مشاهدات من وسط البلد وغيرها

اولاً: من بين المعالم التي تميز وسط البلد في عمان، يبرز فرع البنك العربي القديم، الذي يشكل جزءا من ذاكرة المدينة الاقتصادية والتجارية، التي نتمنى وفي مبادرة تهدف إلى الحفاظ على هذا الإرث وتعزيز السياحة الثقافية تحويل هذا الفرع الذي كان في يوم ما الإدارة العامة إلى متحف بنكي -ان جاز التعبير-يوثق ويروي قصة تطور الحياة الاقتصادية والبنكية ومسيرة العملات في الأردن.

اضافة اعلان


سيكون وجهة مميزة لعشاق التاريخ والاقتصاد، وسيحافظ على مبنى فرع البنك العربي القديم من الاندثار حيث حاليا هناك 3 طوابق غير مستغلة، وبالمجمل المشروع فيه إضافة للمسار السياحي وسيخلق فرص عمل، ويمكن استنساخ الفكرة لتطبقها ربما بنوك عريقة كما الأهلي.


فيما يتعلق بالتصميم الداخلي يمكن عرض مجموعة واسعة من العملات التي تم تداولها منذ تأسيس البنك وحتى العصر الحديث، والنسخ الأصلية أو المصورة من السجلات المالية القديمة، والعقود، والشيكات، والاستعانة بتقنيات العرض الرقمي لعرض أفلام وثائقية وربما متجر لبيع الهدايا التذكارية، وتخصيص مساحات لعرض نماذج مصغرة للبنوك اعتماداً على تصميمات ذلك الزمن، ولا بأس من إنشاء منطقة مخصصة للأطفال للتعلم عن العملات والبنوك ،ومن عرض مقتنيات شخصية لمؤسسي البنك، مثل الأدوات المكتبية... رسائل، أوسمة.


ثانياً: تشهد الأردن تحولًا ملحوظًا في نمط الحياة الترفيهي، حيث يفضل الكثير من الأردنيين التوجه إلى الأماكن الجماعية، خاصة تلك التي توفر بيئة مفتوحة في الهواء الطلق حيث تتراص المحلات والمطاعم بجانب بعضها والامثلة كثيره في وسط البلد والعبدلي والصويفية، والجميل في الموضوع ان غالبيتها ذات أسماء محلية بمستوى مأكولات وخدمات عالمية بينما لا أتوقع نفس النجاح لو كانت مبعثرة هنا وهناك فالتجمع حفز المنافسة وشجع القدوم، مما يستدعي التوسع فيه.


يبقى تحدي النظافة في وسط البلد قائماً لخلق بيئة مريحة وحضارية للزوار والعائلات، ولتشجيع المزيد، ولا تستطيع الامانة تحمل مسؤوليتها وحدها مما يستوجب ان تكون مسؤولية النظافة أمام كل محل تقع على عاتق إدارته، فلا يعقل ان يجني صاحب المحل عشرات الالاف يومياً لا يكلف احد العاملين لديه بجمع مخلفات زبائنه ، وتحت طائلة العقوبات . اليس هذا من ضمن المسؤولية المجتمعية للقطاع التجاري؟


تبقى مسؤولية الأمانة توفير عدد كاف من حاويات القمامة وتوزيعها بشكل استراتيجي في وسط البلد، لضمان سهولة الوصول إليها من قبل الجميع، وإطلاق حملات توعية تهدف إلى تثقيف الجمهور وأصحاب المحلات التجارية، ولا بأس من جوائز وتكريم لأكثر المحلات التجارية والسكان التزامًا بمعايير النظافة، مما يشجع الآخرين على الالتزام.


ثالثاً: تعد السلط من أبرز المدن التاريخية في الأردن، وتشتهر ببيوتها العتيقة التي تعكس التراث المعماري الفريد والتاريخ العريق وقد تم صيانة بعض داراتها، وبقي الكثير المهدد بالتقادم والاندثار. هذه البيوت ليست فقط وسيلة للحفاظ على التراث الثقافي، بل تساهم أيضا في إطالة المسار السياحي في المدينة مما يعزز من جاذبيتها كوجهة سياحية، وتوفر مشاريع الصيانة لهذه البيوت فرص عمل للسكان المحليين في مجالات الترميم والبناء والإرشاد السياحي وافتتاح مشاريع فيها، مما يسهم في تحسين المعيشة.


استمرار إهمال المباني العتيقة معناه أن تصبح مع مرور الزمن مكاره صحية وأوكارا للنشاطات غير القانونية. ترميم هذه البيوت واستخدامها بطرق إيجابية يمنع استغلالها لهذه الأغراض، وادامتها معناه ان تبقى السلط وجهة سياحية مزدهرة تحافظ على تراثها الثقافي.


بقي التمويل وهو ما توفره المنظمات الدولية التي لا تقصر في هذه الاتجاهات، بجانب صندوق لصيانة البيوت العتيقة، وتقديم قروض ميسره لأصحابها.

 

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا