في ظل التطور السريع لسباقات السيارات في العالم، تشهد رياضة السيارات في الشرق الأوسط نقلة نوعية، تتمثل في استخدام الذكاء الاصطناعي، من خلال سيارات السباق الأكثر تطورا في العالم لبلوغ آفاق جديدة من التطور والسرعات العالية في السيارات ذاتية القيادة.
ويحظى الجمهور بفرصة الاستمتاع بالأجواء الحماسية لسباقات السيارات ذاتية القيادة، ولا سيما مع توفير تحديثات مباشرة عن طريق الرسوم البيانية المقدمة بتقنيتي الواقع المعزز والافتراضي وشاشات العرض الحية.
وكشفت شركات عالمية رائدة في مجال الشبكات والتحول الرقمي، عن استخدام تقنياتها الشبكية الذكية للتحكم عن بعد بسيارة سباق كهربائية كاملة الحجم وقيادتها على مضمار بسرعة 200 كم في الساعة للمرة الأولى .
البداية كانت العام 2021 في بطولة سباق السيارات السياحية الألمانية وتمت قيادة النموذج الكهربائي الأولي التابع لبطولة سباق السيارات السياحية الألمانية على حلبة يبلغ طولها 4326 مترا دون وجود سائق خلف عجلة القيادة ، حيث تحكم تيم هينمان ، الفائز ببطولة سباق السيارات السياحية الألمانية، بسيارة السباق عن بعد من خلال جهاز محاكاة فائق التطور ، في مدينة غراتس على بعد 82 كم .
ويتمتع النموذج الكهربائي الأولي بدرجة عالية من التعقيد ، حيث تم تصميمه على يد فنيي البطولة الخبراء بالتعاون مع مجموعة شايفلر للتكنولوجيا .
وستدخل سباقات المركبات الذاتية القيادة العام المقبل حيز التنفيذ خصوصا في دول الخليج ومن المقرر أن يكون السباق الأول من نوعه ضمن دوري سباقات متنوعة لمركبات ذاتية القيادة.
ويتوقع أن تشارك سيارات السوبر فورمولا الأسرع في العالم ويتم تجهيزها خصيصا للمشاركة في سباقات السيارات ذاتية القيادة.
وستشمل بطولة السيارات الذاتية القيادة على سباقات الدرونات وآليات الطرقات الوعرة وغيرها، وتعد المشاركة بالسباقات مفتوحة أمام جميع الفرق المشاركة في البطولات السابقة وفرق الجامعات ومعاهد الأبحاث الحكومية والخاصة من جميع أنحاء العالم.
وقال المهندس باسم ترزي المتخصص في السيارات :" نظم الأردن سباقات رقمية عالمية، وفكرتها هي تماما كفكرة السباقات الذاتية القيادة، إلا أنها تقام على أرض الواقع، وحسب رأيي المتواضع يفقد السائق والجمهور عنصر المتعة والتشويق و4 حواس من أصل 5 حواس هي الإحساس والنظر والشم والسمع من خلاله ويفقد المتابع متعة سماع زمجرة المحركات ورائحة البنزين والإطارات ويركز السائق على شاشة صغيرة ، يقوم من خلالها بالتحكم بالسيارة، والسؤال الذي يطرح نفسه هو ما الفرق بين سباقات ذاتية القيادة وفحص اختبار تصادم السيارات؟ ففي فحص اختبار التصادم يتم استخدام الدمى، وفي السباقات الذاتية لا يوجد سائق داخل السيارة، والأمر سيان".
وأضاف :" كل ما يحدث الآن في عالم الرياضات الميكانيكية ينبع من منطلق التطوير والبحث العلمي، أنا لست ضد إقامة مثل هذه السباقات في أي مكان، وهي تخدم الأجيال الجديدة وفقا لرؤية متجددة، لكن كل هذه التجارب التي تخدم المستقبل تم فيها الاستعانة بخبراء مخضرمين في رياضة السيارات ومنذ دراستي هندسة رياضة السيارات في بريطانيا، وحتى اللحظة أنا متابع جيد ومولع بكل ما يتعلق بهندسة السيارات والقوانين المتعلقة بها."
وأشار:"أنا مع التطوير والبحث العلمي، العالم أصبح أكثر انفتاحا في رياضة السيارات، لكن السباقات التقليدية بالنسبة لي هي الأرقى، وتتسم بالإثارة والتشويق، وأنا أعشق سماع زمجرة المحركات ورائحة الإطارات والبنزين والزيوت وتفاعل الجمهور في السباقات ومعرفة مكونات محركات سيارات السباقات القوية، وهديرها ومواصفاتها ومقاييسها هو من اختصاصي قبل انطلاق السباقات".
وختم ترزي حديثه قائلا: "أتمنى السلامة للجميع في سباقات رياضة السيارات، وألا يتعرض أي سائق لمخاطر أثناء التسابق على الحلبة، يجب علينا التعامل مع رياضة السيارات بالشكل الصحيح، ويجب ألا نستخف بالسلامة العامة، ومواكبة آخر التطورات العالمية، يجب أن نستبعد فرضية التجربة لوقوع المصيبة من حساباتنا، ومن ثم نضع حلولا وفرضيات لحل المشاكل، وكل ما يحدث في السباقات العالمية، يأتينا على طبق من فضة وعلينا ألا نقع بأخطاء غيرنا، وما أرجوه من السائقين هو التقيد بمعايير السلامة العامة، فخبرتهم لا تكفي ويجب عليهم العمل على المساهمة في عملية التطوير وفقا لآخر المستجدات".
وقال بطل سباقات السرعة أيمن النجار في ذات السياق لـ : " الغد" :" أنا شخصيا كسائق لا أفضل فكرة السباقات عن بعد، أعشق القيادة داخل سيارة السباق، كما أعشق سماع صوت محرك سياراتي، أنا من السائقين الذين يفضلون عيش أجواء المنافسة في السباقات، على الحلبة، ففي السباقات يكون التحدي كبيرا، للوصل لمنصة التتويج، بعد عناء المنافسة وهو شعور يكسبني المزيد من الثقة".
اقرأ أيضاً:
رياضات السيارات.. سباقات متنوعة ومصطلحات متعددة
