تشوهات بصرية جراء الكتابة على الحجارة الأثرية في جرش

صابرين الطعيمات جرش – تعرضت المدينة الأثرية بعد إنتهاء مهرجان جرش للثقافة والفنون لأشكال متعددة من العبث، من خلال الكتابة على الحجارة الأثرية، والقاء النفايات، وترك المأكولات والمشروبات في ساحاتها الرئيسية وبين أحجارها وأعمدتها، تسببت بتشوه بصري للموقع وخاصة على المدرج الجنوبي، وفق ما أكده الخبير السياحي وعضو مجلس محافظة جرش الدكتور يوسف زريقات. وأكد زريقات، أن أكثر المواقع تعرضا للتخريب والعبث هي شارع الأعمدة، والتي كان فيها معارض للفنانيين التشكيليين وبعض الحرفيين، والذين قاموا برش مختلف الأنواع من الدهان على الحجارة الأثرية بشكل واضح وغريب وبكميات كبيرة كذلك، وعلى العديد من الأبنية الأثرية التي تعود للقرن الثاني الميلادي. وقال أنه قد قام برصد موقع معرض الفنانين التشكيليين والسمبوزيوم، وفي ساحة مبنى سبيل الحوريات العديد من بقع الدهان التي تركها الرسامون على الحجارة، والتي شوهت العديد منها بالوان مختلفة، سيما تلك النقوش المثبتة على الحجارة الاثرية، وعلى بعض النقوش الكتابية التي تشير إلى المهندس المعماري العربي" زبدة "، الذي أقام أجمل المباني الأثرية في الموقع، ومنها الأبنية المحاذية لمعبد أرتيمس. وحمل الزريقات الإدارة التنفيذية للمهرجان هذا الواقع، والذي من المفروض أن يكون عبر اتفاقيات تحمل الجهة المسؤولة عن المعرض أي تشوهات قد تحدث نتيجة استخدامها للموقع. ويرى عضو مجلس محافظة جرش، أن مدينة جرش الأثرية تحمل إرثا تاريخيا يأتيه الزوار من شتى أنحاء العالم، ودور مهرجان جرش الذي قدم الأردن ومدينة جرش بأبهى صورة تاريخية إلى العالم، والتي تحمل رسالة الأمن والسلام والحضارات العريقة فيها، لكننا في الوقت نفسه علينا أن نراعي فيها سلامتها وحفظها من أي تشوهات تؤثر عليها، سيما وأن هذه المدينة تسعى العديد من الجهات من وزارة سياحة وبلدية وغيرها من المهتمين لان تكون ضمن قائمة التراث العالمي، والسؤال هنا كيف يستقيم مثل هذا الطلب مع هذا الواقع المؤلم. ويعتقد زريقات أن عدم إدراجها على هذه القائمة التراثية العالمية فهي مدينة تحمل إرثا يعود لآلاف السنين، والمطلوب المحافظة عليها كي تبقى نفط الأردن، ومنجما للانشطة والحركة السياحية التي بدأت بالانفراج، وتشكل مصدرا رئيسا من مصادر الدخل القومي، مطالبا بتطبيق معايير الأثر البيئي بحيث يستمر المهرجان، ولكن يضمن غياب الضرر على موقع تاريخي. ويطالب زريقات أن تكون هناك خريطة عمل لمشاركة الفعاليات والبنية التحتية اللازمة لاقامة فعاليات المهرجان، بحيث تأخذ بعين الاعتبار أهمية الموقع، وعدم الحاق الأذى به من حيث العبث المقصود أو غير المقصود بطبيعته، والالتزام بمعايير محددة وعلى دائرة الآثار العامة أن تضطلع بها وتحت طائلة المساءلة القانونية، بما يضمن سلامة وديمومة هذا الموقع السياحي المهم في استقبال زواره على مدار العام. وبين أنه يجب أن تتم معالجة تشوهات الموقع والحجارة، بأسرع وقت ممكن، حتى لا تنقل هذه الصور المشوهة إلى مختلف دول العالم من خلال زوار المدينة، فضلا عن ضرورة عمل مسارات محددة للمحافظة على بعض اللوحات الفسيفسائية التي باتت تطمس وتهلك بفعل حركة الاقدام عليها. إلى ذلك أكد مدير آثار جرش زياد غنيمات، وهو مدير موقع المهرجان أن التشوهات البصرية تم رصدها بعد الإنتهاء من المهرجان مباشرة وهي عبارة عن دهان وألوان كان يستخدمها الفنانون التشكيليون في الموقع، وبعض الحرفيين وقد قامت مديرية الآثار بالتعامل معها على الفور وتنظيفها باستخدام مواد مناسبة لطبيعة الحجارة الأثرية، ومن خلال خبراء وفنيين مؤهلين وقادرين على التعامل مع هذه التشوهات، سيما وأن الموقع الأثري يزخر بالزوار من مختلف دول العالم، وهم بمثابة إعلاميين ينقلون الواقع السياحي في مدينة جرش ويروجونه إلى مختلف دول العالم. وأضاف غنيمات، أن فرق عمال الوطن تقوم حاليا بتنظيف الموقع الأثري والمناطق والطرق التي تجاور الموقع بعد الإنتهاء من المهرجان، سيما وأن عدد الزوار خلال مدة المهرجان قد تجاوزت 80 ألف زائر وهذا عدد كبير في مدة زمنية قصيرة، وقد خلف أطنانا من النفايات، وقد قامت فرق دائرة الآثار بالتعاون مع الجهات المعنية بالسيطرة على وضع النظافة، في الموقع وهو الآن يخلو من أي نفايات أو أوساخ تسبب أي تشويه بصري للموقع.اضافة اعلان