كونتي: توثيق النكبة بلقاء مهجرين فلسطينيين

Untitled-1
Untitled-1

ديمة محبوبة

عمان - عرضت الكاتبة والصحفية الفرنسية التشيلية كريس كونتي، في كتابها "فلسطين" مجموعة من المقابلات مع مهجرين فلسطينيين كبار في السن عاشوا النكبة وتهجروا من وطنهم تحت ظلم الاحتلال الإسرائيلي.اضافة اعلان
ونقلت كريس، في كتابها الذي وقعته بالمعهد الاسباني في عمان، عددا من صور هؤلاء المهجرين من مختلف بقاع الأرض تحدثوا عن معاناتهم ومعاناة شعبهم، ونقلوا الحقيقة كما هي في ذاكرتهم، وصور الظلم التي تعرضوا لها حتى هاجروا وتم إقصاؤهم من وطنهم.
وحاولت كريس في كتابها نقل قصص التهجير للعديد من العائلات ومن شتى بقاع الأرض، لإيصالها للعالم أجمع.
تقول كريس لـ"الغد": "أنا والكثير من أبناء قارتي لا يعرفون حقيقة فلسطين وتاريخها كما يعرفهما العرب وأبناء فلسطين تحديدا، لكن صداقتي في تشيلي لفتاة من جذور فلسطينية والحديث معها مطولا لسرد قصص عن عائلتها وكيف هجرت وظلمت، جعلتني ككاتبة وصحفية أفكر كثيرا بأن من حق هذا الشعب العظيم وحق العالم أجمع أن يعلم الحقيقة بلا مغالاة ولا تزوير للحقائق من إسرائيل".
وعن بحثها المعمق لتوثيق هذه الروايات، عملت كريس على مدى أربعة أعوام وانتقلت خلالها على عدد من الدول التي يسكنها فلسطينيون كبار في السن عاشوا النكبة، وكانت هناك تحديات كبيرة في معرفة أماكنهم والتقائهم؛ لأنهم كبار جدا في السن، كانت مقابلة كل شخص وحتى الانتهاء من المعلومات والتوثيق تتم من خلال جلسات عدة مقسمة لأكثر من 12 يوما، وكل جلسة تستغرق وقتا، كونهم لا يستطيعون إلا الجلوس، والتحدث عن مأساتهم لأكثر من ساعة ونصف كحد أعلى في المقابلة الواحدة.
وتؤكد "أن الكثير من العرب والفلسطينيين لأنهم أصحاب قضية ويعرفون تاريخها بشكل جيد، يعتقدون أن كل العالم يرى ما يرونه ويعرف ما يعرفونه، لكن أنا باحثة وكاتبة وصحفية ولولا معرفتي وثقتي بفتاة فلسطينية باتت بيني وبينها صداقة قوية، لما كنت ربما قد بحثت عن هذا الموضوع وكانت معتقداتي ستبقى كما درسناها وعرفناها في طفولتنا عن تاريخ الدول".
وقامت خلال زيارتها للأردن بالبحث والتوثيق، واحتوى كتابها على صور قامت هي ومجموعة من أصدقائها بتوثيقها عن كبار السن الذين شاركوا رواياتهم، منهم من وافته المنية خلال الأعوام الأربعة الماضية، فلذلك عملت على عرض كتابها والصور التي تم التقاطها في المعهد الاسباني في الأردن مؤخرا، ليكون ذا حضور قوي ومؤثر، إذ إن مشاركة تفاصيل القصص والذاكرة هي بالأساس من ترسم التاريخ بشكله الحقيقي.
أحد رواد المعرض محمد بشير، يقول "الكتاب مهم وهو دليل موثق من مشاهدات ومقابلات وكانت كريس حذرة جدا في اختيار المقابلات، إذ اختارت فلسطينيين عاشوا هم أنفسهم النكبة، فهم من كبار السن وأناس بسطاء عاشوا تجربة التهجير والإقصاء والنكبات، كدير ياسين وتحدثوا عنها.. أخذت صورا لهم حتى أن البعض منهم توفي خلال الأعوام التحضيرية لهذا الكتاب".
ويرى أنه من الضروري اهتمام الغرب بقضية فلسطين وبحثهم عن الرواية الحقيقية، وأخذها من مصدرها الحقيقي بتوثيق أهل القضية.
والكتاب أيضا احتوى على مقابلات وصور التقطتها كريس من القدس خلال وجودها في فلسطين.
ويذكر أن كريس كونتي، صحفية وكاتبة فرنسية من أصل تشيلي، درست العلاقات الدولية في جامعة السوربون وبدأت العمل في الصحافة الحربية منذ العام 1986. غطت الحرب في أفغانستان بين العامين 1986 و1993؛ ثم عملت مراسلة في السعودية (حرب الخليج الأولى على حدود الكويت 1990-1991)، إضافة إلى عملها في إذاعات. تنشر باللغة الفرنسية، وسبق وأن نشرت كتبا عدة، وكان آخر كتاب يوثق الذاكرة الفلسطينية كما يرويها اللاجئون الفلسطينيون في مخيمات اللجوء.