بدء الدراسة مع موجة الحر.. الطلبة أمام مستوى جديد للتحمل بمدارس الأغوار

1692028722544905600
طالبات بإحدى مدارس الأغوار الشمالية-(ارشيفية)

الغور الشمالي- أيام قليلة، تفصل طلبة المناطق الأشد حرا بالمملكة عن تجربة دخول غرف صفية قد توثق لاحقا تحت عنوان "غرف حرارية"، نتيجة افتقارها لوسائل تخفيف معاناة ارتفاع درجات الحرارة التي قاربت من 47 درجة مئوية. 

اضافة اعلان


في لواء الأغوار، تبدو العودة للمدارس هذا العام مختلفة، والتي تترافق مع موجة حر غير مسبوقة فرضت أجواء يصفها سكان بـ"غير محتملة"، فيما يعني الجلوس بغرفة صفية تعاني الاكتظاظ الطلابي ونقص أو غياب تام لوسائل التكييف وعلى حد تعبير طلبة "أشغال شاقة". 


خلف هذا المشهد، تزداد مطالب الأهالي بضرورة تهيئة الغرف الصفية بمدارس اللواء قبل عودة الطلبة، متخوفين من مضاعفات صحية قد يتعرض لها أبناؤهم.  


وقالوا إن "تلقي أبنائهم لدروسهم في مثل هذه الغرف الصفية هو نوع من أنواع المشقة اليومية".


وفي كل عام، تتكرر معاناة طلبة مدارس بالأغوار نتيجة تزامن بدء العام الدراسي مع أجواء الصيف الحارة، والتي تستمر أحيانا حتى نهاية شهر تشرين الأول (اكتوبر) ما يعني اكثر من شهرين من المعاناة المتواصلة منذ بداية العام الدراسي، فيما تعاود هذه الأجواء بفرض نفسها مع آخر شهرين قبل نهاية العام الدراسي.


ومع موجة حر غير مسبوقة فإن المعاناة هذا العام ستكون أشد قساوة بما لا يمكن معها الاحتمال. 


أشبه بـ "الفرن"، وصف عفوي، يعبر به طلبة بمدارس الأغوار الشمالية عن حال الغرف الصفية التي تفتقد لأي وسيلة للتخفيف من الأجواء الحارة، لتصبح المقدرة على التحمل أولوية عند الطلبة تسبق القدرة على التعلم.


ويوضح الطالب محدو الرياحنة من منطقة المشارع ويوافقه في الرأي عدد من زملائه أن "الغرف الصفية في مدرسته تتحول إلى "فرن"، أشبه بغرف "الساونا" خصوصا مع ارتفاع درجات الحرارة دون معدلها المعتاد التي  تتزامن هذا العام مع موجة حر لم يشهدها اللواء من قبل، إذ وصلت درجات الحرارة في اللواء الى نحو 51 درجة وقت الذروة". 


وبين أن عودة الطلبة إلى المدارس واستمرار ارتفاع درجات الحرارة وغياب المراوح بالغرف الصفية سيدفع الطلبة الى التسرب من المدرسة والعودة إلى منازلهم أو البقاء تحت الأشجار  في المدرسة للتبريد عن أجسادهم، أو الهروب الى تجمع مياه كالبرك الزراعية وقناة الملك عبدالله. 


وأضاف الرياحنة أن عدم وجود وسائل التبريد يخلق أجواء غير محتملة، خاصة وأن أعداد الطلبة بالغرفة الصفية كبير بالنسبة لمساحتها. 


ويرى أولياء أمور أن بعض الأبنية المدرسية الضخمة كلفت ملايين الدنانير، ولم يخطط لها توفير وسائل تكييف سواء لمواجهة برد الشتاء أو حر الصيف كما أن المدارس المستأجرة تفتقد للمراوح ووسائل التبريد رغم اكتظاظها.


