أمل مشترك

معاريف بقلم: آفي غيل 14/5/2023 رؤساء البلدات في الجنوب قبل مقتل مسؤولي الجهاد انتقدوا بحدة "الرد الواهن" للحكومة، أثنوا بعد ذلك على تصميمها. فقد وعدوا بأن يصمد سكان سديروت والغلاف ويعطوا الجيش الاسرائيلي كل الوقت اللازم لاجل تحقيق الامن والهدوء لمدى طويل. وبقدر ما هي مبررة، فان عملية الاحباط الفتاكة تساعد ايضا على تنمية وهم وكأنه لدى حكومة اسرائيل صيغة لإزالة التهديد من قطاع غزة. وكأن كل ما يلزم لتحقيق الهدف هو إعطاء الجيش الاسرائيلي الوقت وحرية العمل كي ينتصر. سكان الجنوب المحبطون لا يتمكنون من السماع من قيادتهم الحقيقة المرة: جولة عنف أخرى، لابد ستأتي. نحن ننجح في ردع الجانب الفلسطيني لفترات محدودة فقط. اقصى ما نتطلع اليه هو "إدارة النزاع"، وليس حله. حكومة اسرائيل لا تعتزم تبني الاقتراحات، من اليمين او من اليسار، التي تعتبر كمتطرفة لانها تدعو الى معالجة راديكالية لمشكلة غزة. لن نحتل القطاع كما لن نعالج بجدية وبمثابرة جذور العداء الفلسطيني. لقد وصف هذا العداء الحاد دون أي مواربة دعائية من زعيم لا يخاف من أن يقول لشعبه ما في قلبه. لقد كان هذا موشيه دايان الذي حين كان رئيسا للاركان القى في 1956 كلمة تأبين على قبر روعي روتبرغ من كيبوتس ناحل عوز الذي قتله متسللون فلسطينيون من قطاع غزة. شرح دايان بصراحة ما هو مصدر الكراهية اللاذعة من سكان القطاع تجاهنا: "هم يعيشون في مخيمات اللاجئين في غزة، وامام عيونهم نجعل لنا ملك الاراضي والقرى التي كانوا يعيشون فيها هم واباؤهم وأجدادهم". منذ القى الخطاب، ازداد عدد سكان غزة عشرات الاضعاف، الاكتظاظ الهائل، الفقر المدقع، أغلبية الشبان عاطلون عن العمل، المياه ملوثة، واكثر من نصف السكان متعلقون بمنظمات الإغاثة. جذور الكراهية التي شجعت قتلة روعي روتنبرغ ما تزال على حالها. قتل قادة الجهاد مبرر، لكنه لا يقتلع هذه الجذور، بل يطيبها. مكان القتلى سيحتل خلفاؤه، وهكذا دواليك. الـ 67 سنة التي انقضت منذ خطاب دايان علمتنا أنه لا يمكن "إغلاق بوابات القطاع والقاء المفاتيح في البحر". فك الارتباط أثبت بانه يمكننا أن نترك غزة، لكن غزة لن تتركنا. كثيرون يعتقدون أنه يجب التسليم بالواقع المرير والاعتراف بان النزاع غير قابل للحل وقبول جولات العنف كجزء من حياتنا الطبيعية. لكن هنالك من يسألون اذا كان ممكنا على خلاف ذلك. جواب دايان في خطاب التأمين إياه بشع: "هذا قدر جيلنا. هذا خيار حياتنا – أن نكون مستعدون ومسلحون، أقوياء ومصممون والا سيسقط السيف من قبضتنا – وتنقطع حياتنا". أكتب هذه السطور بالمتقطع بسبب المكالمات الهاتفية التي أجريها مع ابنتي واحفادي الذين يوجدون في الغرفة الأمنية في الجنوب. في هذه اللحظات تعود الى ذاكرتي ما قاله شمعون بيرس الذي عملت الى جانبه لسنوات طويلة في أنه حتى في لحظات الأزمة علينا أن نسأل أنفسنا ما هو الهدف البعيد الذي نتطلع اليه واذا كان سلوكنا الان يؤدي اليه. حيال المتشائمين المقتنعين بانه لا يوجد مخرج وانه الى الابد ستأكل الحراب، كان بيرس يقول: الى جانب الحراب يجب أن نرفع علم السلام والجيرة الطيبة، ونثبت بخطوات متواصلة بانه وان كانت حرابنا قوية، فان قلبنا واسع ويدنا ممدودة للسلام. هكذا نعزز تلك القوى في الجانب الفلسطيني ممن يفضلون المصالحة. المعركة الداخلية هناك ستكون طويلة ووحشية، لكن واجبنا أن نمنح أملا لأولئك منهم ممن يريدون السلام. إذ إن هذا هو ايضا أملنا.اضافة اعلان