الأميركيون يعارضون.. وماذا في ذلك؟

إسرائيل هيوم
أمنون لورد

18/5/2023

اضافة اعلان

الاميركيون يكرهون الغاء قانون فك الارتباط وتوقيع غالنت على المكانة الجديدة للارض في شمالي السامرة، مثلما هم يكرهون كل شيء تقريبا في حكومة نتنياهو الحالية. لكن الاختلاف في هذه المرحلة من 75 سنة الدولة هو ان لاسرائيل، او لحكومة اسرائيل يكاد لا يهم. ادارة بايدن، مع هذا الرئيس الودي، الملتزم عاطفيا بالصهيونية، معادية، وتفعل تقريبا كل ما يمكنها كي تمس بسياسة اسرائيل في المنطقة.
ان انسحاب الاميركيين من المنطقة يخلي الارض للصينيين، للروس وللايرانيين. كنتيجة لذلك تضررت كل منظومة اتفاقات ابراهيم. لكن موضوع شمال السامرة يرتبط بالفشل الذريع لليسار الاسرائيلي وللادارات الاميركية في موضوع القدس. اهود باراك، الوجه الغاضب لـ"الاحتجاج" كان أول من طرح القدس على الطاولة. فقد أجرى مفاوضات في كامب ديفيد في مركزها تقطيعات طولا وعرضا وعمقا للبلدة القديمة والحرم. وكانت النتائج رهيبة. الفلسطينيون شرعوا في الانتفاضة الثانية والقدس اصبحت موضع خلاف في الحياة الجماهيرية الاسرائيلية. منذ كامب ديفيد العام 2000، يتنكر اليسار للقدس ويكف عن رؤيتها "عاصمة اسرائيل الخالدة"، وبدلا من ذلك "عائق للسلام".
بالمقابل، جاء بنيامين نتنياهو المكروه جدا وثبت وحدة القدس من خلال اعتراف الولايات المتحدة بالمدينة كعاصمة اسرائيل، الامر الذي لم يكن حتى 2018. من نفذ عن الاميركيين نقل السفارة كان الرئيس المنبوذ دونالد ترامب. أما ادارة بايدن فكل ما تفعله ينبع في قسم منه من الرغبة في تصفية كل انجازات ومخططات ترامب في الشرق الاوسط.
والآن جاءت حكومة نتنياهو مع حضور مسيطر لبن غفير، سموتريتش، ستروك وغولدكنوف – كل النجوم الكاريكاتورية لبدرمان – لتؤكد شيئا آخر لا يطاق: مسيرة الانسحاب التي بدأت في اوسلو وتلقت زخما في فك الارتباط لم تتوقف فقط – بل هي قابلة للتراجع. يمكن اعادة الدولاب الى الوراء. اعادة المدرسة الدينية في حومش هي علامة طريق استراتيجية. هذه رسالة قوية للفلسطينيين.
خمسة اشهر في الحكم اثبتت في الموضوع القومي وفي الحرب بانه توجد لها عضلات. بالاجمال، التوقيع الناقص لوزير الدفاع غالنت هو ليس اكثر من موضوع اجرامي، وبعد التشريع كان هذا يجب أن يحصل حتى في ظل المعارضة الاميركية. كان يمكن التفكير بان ادخال قدم سموتريتش الى وزارة الدفاع جاء بالضبط لهذه الاهداف. لكن عن حق لا توجد له اي صلاحيات تجاه قائد المنطقة الوسطى.
مثابة درس للمستقبل: التغيير في المنظومة الداخلية لوزارة الدفاع والذي في اطاره نقلت الادارة المدنية الى سموتريتش كان زائدا ومس بجهاز الامن. على جدول الاعمال: المطالبة بتعيين الحاخام العسكري الرئيس من قبل الحاخامية الرئيس. لقد بات هذا كسر لسلسلة القيادة في الجيش الاسرائيلي والذي من شأنه أن يحدث أزمة خطيرة وزائدة. ينبغي الامل في أن يشطب هذا الموضوع عن جدول الاعمال.