واعتبروا أنه بات من الضروري أن تأخذ وزارة التربية والتعليم في حساباتها عند إقامة أبنية حديثة توفير وسائل التدفئة والتبريد لتهيئة أجواء دراسية مريحة، في الوقت الذي تنفق فيه الملايين على تلك الأبنية. 


ويرى المواطن علي القويسم أنه بات من الضروري أن توفر وزارة التربية عند إقامة أبنية مدرسية وسائل التبريد والتدفئة معا، لضمان أجواء دراسية ملائمة للطلبة ومراعاة الأجواء الحارة التي تتميز بها ألوية الأغوار بشكل عام، إذ إن أغلب المدارس في مناطق اللواء تفتقد للمراوح وفي حال توفرها فهي بحاجة إلى صيانة وأغلبها معطل أو تصدر أصواتا مزعجة جدا، قد توثر على تركيز الطلبة أثناء تلقيهم للدروس.


وأشار إلى أن عددا من المدارس قديمة البناء تفتقر حتى للمراوح التي تخفف من حرارة الصيف، وإن وجدت معطلة، ولا تفي بالحاجة في ظل ما يشهده اللواء من موجة حر غير مسبوقة. 


وتقول أم محمد وهي والدة طالبات في مدارس الغور، إن أغلب الأبنية المدرسية في لواء الغور الشمالي، تفتقر للمراوح التي تخفف من ارتفاع درجات الحرارة داخل الغرف الصفية، التي يكتظ فيها الطلبة بشكل يفوق عن المساحة المخصصة، علاوة على اضطرار المعلم إلى إغلاق الأبواب في حال كانت الغرف الصفية متقابلة وقريبة من بعضها البعض كما هو الحال في الأبنية المستأجرة التي ارتفع عددها نتيجة استمرار اعتماد التربية عليها بسبب انتقال الطلبة من المدارس الخاصة الى المدارس الحكومية خلال السنتين الماضية والحالية. 


وبينت حاجة العديد من المدارس للمكيفات وخصوصا المدارس التى تقع ضمن مناطق الأشد حرا في اللواء وهي مناطق قريبة من البحر الميت ومناطق الكريمة ووادي الريان.


من جانبه، بين مديرية التربية والتعليم في اللواء  ماجد لافي أن هناك توجها لدى المديرية بتوفير المراوح في الغرف الصفية، بعد أن أظهرت موجة الحر التي تجتاح المنطقة الحاجة لذلك. 


وأشار لافي إلى أنه سيتم التعميم على المدارس لتوفير المراوح في الغرف الصفية من خلال التبرعات المدرسية، وفي حال عدم قدرة المدارس على توفيرها فإن المديرية ستتولى شراء المراوح للمدارس التي تعاني من نقص في الإمكانات المالية. 


وأضاف أنه من الضروري توفير جميع الأجواء المناسبة لتهيئة ظروف تعليمية مريحة داخل المدارس والغرف الصفية، لافتا إلى أن الأبنية المدرسية التي تقيمها وزارة التربية والتعليم تتوفر فيها جميع وسائل التكييف سواء المكيفات أو التدفئة المركزية.


وقال إن المديرية أنجزت أعمال صيانة في عدد من المدارس وتم التأكد من جاهزية الدورات الصحية، مشيرا إلى طرح عطاء لتركيب 75 جهاز تكييف في مدارس باللواء. 


كما أشار إلى أن بعض المدارس يوجد بها أجهزة تكييف، لافتا إلى أن المدارس المستأجرة بحاجة الى صيانة والبحث جار عن أبنية بديلة تطابق المواصفات المطلوبة.


ويبلغ عدد المدارس الحكومية في اللواء 74 مدرسة، موزعة بين العدسية شمالا وحتى الكريمة جنوبا، بينها 7 مدارس بأبنية مستأجرة في منطقة المشارع والشونة الشمالية ووقاص والمنشية.

 

اقرأ أيضا:

الأغوار.. استقبال العام الدراسي بجيوب فارغة يرهق الآباء ويحرج الأبناء