السياحة والتعافي الاقتصادي

م.موسى عوني الساكت الأرقام العالمية عن أعداد السياح على مستوى العالم تقفز بسرعة، وهذا أمر مشجع جدا، خصوصا أن القطاع السياحي كان على رأس القطاعات الاقتصادية المتضررة في حقبة الإغلاقات العالمية لجائحة كورونا. بلا استثناء تضرر الجميع، لكن صناعة السياحة وأذرعها تكبدت الحصة الكبرى من الخسائر، فقد شلّت الجائحة السياحة محلياً. الأردن يمتاز بتنوع الأماكن السياحية، ورؤية التحديث الاقتصادي ركزت على تنمية إمكانات الأردن ليصبح أفضل الوجهات السياحية للباحثين عن تجارب عالمية المستوى في المواقع الأثرية والتراثية والطبيعية، وسياحة المغامرات، والسياحة الدينية، والسياحة العلاجية. السؤال الأهم؛ كيف يمكن إنعاش القطاع السياحي وإعادته إلى سابق عهده بل وأحسن بناءً على هذه الرؤية؟ بعيدا عن ضرورة العمل على تحسين مستوى ثقة المسافرين والسياح، وفهم اتجاهات السوق الجديدة ومحركات الطلب وتتبعها، ما يجب علينا أردنيا العمل به بناء قطاع سياحة أكثر شمولاً وقدرة على الصمود، وأوسع جذبا، وهذا مناط بهيئة تنشيط السياحة التي سابقا عملت بجد قبل كورونا على استقطاب سياح من أماكن مختلفة من العالم وترويج الأردن كبلد سياحي استثنائي. مستقبل واعد أيضاً أمام السياحة العلاجية‬ وفرصة لاستثمار السمعة الطبية للأردن، بشرط تذليل العقبات المختلفة والاهتمام بشكل أكبر بالأماكن السياحية الجاذبة، خصوصا أنه أمامنا تحدي خلق 9 آلاف وظيفة سنوياً. نريد أن يكون الأردن أفضل الوجهات السياحية، وكما يشير سمو ولي العهد، الى أهمية المنافسة بالأسعار وتحسين نوعية الخدمات والمنتج السياحي والترويج للمواقع السياحية. القطاع السياحي يجب أن يكون على رأس الأولويات، خصوصاً أنه يتقاطع مع كثير من القطاعات الاقتصادية الأخرى؛ صناعة، تجارة، زراعة، وهذا يتطلب تعاوناً وثيقاً على مستوى الحكومة والقطاع الخاص والاستعداد لتغيير نموذج العمل وصولا الى تحقيق مخرجات رؤية التحديث الاقتصادي. المقال السابق للكاتب  للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنااضافة اعلان