خذلان غزة



ما نشهده من سياسة تجويع وقتل وقصف وتدمير البنى التحتية لقطاع غزة، يدمي القلب ووصمة عار في جبين المجتمع الدولي الذي يقف متفرجاً بكل صفاقة ولا يهتز له رمش، كي يهب لإنقاذ أطفال ونساء وشيوخ غزة، خاصة بعد أن أعلنت منظمة الأغذية العالمية إيقاف برنامج المساعدات الغذائية لقطاع غزة، معرضين ما يقارب أكثر من 800 ألف إنسان في شمال القطاع إلى مجاعة محققة لا سمح الله. ومع تصاعد الأصوات الداعية إلى ضرورة إدخال الطعام والدواء إلى القطاع، ما تزال الأوضاع على ما هي عليه ولا أحد يتجرأ ويمد يد المساعدة لأهالي غزة.

اضافة اعلان


العالم لم يعد بيده أن ينقذ أهل غزة، قراره مرهون إلى الدول الكبرى التي بيدها حق النقض الفيتو، ترفعه وقت ما تشاء ومؤخراً إفشال المشروع الجزائري المطالب بوقف إطلاق النار الإنساني والفوري في مجلس الأمن الدولي، ضاربة بعرض الحائط كل الدعوات التي تشير إلى اقتراب القطاع نحو مجاعة كبيرة وتفشي الأمراض الجلدية والتنفسية والوبائية كالإلتهاب الكبد الوبائي بين الأطفال، و تردي الأوضاع الصحية ومواجهة النساء الحوامل، خطرا حقيقيا على صحتهن وصحة أجنتهن، وصحة الرضع وحديثي الولادة، 95 ٪ من الأطفال لا يتوفر لديهم حليب ومواد غذائية، و50 ألف حامل بدون دواء أو رعاية صحية وهذا خرق للقوانين الدولية، فحرب دولة الاحتلال الصهيوني على المساعدات لا تنتهي فقد قامت بقصف مخازن الغذاء والحبوب والقوافل الإغاثية ومستودعات وزارة الصحة الفلسطينية، وهذا يجعل حياة الأطفال معرضة لخطر الموت جوعاً، حيث قرعت منظمات إنسانية دولية كمنظمة انقذوا الأطفال الدولية ومنظمة اوكسفام واليونيسيف والعديد من المنظمات ناقوس الخطر من كارثة مروعة قد تلحق بالمدنيين في قطاع غزة.


إن مسؤولية إدخال المساعدات وتأمين الحاجات الإنسانية من الغذاء والماء والدواء لكافة الغزيين، لا يمكن بحال من الأحوال أن تتخلى الأمم المتحدة عن مسؤولياتها بحجج البيئة الغير آمنة لإدخال المساعدات، خذلان غزة يتكرر في كل لحظة تمر والأزمة لم تحل بعد، ومع اشتداد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي في خان يونس ودير البلح، وتهديد حكومة نتنياهو المجرمة بعملية برية في رفح، تتصاعد المخاوف من مجازر قد ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي، فعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً للعدوان الإسرائيلي الوحشي على القطاع، بدل أن يحول أزمة القطاع إلى بنود على ورق تتلفه الولايات المتحدة بفيتو، وكأنه شيك على بياض للموافقة على التجويع كوسيلة حرب على الفلسطينيين، أضف إلى عرقلة جيش الاحتلال الإسرائيلي عبور المساعدات من جهة والمستوطنون يمنعون دخول المساعدات من جهة أخرى، وهذا ينذر بتوسع الصراع وزعزعة الاستقرار في المنطقة وزيادة حدة الكارثة الإنسانية في غزة، وما تزال الحلول المطروحة لإنهاء أزمة القطاع غير واقعية، ما لم يتم ردع حكومة نتنياهو العنصرية عن عدم الاكتراث للنداءات الدولية للكف عن العمليات العسكرية ووقف إطلاق النار...


أما أهل غزة فما لهم إلا الله.

 

 

للمزيد من مقالات الكاتبة انقر هنا