مسيرة الأعلام الإسرائيلية اليوم تهدد بانهيار الهدنة ودعوات فلسطينية للنفير

مستوطنون متطرفون يلوحون بعلم الاحتلال أثناء احتفالهم بما يسمى يوم "توحيد القدس" عند بوابة دمشق القديمة بالقدس المحتلة - (أرشيفية)
مستوطنون متطرفون يلوحون بعلم الاحتلال أثناء احتفالهم بما يسمى يوم "توحيد القدس" عند بوابة دمشق القديمة بالقدس المحتلة - (أرشيفية)

الأراضي الفلسطينية - عادت قضية مسيرة الاعلام إلى واجهة الصراع بعد إعلان المنظمات اليمينية المتطرفة عن إقامتها مجددا اليوم الثلاثاء على الرغم من أن شرطة الاحتلال كانت قررت منع إقامتها، في المقابل حذرت فصائل المقاومة الفلسطينية من إقامة المسيرة، معتبرة إياها اعتداء على الأقصى والقدس وأحيائها، فيما أعلنت حركة حماس النفير العام نحو المسجد الاقصى بمواجه المسيرة.اضافة اعلان
ومن شأن إقامة المسيرة تهديد الهدنة التي عملت عدة أطراف على تحقيقها من بينها مصر والولايات المتحدة، والعودة الى المربع الاول الى ما قبل العدوان على غزة، لاسيما وان حركة حماس كانت قد هددت في وقت سابق من الاسبوع بعدم الالتزام بالهدنة في حال تنفيذ المسيرة.
وكانت مسيرة الأعلام" المثيرة للجدل لليمين المتطرف، حصلت على ترخيص من رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو قبل يومين من مغادرته سدة رئاسة الوزراء، رغم قرار الشرطة منع إقامتها.
ويقول محللون إسرائيليون، إن قرار نتنياهو جاء مناكفة وإزعاجا للائتلاف والحكومة الجديدة.
ويجد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد، نفتالي بينيت، نفسه أمام أوّل تحدٍّ تركه له سلفه بنيامين نتنياهو. وعلى هذا الأساس، يجتمع المفتش العام للشرطة مع وزير الأمن الداخلي، بار ليف، (أمس) من أجل التوصل إلى قرار نهائي بشأن المسيرة.
وأكدت أن هذا الامر لن يمر مرور الكرام وأنها جاهزة لتقول كلمتها بالأفعال وليس بالأقوال.
ودعت الفصائل أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة والقدس والداخل المحتل لشد الرحال للرباط في المسجد الأقصى للتصدي لاقتحامات الاحتلال وتدنيسه لساحاته ومحاولاته فرض أمر واقع على شعبنا ولمجابهة مسيرة الأعلام.
قرار منع شرطة الاحتلال جاء الاسبوع الماضي في ختام اجتماع دعي اليه ممثلون عن المنظمات الاسرائيلية المتطرفة، وعللت الشرطة قرارها بما وصفته بالتهديدات الأمنية.
زعيم حزب "الصهيونية الدينية" بتسلئيل سموتريتش كان قال تعقيبا على قرار الشرطة بأنه رضوخ واستسلام، لإملاءات وتهديدات حركة حماس.
وقال سموتريتش إن المفتش العام للشرطة الإسرائيلية غير قادر على تأمين مسيرة في القدس تُرفع فيها أعلام إسرائيل، مضيفا أنه بذلك "يحوّل رئيس حماس في غزة يحيى السنوار إلى مدير لشؤون القدس".
بدوره كان إيتمار بن غفير عضو البرلمان الإسرائيلي قال "لسوء الحظ، فإن مفوض الشرطة يواصل خط الاستسلام والتراجع.
وأضاف بن غفير وهو مستوطن يعيش في مستوطنة بالقرب من الخليل بالضفة الغربية المحتلة "لا أنوي الاستسلام، وسأقوم الخميس القادم بالسير في الطريق الكامل حول البلدة القديمة بالقدس".
ودعا اليميني المتطرف الذي يترأس حزب "القوة اليهودية" أعضاءَ الكنيست للانضمام إليه "واستخدام حصانتهم كأعضاء كنيست والقانون السيادي لدولة إسرائيل على القدس".
وردا على هذه التعليقات؛ اتهم كوبي شبتاي مفوض الشرطة الإسرائيلية- بن غفير بقيادة "انتفاضة يهودية" أسهمت في تأجيج التوتر.
بيان الفصائل الفلسطينية أول من أمس دعا أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة وغزة والخارج للمشاركة الحاشدة والفاعلة في مسيرات الغضب للتعبير عن رفض الاستفزاز والعدوان المتواصل على القدس والأقصى.
وأشارت الفصائل إلى أن المقاومة فرضت معادلة ثابتة في معركة سيف القدس مفادها أن الاعتداء على الأقصى والقدس وأحيائها لن يمر مرور الكرام.
وأكد البيان أن خيار المقاومة هو الخيار الأمثل والاستراتيجي للتعامل مع العقلية الصهيونية القائمة على القتل والإجرام وسفك الدم الفلسطيني وأن استمرار إعدام الاحتلال لأبناء شعبنا في الضفة والقدس ما هو إلا استمرار لمسلسل الإرهاب الصهيوني ضِد شعبنا.
كما طالبت السلطة الفلسطينية برفع يدها عن أبناء المقاومة والشعب الفلسطيني لتأخذ دورها في مواجهة الاحتلال ورفع كلفته.
كما أكدت على أهمية استثمار الانتصار الذي حققه الشعب الفلسطيني ومقاومته في معركة سيف القدس بتحقيق الوحدة الوطنية وترتيب البيت الفلسطيني على أسس وطنية سليمة وعلى قاعدة التمسك بالحقوق والثوابت وبرنامج المقاومة.
وجددت الفصائل رفضها لكل أشكال التطبيع مع الاحتلال لما يمثل من جريمة وطعنة غادرة لتضحيات شعبنا وخيانة للأمة وتشجيعاً للاحتلال على مواصلة عدوانه ضِد شعبنا ونستهجن استمرار الانحدار القيمي لبعض أقطاب التطبيع التي تُصر على التماهي مع رؤية ومخططات الاحتلال.
وقالت إن الواجب على الأمة بكافة مكوناتها قادة وزعماء وعلماء ومثقفين وأحزاب وإعلاميين تحمل مسؤولياتهم والتحرك على كل المستويات للتصدي للعدوان، والضغط على الاحتلال بتشكيل جبهة فلسطينية عربية إسلامية لحماية الأقصى ونُصرة القدس ودعم وتعزيز صمود أهلها.
الامم المتحدة طالبت من جانبها من كافة الأطراف الراعية لاتفاق وقف إطلاق النار لتحمل مسؤولياتها والضغط على الاحتلال لوقف العدوان على القدس والأقصى قبل فوات الأوان.
ومسيرة الأعلام الاستفزازية هي احتفالات بدأت مع احتلال إسرائيل للقدس الشرقية في أعقاب حرب يونيو (حزيران) 1967.
وأعلن متطرفون أنهم سيفدون الى البلدة القديمة ويسيرون عبر شوارعها وازقتها لإحياء ذكرى احتلال الجزء الشرقي منها ووقوع المدينة برمتها تحت السيطرة الإسرائيلية. - (وكالات)