العالم".
جاء ذلك خلال لقاء جلالته في قصر الحسينية الاثنين، مع عدد من الكتّاب الصحفيين والإعلاميين، في اجتماع تناول أبرز القضايا والتحديات المتعلقة بالشأن المحلي، والتطورات السياسية على الساحتين الإقليمية والدولية.
وتطرق اللقاء إلى زيارة العمل لجلالة الملك للولايات المتحدة، ومباحثاته مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب وأركان الإدارة الجديدة وقيادات ولجان الكونغرس، التي وصفها بـ"الناجحة والمثمرة".
وأعرب جلالته عن تفاؤله في الاستمرار بتعزيز العلاقات بين الأردن والولايات المتحدة، مشيرا إلى أن واشنطن أكدت أهمية ومحورية دور الأردن وضرورة دعمه في مواجهة جميع التحديات خلال الأعوام المقبلة.
ولفت إلى أن اللقاءات التي عقدها مع أعضاء الإدارة الجديدة والكونغرس كانت مفيدة للغاية في هذه المرحلة، وقال إن الرئيس ترمب "وجه الدعوة لي للقيام بزيارة رسمية في القريب العاجل".
وذكر جلالة الملك أن اللقاءات مع الجانب الأميركي ركزت على أبرز التطورات التي تشهدها المنطقة، خصوصا ما يتعلق بالأزمة السورية وعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وانعكاسات ما يترتب على نقل السفارة الأميركية إلى القدس، مضيفا أن أركان الإدارة الجديدة "يحترمون وجهات نظرنا في التعامل مع مختلف التحديات".
وتابع أن "الأردن يحضر بصفة مراقب اجتماع أستانا بدعوة من روسيا"، مشيرا إلى أهمية الدور الروسي في التوصل لحل الأزمة السورية، من خلال التعاون والتنسيق الدولي بهذا الخصوص.
وقال إنه متفائل من بدء صفحة جديدة إيجابية في التعاون بين واشنطن وموسكو بهذا الشأن، مؤكدا أهمية ضمان الاستقرار في الجنوب السوري، من خلال تثبيت وقف إطلاق النار، بالتوازي مع العمل لإيجاد حل سياسي من خلال مسار جنيف ومواصلة الحرب ضد الجماعات الإرهابية و"داعش".
وأوضح جلالته أن "التركيز على القضاء على الخوارج يتجاوز سورية والعراق، ولا بد من استراتيجية شمولية لمحاربة الإرهاب الذي يظهر تحت مسميات مختلفة في أنحاء متعددة من العالم"، مؤكدا أن "حربنا ضد الإرهاب ليست فقط عسكرية، بل حرب فكرية وثقافية وإعلامية كذلك".
وأشار جلالته إلى أهمية أن "لا يقدم الغرب على أي سياسات من شأنها خلق شعور بالتهميش والاستهداف لدى الجاليات الإسلامية".
وقال إنه خلال زيارته إلى الولايات المتحدة أكد أهمية الوصول لحل للقضية الفلسطينية، حيث إن "ما يحدث في فلسطين وفي القدس يعزز من قدرة الإرهابيين على التجنيد، ويؤجج مشاعر المسلمين كافة".
وفي الشأن المحلي، شدد جلالة الملك على أن قوة الأردن "تعتمد على تماسك جبهته الداخلية، وتفهّم الجميع للتحديات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها المملكة، والتي تتطلب وقوف الجميع معا لمواجهتها".
وقال "نحن قادرون على تجاوزها، فالأردن بخير وعلينا أن نكون واقعيين ومدركين للتحديات".
وأعرب عن ثقته بقدرات القوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، والأجهزة الأمنية ووعي المواطنين، موضحاً أن "العمل متواصل لتطوير وتحسين أداء الأجهزة الأمنية وقدرات القوات المسلحة".
ولفت جلالته إلى أن "جزءا أساسيا من التحديات الاقتصادية التي تواجهها المملكة ناجمة عن الأزمات في المنطقة"، مؤكدا قدرة الأردن على تجاوز هذه التحديات، عبر إيجاد فرص جديدة سواء من حيث توسعة الأسواق العالمية للصادرات الأردنية أو البناء على قطاعات ناشئة.
وقال جلالته إنه "وفي ظل هذه التحديات الاقتصادية، وجهت الحكومة لحماية الطبقة الوسطى والفقيرة"، مضيفا أن الحكومة "تحاول جاهدة أن تنفذ برنامج الإصلاح المالي لتخفيض المديونية، رغم المحددات الصعبة وتباطؤ نسب النمو والتحديات الإقليمية".
وأكد "المضي قدما في مكافحة الفساد على جميع مستوياته الإدارية والمالية"، مضيفا" "لا يمكننا كذلك انتقاد الواسطة والمحسوبية من جهة، وممارستها كسلوك من جهة أخرى".
وشدد جلالته، في هذا الصدد، على أنه وجه الحكومة لاتخاذ إجراءات حاسمة بهذا الخصوص.
كما أكد جلالته أهمية العمل لتنفيذ مخرجات لجنة تنمية الموارد البشرية ورفع سوية التدريب المهني، خاصة التدريب التقني المتقدم.
وتناول اللقاء، أيضا، دور الإعلام في التعامل مع قضايا الوطن، حيث أكد جلالته أن "على الإعلام المهني وقادة الرأي مسؤولية مهمة تجاه العمل لصالح الأردن، من خلال إيصال الرسالة بشكل واضح وموضوعي ينقل المعلومة الصحيحة والواضحة للمواطنين".
وأعاد جلالته التأكيد على أهمية أن "يلعب الإعلام دورا أساسيا في ترسيخ قيم الاعتدال في المجتمع، وكشف الفكر الظلامي".
وفي إطار التحضيرات لعقد القمة العربية، أكد جلالته "أننا نعمل وننسق من أجل أن تكون قمة عمان بحجم التحديات".
وأضاف أن أولويات القمة ستركز على "جهود محاربة الإرهاب والتطرف، ودعم المصالحة الوطنية في العراق، ودعم إيجاد حل سياسي للأزمة السورية وتداعياتها الإنسانية، وعملية السلام والقدس".
وأشاد جلالته بالعلاقات الأخوية التاريخية بين الأردن والمملكة العربية السعودية، مؤكدا في هذا الصدد، متانة وعمق العلاقة التي تربطه مع أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وكذلك مع ولي العهد وولي ولي العهد.
وأعرب جلالته عن تطلعه لزيارة خادم الحرمين الشريفين للمملكة الشهر المقبل، والتي من شأنها توطيد علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين، ومواصلة التنسيق والتشاور حيال مختلف القضايا الإقليمية والدولية.
وفيما يتصل بالشأن العراقي، قال جلالته إن "بناء عراق قوي مستقر مزدهر وموحد هو ضرورة للمنطقة وسند لمحيطه العربي"، لافتا إلى "الدور الفاعل والبناء الذي يقوم به الأردن لتحقيق ذلك، كونه يتمتع بثقة جميع المكونات العراقية".
وجرى، خلال اللقاء، حوار تناول مختلف القضايا المحلية والإقليمية، ودور الإعلام في التعامل معها بكل مهنية وموضوعية.
وحضر اللقاء رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب جلالة الملك.-(بترا)