مايا قطيشات.. أحلام مشروعة باحتراف الجوجيتسو وتمثيل “المصارعة” في الأولمبياد

جانب من المشاركات السابقة للاعبة مايا قطيشات في رياضتي الجوجيتسو والمصارعة - (الغد)
جانب من المشاركات السابقة للاعبة مايا قطيشات في رياضتي الجوجيتسو والمصارعة - (الغد)

تمتلك لاعبة المنتخب الوطني لمصارعة السيدات، مايا قطيشات، شغفا وإصرارا كبيرين على تحقيق حلمها في بلوغ دورة الألعاب الأولمبية خلال السنوات القليلة المقبلة، فضلا عن سعيها إلى احتراف رياضة الجوجيتسو، التي بدأت في ممارستها بصورة متوازية مع لعبة المصارعة منذ العام 2019.

اضافة اعلان


مايا قطيشات ذات الـ17 ربيعا، تعد اللاعبة الأولى التي تمثل المنتخب الوطني للمصارعة في بطولة آسيا التي أقيمت بالبحرين العام 2022 عن الفئة تحت 15 عاما، وذلك مع حرص اتحاد المصارعة الجديد برئاسة م. محمد العواملة ونائبه م. عبدالله قطيشات، على إعادة تشكيل المنتخب الوطني لمصارعة السيدات في أيار (مايو) من العام 2022، بعد انقطاع طويل استمر قرابة 15 عاما.


وتقول قطيشات في بداية حديثها الخاص لـ”الغد”: “لقد بدأت بممارسة رياضتي الجوجيتسو والمصارعة في العام 2019، حيث شجعني شقيقي على خوض هذه التجربة كونه كان لاعبا في رياضتي الجوجيتسو والمصارعة، لكنني لم أكن متحمسة في البداية ومارست العديد من الرياضات الأخرى، غير أن الجوجيتسو جذبتني وبدأت أركز على تفاصيل اللعبة بقيادة المدربين سامي الجمل ورنا القبج”.


وتضيف: “وجهني المدرب سامي الجمل إلى ممارسة رياضة المصارعة مع الجوجيتسو، نظرا للتشابه الكبير بين اللعبتين، وتعلمت حركات متنوعة في المصارعة بقيادة المدرب رمزي المرافي لمساعدتي على تحقيق أهدافي وتسجيل نتائج ايجابية في رياضة الجوجيتسو، مثمنة في الوقت ذاته الجهود الكبيرة التي بذلها المدرب الوطني رائد القيسي في صقل وتنمية مهاراتها.


وكان العام 2021، شاهدا على بداية صعود اللاعبة مايا قطيشات إلى منصات التتويج، بعد تقلدها الميدالية الفضية في بطولة العالم للجوجيتسو للناشئات في أبو ظبي، ثم أحرزت الميدالية الذهبية ببطولة العالم 2022 عن وزن تحت 57 كغم، كما نالت المركز الرابع في بطولة “الجراند سلام” للجوجيتسو بالعام الماضي عن فئة تحت 18 عاما.


وتعد قطيشات المصنفة الأولى في المملكة عن فئتها في رياضة الجوجيتسو، والمصنفة رقم 20 آسيويا و30 على مستوى العالم، إلى جانب كونها أصغر لاعبة تحصل على الحزام الأزرق في هذه اللعبة القتالية.


وتشكل رياضتي المصارعة والجوجيتسو روتين الحياة اليومي الخاص بالمقاتلة الواعدة؛ رغم أن إيجاد توازن بين ممارسة اللعبتين والتواجد على مقاعد الدراسة يشكل تحديا كبيرا بالنسبة إليها، بقولها: “التدريبات تأخذ وقتا كبيرا، كما أن التحضير للبطولات يتطلب مضاعفة الجهود وزيادة التركيز، لذلك أحاول إيجاد صيغة توافقية بين التدريب وخوض البطولات والدراسة، التي تتصدر أولوياتي”.


وأشادت قطيشات بالجهود الكبيرة التي يبذلها اتحاد المصارعة في إعادة تفعيل الدور النسوي على مستوى اللعبة، لافتة: “لم يتردد اتحاد المصارعة للحظة في دعمنا وتوفير مقومات النجاح أمامنا كافة، كما أن حرصه على استقطاب لاعبات الجوجيتسو يؤكد رؤيته الصحيحة ومساعيه الجادة نحو توسيع القاعدة، وأعتبر نفسي من اللاعبات المحظوظات اللواتي تم استقطابهن لتشكيل نواة منتخب السيدات”.    


ولم تخف قطيشات معاناتها من صعوبات تتعلق بتحدي نظرة المجتمع وتقبل الأهل لممارسة مثل هذه الألعاب القتالية، التي تعتبر حكرا على الذكور في المجتمعات المحافظة، مشيرة: “لقد عانيت كثيرا في إقناع عائلتي على تقبل فكرة ممارسة لعبتي الجوجيتسو والمصارعة، لكنني نجحت في إقناعهم وتغيير انطباعاتهم خاصة مع الاعتقاد الخاطئ والسائد لديهم، أن المصارعة لعبة عنف ودماء”.


وتابعت: “لقد كسرت ثقافة العيب وتحديت نظرة المجتمع، من حق كل شابة طموحة أن تمضي إلى شغفها وتسير في طريق تحقيق أحلامها المشروعة”، معربة عن تمنياتها بأن تكون لاعبة محترفة في الجوجيتسو وأن تمثل الأردن في لعبة المصارعة بدورة الألعاب الأولمبية.


واختتمت: “أريد أن أكون قدوة للاعبات اليافعات من جيلي في المجتمع للمضي قدما في مساعدتهن على اتخاذ القرارات الصعبة والحاسمة، يجب أن تكون الرياضة جزءا من حياتهن كونها وسيلة فاعلية في مساعدتهن على تخطي العديد من المشاكل وكسر ثقافة العيب”.