مخاوف إسرائيلية من فقدان الدعم الأميركي بسبب سلوك حكومة "نتنياهو" المتطرف

أحد الاحتجاجات لأميركيين ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو-(أرشيفية)
أحد الاحتجاجات لأميركيين ضد سياسة الحكومة الإسرائيلية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو-(أرشيفية)

تزداد المخاوف الإسرائيلية من فقدان دعم الولايات المتحدة الأميركية، وبدرجة أقل الدول الغربية، بسبب سلوك حكومة الاحتلال اليمينية المتطرف، والذي أثار سخط وتنديد المجتمع الدولي أكثر من مرة، لا سيما حيال تفاقم عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، مما ينذر بانفجار الأوضاع بالأراضي الفلسطينية المحتلة في أي لحظة.

اضافة اعلان

 

وتثير حدة التوتر غير المسبوقة في العلاقات الأميركية والإسرائيلية قلق أوساط سياسية وأمنية في الكيان المحتل، نظير ما وصفوه "بالخراب" الذي تسببت به حكومة الاحتلال، برئاسة "بنيامين نتنياهو"، والذي أجج تهديدات متعددة الجبهات، ومنها داخلية، في ظل تصعيدها بالضفة الغربية، ودعمها اللامحدود للمستوطنين، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.


وما تزال حكومة الاحتلال اليمينية، وفق نفس الصحيفة، تتجاهل تحذيرات "الأصدقاء من الغرب، لا سيما الإدارة الأميركية، الذين يحاولون تنبيهها بأن طريقة العمل السائرة بها ستؤدي لنتائج وخيمة"، مشيرة إلى دعواتهم المتكررة، أسوة بواشنطن مؤخرا، بضرورة وقف عنف المستوطنين ضد الفلسطينيين ومنع تدهور الأوضاع الوخيمة حاليا.


وعبر مسؤولون أمنيون إسرائيليون، ومنهم سابقون، وفق نفس الصحيفة، عن تلك المحاذير التي قد تضع، بحسبهم، ليس مصير حكومة "نتنياهو" على المحك، فقط، بل واقتراب ما زعموه "الحلم الصهيوني" من النهاية، وسط احتجاجات داخلية مرشحة بالتوسع بعد تهديدات الأحزاب الدينية المتشددة بالانسحاب من الإئتلاف الحكومي الرسمي وبالتالي انهياره، في ظل سخط دولي وتصاعد الغضب الفلسطيني ضد جرائم الاحتلال، ومستوطنيه، بحقهم. 


ومما يزيد من القلق الإسرائيلي ارتفاع منسوب الغضب الشعبي في العالم من عدوان الاحتلال وانتهاكات مستوطنيه المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني؛ وذلك بالإحالة إلى حملة أميركية واسعة النشاط تطالب بإغلاق جمعيات في نيويورك تدعم المستوطنات الإسرائيلية، إلى جانب عريضة وقعها مئات الأكاديميين من دول العالم، للتنديد بالاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة.


فقد أطلقت مجموعة من المؤسسات والمنظمات المناصرة للحق الفلسطيني في الولايات المتحدة الأميركية، حملة تطالب بإغلاق جمعيات في ولاية نيويورك تجمع التبرعات لدعم الاستيطان في الأرض الفلسطينية المحتلة.


وتأتي الحملة التي تحمل اسم "ليس على حسابنا"، دعما لمشروع القرار مقدم إلى كونغرس ولاية نيويورك يطالب بإغلاق تلك الجمعيات باعتبارها تمول منظمات استيطانية تمارس جرائم ضد الشعب الفلسطيني، في انتهاك واضح للقانون الدولي.


وتقوم الحملة كذلك بالحشد الجماهيري لأنصار الحق الفلسطيني للتواجد في قاعة البرلمان مطلع الشهر المقبل خلال مناقشة مشروع القانون والتصويت على إقراره.


في غضون ذلك؛ قال مئات الأكاديميين الإسرائيليين والأميركيين ومن دول أخرى إن الاحتلال الإسرائيلي طويل الأمد للأراضي الفلسطينية أسفر عن "نظام فصل عنصري"، في إشارة إلى ما يصفه المؤيدون بأنه "لحظة فاصلة" لكيفية النظر إلى الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما ذكره الموقع البريطاني "ميدل إيست آي"، مؤخرا.


جاء ذلك في عريضة وقعها نحو 750 أكاديميا من الولايات المتحدة الأميركية وألمانيا وبريطانيا والكيان الإسرائيلي ودول أخرى، تحت عنوان "الفيل في الغرفة"، وتنتقد الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وتلفت الانتباه إلى الصلة المباشرة بين هجوم الاحتلال الأخير على القضاء والاحتلال الإسرائيلي غير القانوني للأراضي الفلسطينية، حيث يعيش ملايين الفلسطينيين".


كما جاء في العريضة، "يفتقر الشعب الفلسطيني تقريبا إلى جميع الحقوق الأساسية، ويواجهون عنفا مستمرا"، لافتة إلى استشهاد أكثر من 190 فلسطينيا في الضفة الغربية وقطاع غزة، خلال العام الحالي، على يد قوات الاحتلال، التي هدمت أكثر من 590 مبنى، بينما المستوطنون يحرقون وينهبون ويقتلون مع الإفلات من العقاب".


ويأتي ذلك في ظل إمعان قوات الاحتلال بعدوانها ضد الشعب الفلسطيني؛ حيث نفذت، أمس، عملية هدم وتجريف واسعة في أرض مقدسية، في بلدة سلوان جنوب المسجد الاقصى المبارك، بغرض الاستيلاء عليها لصالح الاستيطان.
كما اعتقلت قوات الاحتلال، مجموعة من الفلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، عقب اقتحامها ومداهمة منازلها والاعتداء على سكانها.


من جانبه، أكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس، المطران عطا الله حنا، أن مدينة القدس هي عاصمة وقبلة وحاضنة أهم مقدسات وتاريخ وتراث وعراقة وجود الشعب الفلسطيني وهي عنوان عدالة القضية الفلسطينية، بحيث لا يتم الحديث عن القدس بمعزل عن فلسطين أو الحديث عن فلسطين دون أن نؤكد بأن القدس هي عاصمة لفلسطين. 


وأضاف، في تصريح له أمس، أن هنالك احتلالا واستعمارا في القدس المحتلة، حيث إن المقدسيين جميعا يدفعون فاتورة باهظة بسبب الاحتلال الذي يستهدفهم في مقدساتهم وأوقافهم وفي كافة تفاصيل حياتهم"، مشيرا إلى أن "كل شيء فلسطيني إسلامي أو مسيحي مستهدف ومستباح في المدينة، ويراد للفلسطينيين أن يتحولوا إلى أقلية في مدينتهم".