مكاتب الهجرة بإربد.. أحلام معلقة مدفوعة الأجر لخريجين متعطلين

أحمد التميمي

إربد– تشهد مكاتب تسوق نفسها بأنها متخصصة بتسهيل هجرة الشباب، وخاصة المتعطلين عن العمل من خريجي الجامعات، إقبالا ملحوظاً خلال الفترة الحالية، مدفوعا بما آلت إليه أوضاع الشباب منذ بدء جائحة كورونا وندرة الوظائف.

اضافة اعلان


ودفع تزايد عدد المتقدمين بطلب وظائف لديوان الخدمة المدنية، وارتفاع نسبة البطالة التي اقتربت من نسبة 25 %، الى تنامي ظاهرة البحث على فرص للهجرة، حتى ولو كانت بمقابل مادي يخضع لحسابات نسبة نجاح الحصول على حلم الهجرة.


ويلجأ خريجون من جامعات وبتخصصات مختلفة الى بعض المكاتب التي تيسر الحصول على قبولات جامعية لاستكمال دراساتهم العليا في دول مثل اميركا واوروبا، فيما حقيقة الامر ان القبول الجامعي الهدف منه تحقيق شروط عملية الحصول على تأشيرة لإتمام السفر والانطلاق بحثا عن فرصة عمل.


يقول محمد عيادة خريج تخصص هندسة من احدى الجامعات الاردنية، "تقدمت بطلب لأحد المكاتب من اجل اكمال دراستي في اميركا منذ 3 سنوات ولغاية الآن لم أتمكن من الحصول على قبول من تلك الجامعة"، مؤكدا ان عدم وجود فرصة عمل بمجال تخصصه دفعه للتفكير بالهجرة من الأردن لغايات الدراسة والعمل.


ويتابع، "حاولت اكثر من مره الحصول على فيزا من احدى السفارات الاجنبية، الا ان الحظ لم يحالفني لغاية الآن"، مبينا ان الحصول على اي فرصة عمل في الأردن باتت صعبة في ظل حالة الركود التي تشهدها القطاعات المختلفة، وعدم وجود شواغر لتخصصه الذي بات مشبعا في سوق العمل الأردني.


أحمد العتوم هو الآخر كان قد تخرج من احدى الجامعات الأردنية بتقدير جيد جدا تخصص محاسبة منذ اكثر من عام، ولغاية الآن ما يزال متعطلا عن العمل، ويقول "إنه يلجأ في كثير من الاحيان للعمل في المطاعم والاسواق التجارية كعامل في ظل عدم وجود وظائف".


ولفت الى انه تقدم بطلب لديوان الخدمة المدنية وترتيبه التنافسي بالمئات وبالتالي يحتاج لربع قرن من اجل الحصول على وظيفة في القطاع الخاص، مشيرا الى انه تقدم بعدة طلبات توظيف في القطاع الخاص، اضافة الى تقديم طلبات لاستكمال دراسته في مكاتب الهجرة ولغاية الآن لم يحالفه الحظ في الحصول على قبول للحصول على تأشيرة دارسة.


وقال الشاب فراس السعد "إنه اضطر الى استكمال دراسته العليا والحصول على شهادة الماجستير في تخصص علم الاجتماع أملا في الحصول على وظيفة بعد ان فشل في الحصول عليها من خلال شهادة البكالوريوس رغم مرور 6 سنوات على تخرجه".


وأشار الى انه تقدم بطلب الى احد المكاتب من اجل الحصول على قبول جامعي لدراسة الدكتوراه في احدى الجامعات الاجنبية لينطلق من خلالها للعمل والدراسة معا في تلك الدولة ولغاية الآن لم يسعفه الحظ في الحصول على تأشيرة دراسة.


بدوره، يقول صاحب مكتب استشارات الهجرة والخدمات اللوجستية ابراهيم الشيخ إن هناك اقبالا من قبل خريجي الجامعات على تقديم طلبات للحصول على قبولات جامعية في الدول الاجنبية بهدف السفر من الأردن للدراسة والعمل في آن واحد.


وأكد الشيخ ان المكتب يوفر شهريا ما معدله 10 قبولات جامعية للطلبة، فيما ترفض عشرات الطلبات من قبل السفارات المعنية، مؤكدا ان المكاتب بدأت تشهد اقبالا منذ جائحة كورونا بسبب ارتفاع معدلات البطالة والوضع الاقتصادي الصعب الذي يعانيه المواطن الأردني.


وأشار الى ان المكتب يوفر للمتقدمين خدمات الشرح والقبولات والترجمات وغيرها من الامور اللوجستية التي تسهم في امكانية حصول المتقدم على فيزا دراسية، مؤكدا ان المكتب يتقاضى عمولات من اي شخص يتم قبوله بمبلغ مالي يتراوح ما بين 600 – 850 دينارا ويتم دفعه على اقساط.


وفيما يتعلق بطلبات الهجرة، اكد الشيخ ان متطلبات الحصول على هجرة فيها شيء من الصعوبة والتي يشترط ان يكون المتقدم صاحب خبرة في مهنة معينة لا تقل عن 10 سنوات او حاصل على شهادة الدكتوراه وبخبرة ايضا وبالتالي فإن هناك صعوبة في تأمين هجرة لأي شخص بالرغم من وجود عدد كبير من الشباب يؤمون المكاتب طلبا للهجرة.


وكان استطلاع للرأي قام به المعهد الجمهوري الدولي في الأردن العام الماضي، أظهر عزم العديد من فئة الشباب في الأردن مغادرة البلاد من أجل ضمان مستقبلهم وتحسين ظروفهم المعيشية.


كما أشار الاستطلاع الى قلة الثقة لدى الشباب الأردني في الأحزاب السياسية، وتفضيلهم للانتخابات البلدية على الانتخابات البرلمانية.


واستهدف الاستطلاع الأردنيين من فئة الشباب الذين تتراوح اعمارهم ما بين 18-35 عاما، وأفاد بأن ما نسبته 45 % من الشباب يفكرون جديا بالهجرة الى الخارج، و35 % فقط يعتقدون أن الشباب من الممكن أن يكون لديهم مستقبل جيد في الأردن.


استطلاع المعهد الجمهوري الدولي في الأردن سبقه استطلاع للرأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية، حيث اظهرت نتائج استطلاع مقياس الديمقراطية العربي 2018-2019، أن 45 % من الأردنيين فكروا أو يفكرون بالهجرة إلى خارج الأردن، وهي نسبة ضعف ما كانت عليه في 2016.


هذه النسبة هي ثاني أعلى نسبة عربياً بعد السودان 50 %، والأعلى في الأردن منذ العام 2007، وفقا للاستطلاع، الذي قام به مركز الدراسات الاستراتيجية، الجامعة الأردنية.


الأسباب الاقتصادية احتلت نسبة 83 % كسبب رئيس للهجرة، واحتلت الولايات المتحدة وكندا النسبة الأعلى كجهة مفضلة للهجرة (40 %) تلتها دول مجلس التعاون الخليجي (31 %) وأوروبا (16 %).

إقرأ المزيد :