الأندية.. جبهة ضعيفة ومشاهد محزنة

خالد الخطاطبة تحاول أندية المحترفين بشكل مباشر أو غير مباشر، تحميل اتحاد كرة القدم كامل المسؤولية عما يجري في الكرة الأردنية، رغم أنها شريك في صناعة الخلل، بسبب صمتها وبحث قياداتها عن الشعبويات، على حساب المصلحة العامة. في المشهد الكروي الأردني، يبرز مشهد “محزن” يتمثل في أن بعض قيادات الأندية وخلال اجتماعاتهم مع اتحاد الكرة، تتحدث بعكس ما تقوله خلال خطاباتها “الشعبوية” الموجهة للجماهير، خاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف “دغدغة” مشاعر الجمهور، الأمر الذي يؤدي تضليل وضبابية في الرؤية لدى الشارع الرياضي المحلي، الذي يصب جام غضبه على الاتحاد بعد تبرئة الأندية من الفوضى التي تعيشها الكرة الأردنية في بعض المراحل، رغم أن الأندية تعتبر شريكة في صناعة هذه الفوضى، بسبب تقلب مواقفها، وتغييب المصلحة العامة في بعض المفاصل. في الغرف المظلمة، يتحدث رؤساء أندية أمام مسؤولي الاتحاد بشكل ايجابي، ويبدون قناعاتهم بخطوات الاتحاد، ويقبلون بمبرراته بشأن العديد من القرارات، قبل أن يخرجوا إلى جماهيرهم ويرمون سهام النقد نحو مصنع القرار في الكرة الأردنية، ويتحدثون بشكل متناقض، وبالتالي تبرئة أنفسهم، ووضع الكرة في ملعب الاتحاد، بعد أن يحملوا اتحاد الكرة كامل المسؤولية. على الصعيد الاعلامي حدث ولا حرج.. رئيس ناد يتحدث إلى الصحفي عما يعتبره اخطاء فادحة في اتحاد الكرة، ويطالب بسرعة تسوية الأمور، وعند تقترح عليه أن ينسب التصريح إليه، يرتعب ويتراجع، ويطالب بنسب التصريح إلى شخصية مجهولة، خوفا على مصالحه وهروبا من عتب الاتحاد. ضعف شخصية الأندية وخوفها من تسمية الأشياء بمسمياتها، وهروبها من تشخيص الواقع، يعتبر سببا مهما من أسباب تراجع الكرة الأردنية، بل أن مسؤولياتها توازي مسؤوليات اتحاد الكرة في هذا التراجع. نعم.. اتحاد الكرة يتحمل مسؤولية كل ما يحدث في الكرة الأردنية ايجابا أو سلبا، ولكن في نفس الوقت على الأندية أن تضطلع بمسؤولياتها من خلال تشخيص الواقع، والتحلي بالجراءة في قول كلمة الحق أمام الاتحاد، وضرورة أن تلتزم بمبدأ ثابت يخدم المصلحة العامة للكرة الأردنية، بعيدا عن اي منافع شخصية أو نادوية، أو حتى شعبوية، فكلمة الحق لا تتجزأ وتقال في جميع المجالس والمحافل. خلاصة القول ان الأندية لم تصل إلى درجة التأثير في صنع القرار في الكرة الأردنية، بسبب تباين في المصالح وتقلبات في أمزجة قياداتها، رغم القناعات بأن هناك قيادات نادوية صادقة تبحث عن المصلحة العامة، ولكنها لا تقوى على مواجهة الفريق الثاني الباحث عن المصالح الشخصية. المقال السابق للكاتب استجواب أركان اللعبةاضافة اعلان