"مباراة" مملة!

كأنها "مباراة" يتقاذف فيها الطرفان الكرة، ولم يستطع أحد منهما تسجيل هدف في مرمى الآخر، نتيجة "انكشاف الخطة" و"ضعف التكتيك"، فيما بات الملل يصيب المتفرجين، الذين يترقبون "إطلاق الصافرة"، لانتهاء تلك "المباراة المملة"!.اضافة اعلان
ما الذي يستفيده اتحاد كرة القدم وأندية دوري المحترفين على حد سواء، من الوضع الحالي للكرة الأردنية؟، وما هو الثمن المتوقع من هكذا وضع؟، حين يقوم الاتحاد بقذف الكرة في ملعب الأندية لكي يحملها مسؤولية القرار المتعلق بالموسم الكروي، ومن ثم تقوم الأندية بإعادة الكرة لملعب الاتحاد لتجنيب نفسها المسؤولية وتحميلها له، رغم أن الجميع يدرك بأن المسؤولية مشتركة بين الطرفين، سواء تعلق الأمر باستمرار الموسم الكروي أو اللجوء إلى قرار الإلغاء.
لماذا لا يعلن الطرفان قرارهما الحقيقي بشكل علني، يجنب الجميع هذا الوضع البائس من الانتظار والتسويف والتعطيل، ورهن مصير اللاعبين والمدربين والإداريين والمنتخبات، بقرار إداري لا يعرف أحد ماذا سيكون في نهاية الأمر، طالما أن الاتحاد والأندية يحاول كل منهما تجنيب نفسه المسؤولية وحشر الآخر في الزاوية الضيقة؟.
إذا كان اتحاد كرة القدم والأندية يريدان استئناف الدوري "عن جد"، فلا بد أن يجلسا معا على طاولة الحوار، وفي أجواء من المصارحة والمكاشفة وثبات المواقف، فالجميع يدرك أن الأندية لن توافق على المضي قدما في دوري المحترفين، ما لم تكن هناك خطة من قبل الاتحاد يحدد فيها حجم الدعم وكيفية الحصول عليه ومواعيد صرفه، ولذلك فإن أي حديث عن إستئناف للدوري من دون توفير دعم مالي، سواء من حيث الرعاية او البث التلفزيوني او تذاكر الجمهور، لن يكون مجديا على الاطلاق، بل سيكون أشبه بـ"حوار الطرشان"، لأنه كلا الطرفين لن يسمع ما يقوله الآخر، وبالتالي لن يتم الوصول إلى نتيجة.
إذا كان قرار الفعلي يتمثل في إلغاء الموسم الكروي ومنه دوري المحترفين "وهو قرار خاطئ ويصيب جميع الاطراف بالضرر"، فلا بد من الاعلان عنه وإستثمار الوقت لاعداد المنتخب الوطني لما تبقى من التصفيات الآسيوية المزدوجة، ومحاولة تحقيق حلم يراه كثيرون أقرب إلى سراب، والمتعلق بالوصول إلى مونديال قطر 2022، وكذلك التخطيط للموسم الجديد مع الأخذ بالاسباب وتصويب الأخطاء التي حدثت في هذا الموسم الاستثنائي البائس.
أما إذا كان الطرفان يريدان الاستمرار في الدوري، فعليهما الوصول معا إلى منتصف الطريق، والالتقاء في مواقفهما بدلا من تقاطعها بهذا الشكل المؤسف والظاهر للكثيرين، لأن بقاء الوضع على ما هو عليه لن يفضي إلى نتائج إيجابية، بل هو عبث بمصير اللاعبين والكرة الأردنية عموما.