الحساسية الموسمية تؤثر على الحياة اليومية

الهدف الرئيسي من نشر الوعي لدى مرضى الحساسية الموسمية هو دفعهم لطلب استشارة أختصاصي الحساسية للتشخيص- (أرشيفية)
الهدف الرئيسي من نشر الوعي لدى مرضى الحساسية الموسمية هو دفعهم لطلب استشارة أختصاصي الحساسية للتشخيص- (أرشيفية)

عمان-الغد- تمثل الحساسية عبئاً كبيراً على المرضى، وغالباً ما يتم التقليل من أهميتها، ولذا فمن مسؤولية جميع العاملين بمجال الرعاية الصحية نشر الوعي المناسب خاصة في فصلي الربيع والصيف؛ حيث تبدأ النشاطات العائلية التي لا يستطيع معظم مرضى الحساسية من حبوب اللقاح التمتع بها. بحسب ما نشر على موقع "الطبي".اضافة اعلان
دعوة للتشخيص المبكر
الهدف الرئيسي من نشر الوعي لدى مرضى الحساسية الموسمية هو دفعهم لطلب استشارة اختصاصي الحساسية للتشخيص، والتي تمثل خطوة كبيرة، خاصة عند معرفة أن حوالي نصف الذين يعانون من الحساسية التنفسية لم يتم تشخيصهم بعد.
الحساسية من حبوب اللقاح وتأثيرها العميق على الحياة اليومية
نتيجة لتغير المناخ، الاحتباس الحراري والمدة الطويلة لمواسم تلقيح النباتات، زادت احتمالية تعرض الإنسان للحساسية من حبوب اللقاح. وبالاعتماد على مناطق العالم المختلفة، أصبح موسم الحساسية يمتد من أول كانون الثاني (يناير) وحتى نهاية فصل الخريف.
حبوب لقاح الأعشاب هي من مسببات الحساسية الأكثر انتشاراً، والتي تصيب حوالي 52 % من حالات حساسية الأنف من آخر الربيع لأوائل الصيف.
حبوب لقاح الأعشاب البرية، مثل عشبة الشوك الأحمر وحشيشة الزجاج، والتي تصيب 27 % من مرضى حساسية الأنف، تعد مصدرا مهما مسببا للحساسية. ويبدأ تأثيرها من آخر الصيف ويستمر خلال فصل الخريف.
الأشجار مثل شجر الزيتون، تعد المسبب الأساسي للحساسية الموسمية الحادة لدول حوض البحر الأبيض المتوسط، والسرو وغيرها، ويستمر تأثيرها لمدة تمتد من كانون الثاني (يناير) وحتى حزيران (يونيو) حسب نوع الشجر.
من بين مجموع الناس الذين يعانون من الحساسية التنفسية، يعاني 15 - 20 % من الشكل الحاد للمرض. وحالتهم يمكن أن تؤثر سلباً على أداء نشاطاتهم اليومية والنوم، وبالتالي تؤدي إلى الشعور بالتعب، وتؤثر على إنتاجية الفرد وعلى الصحة النفسية والاجتماعية. فتعبر زينب التي تعاني من الحساسية تجاه أشجار الزيتون منذ طفولتها "أنا أخاف من نهاية فصل الشتاء لأنه يعني بالضرورة تغير حياتي مع قدوم حساسية فصل الربيع".
ولأن معظم الامتحانات عادة تكون في الربيع وأول الصيف، فإن الطلاب المرضى بالحساسية الموسمية يمكن أن يعانوا من مشاكل دراسية بشكل ملحوظ. فأظهرت دراسة بأن الطلاب الذين لديهم تاريخ مرضي متعلق بحساسية الأنف لسنوات سابقة، والذين كانت لديهم أعراض الحساسية الموسمية في أي يوم من أيام الفحص هم عرضة بمقدار الضعف لخسارة علامات دراسية.
وللتقليل أو تجنب تأثير موسم الحساسية، على المرضى استشارة طبيب الحساسية المختص في أقرب وقت ممكن.
كيف يمكن معالجة الحساسية التنفسية؟
- العلاج الدوائي: تسكين الأعراض
العلاج الدوائي، المعروف بالأدوية المسكنة للأعراض، هو بصورة رئيسية مضادات الهيستامين، بخاخات الكورتيزون، قطرات العيون المضادة للحساسية، موسعات القصبات.
هذه الأدوية مفيدة للغاية للتخفيف من الأعراض ولا يجوز إيقافها بدون استشارة الطبيب، لكن حالما توقف تناولها تظهر الأعراض من جديد.
ومن الجدير بالذكر هنا أن المؤسسات العالمية المعنية بالحساسية أوصت بضرورة تجنب حقن الكورتيزون العضلية لما لها من آثار جانبية ضارة تفوق الفائدة المرجوة منها.
- العلاج المناعي للحساسية: تعديل النظام المناعي
العلاج المناعي للحساسية والذي يطلق عليه أيضاً "إزالة التحسس"، هو علاج الحساسية الوحيد الذي يعمل مباشرة على الجهاز المناعي للجسم وتعديل ردة فعله، ويحفز قدرة المريض على تحمل التعرض للمواد المحسسة عن طريق إعادة التوازن لجهاز المناعة، وهو متوفر على شكل قطرات توضع تحت اللسان.
يؤثر هذا العلاج على جميع أعراض التهاب الأنف التحسسي، بما في ذلك احتقان الأنف، ويمكن الإحساس بفعاليته بعد الشهر الأول من بدء تناول العلاج وتستمر فعاليته حتى بعد أن ينتهي العلاج. ويقلل العلاج المناعي من الحاجة لاستخدام الأدوية المسكنة للأعراض مثل مضادات الهيستامين والستيرويدات.