لاستمراره حصد الأرواح.. هل يتم تأهيل طريق رم السياحي؟

أحمد الرواشدة – جدد مواطنون وأصحاب مخيمات سياحية في منطقة وادي رم، تأكيداتهم ضرورة إيلاء طريق وادي رم العقبة اهتماما خاصا ووضعه على قائمة الأولويات لدى الحكومة ووزارة الأشغال، لما يشهده من حركة سياحية نشطة من قبل الزائرين المحليين والسياح والعرب.

وكان الطريق قد حصد أرواح 3 سياح قبل أيام عدة نتيجة وقوع حادث سير مروع، فيما أصيب 7 آخرون، في وقت أرجع البعض أن من بين أكثر الأمور التي تتسبب بتكرار الحوادث التي يشهدها الطريق؛ تهالكه وتعرجاته وانتشار الحفر في وسطه، إضافة الى عدم وجود إنارة رغم أنه طريق مهم للوصول الى إحدى مناطق المثلث الذهبي. وأكد مواطنون أن الاهتمام بمنطقة وادي رم وترويجها سياحيا وعالميا فاق كل التوقعات، لكن الجهات الحكومية لم تلتفت الى البنية التحتية للطريق الذي أصبح مغامرة إضافية لسالكيه من العرب والأجانب، الى جانب ما تقدمه المنطقة من منتج سياحة المغامرة وتسلق الجبال الشاهقة. ويعكس مسار الطريق المتهالك من جوانبه والبالغة مسافته 15 كم حجم التباين بين القيمة السياحية للمنطقة والترويح لها باعتبارها أحد أضلاع المثلث الذهبي، وتسهيل الوصول اليها دون مشقة وعناء ومخاطر طريق يفتقر لأدنى مقومات السلامة المرورية. ويعد الطريق من أخطر الطرق السياحية، وفق مستخدمين له، أكدوا لـ”الغد” أن الطريق يفتقد للعناصر المرورية كافة من شواخص أو أكتاف أو إنارة ليلية، فيما يعاني ضيقا بمساحته ترفع من نسبة وقوع الحوادث الخطرة. وتكثر الحوادث المرورية وبشكل شبه أسبوعي على الطريق الذي يفترض أن يكون من أجمل الطرق، تتكامل فيه عناصر الجذب السياحي وما تقدمه المنطقة من جماليات نادرة على مستوى العالم. وبين رئيس مجلس المحافظة السابق محمد الزوايدة، أنه ولمرات عدة طلب من الجهات الحكومية إعادة تأهيل الطريق نظراً لأهميته في الوصل الى منتج سياحي متكامل مع المثلث الذهبي، إلا أننا اصطدمنا بعدم وجود مخصصات مالية وأنه ليس ضمن أولويات وزارة الأشغال، مؤكداً أن الحركة الكبيرة للسياح وأرقام الزائرين للمنطقة خلال الثلث الأول تعكس مدى أهميته السياحية. وبين المواطن محمد الشراري، أن الطريق منذ ما يقارب 15 عاماً ما يزال على حاله، رغم مناشدات متكررة بتوسعته وإصلاحه خدمة لأبناء التجمعات السياحية والسياح وزوار المخيمات السياحية الذين يقدر عددهم بعشرات الآلاف، مؤكداً أن الطريق بحاجة ملحة إلى توسعة وصيانة، خاصة وأنه أصبح قديما ومتهالكا. ورغم جهود وزارة الأشغال بعمل أكتاف على طول 3 كم، وهي من بداية الطريق عند الطريق الصحراوي، إلا أنه ما يزال يعاني من تهالك كبير في بقية أجزائه. وأشار أحد الزائرين للمنطقة عبد الله القرامسة، إلى أن الطريق لا يصلح لمسير الحافلات التي تؤم المخيمات بشكل يومي، حيث إنه وعند التقاء حافلتين، يجب أن تبتعد إحداهما الى جانب الطريق، وهذا يشكل خطراً حقيقياً على جميع سالكيه، مؤكداً أن حوادث قاتلة عدة حدثت على الطريق، آخرها تسبب بوفاة 3 من ضيوف الأردن من جنسيات أجنبية. وكثرت في الآونة الأخيرة شكاوى مستخدمي طريق وادي رم الصحراوي من ضيق سعته، خاصة وأنه بمسرب واحد، ويفتقد للإنارة، إضافة لأضرار واضحة في بعض أجزائه تستدعي صيانة عاجلة، فيما يشهد ازدحاما بالباصات السياحية في أغلب الأوقات. ويعتبر عماد الفقير أحد مستخدمي الطريق، أن السير على طريق وادي رم السياحي بمثابة مخاطرة كبيرة بسبب عدم وجود أكتاف ترابية على جوانبه، مؤكدا أن أصحاب السيارات الخصوصية يحاولون باستمرار تجاوز الباصات السياحية، فيما يحاول سائقو الباصات تضييق الطريق أمامهم لمنع التجاوز، ما يخلق التحدي بين الطرفين في زيادة السرعة، التي تكون خطرة في كثير من الحالات. وبين مدير أشغال محافظة العقبة المهندس وجدي الضلاعين، أن وزارة الأشغال قامت بعمل أكتاف للطريق الواصل بين مثلث رم الى المخيمات السياحية في منطقة الديسة، وأجرت دراسات فنية عدة لتحديد احتياجات طريق وادي رم وتقييم بنيته التحتية. وبين مصدر مطلع لـ”الغد”، أن هناك جهودا مشتركة بين سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة ووزارة الأشغال لإعادة تأهيل الطريق برمته، من خلال خطة السلطة الاستراتيجية بالاهتمام بالمنطقة ومنها وادي رم، ليكون الزوار والمواطنون ومركباتهم بأمان عند قدومهم الى المنطقة السياحية.

اقرأ المزيد : 

اضافة اعلان