إسراء الردايدة
عمان-عن أشهر قضايا التحرش في العمل الصحافي في محطة فوكس وشهادات نسوية لمذيعات عانينن من الذكورية ياتي فيلم "Bombshell" ليكشف عن البيئة المسمومة في العمل والتي تسبب بإسقاط رئيس فوكس نيوز السابق "روجر آيلز" بفعل فضيحة .
معركة لمن يملك الجرأة على التحدث مدركا أنه لم يعد يملك شيئا ليخسره، والقدرة على مجابهة السلطات وتحديها خاصة في الوسط الإعلامي والسياسي ومن سينتصر في النهاية، كلها أسئلة تطرح من خلال هذا الفيلم.
فيلم للمخرج جاي روش الذي نالت فيه بطلاته ترشيحا للأوسكارعن دورهن فيه لأفضل ممثلة وهي تشارليز ثيرون في شخصية "ميغان كيلي" وأفضل ممثلة مساعدة لمارغو روبي عن دورها بشخصية " كايلا بوسبيسيل".، بينما تؤدي نيكول كيدمان دور غريتشن كارلسون، والثلاثة يقدن معركة ضد آيلز" جولن لينغو".
المذيعة كيلي التي اشتهرت بحضورها الشعبي والقوي في المناظرات استجوبت الرئيس الاميركي خلال مناظرة عن تعليقاته السلبية ضد المرأة فغرد لاحقا تغريدات مسيئة لها، فزادت شعبيتها لتصبح ملاحقة من بل المصورين وتقع في مشاكل وخلافات مع إيلز.
3 أفلام عربية تنافس في جوائز “الأكاديمية” بدورتها 92 (فيديو+صور)
فيلم عن تعاضد النساء الثلاثة مع بعضهن لكشف وفضح استغلال النفوذ والتحرشات الجنسية، التي قام بها آيلزخلال عمله في فوكس نيوز وكشفهن للثقافة المعادية للمرأة والمستغلة لها في القنوات الإعلامية، خاصة أن كارلسون " كيدمان" هي من فجرت الشرارة الأولى بعد أن طردها آيلز من العمل لعدم موافقتها على لسلوكياته السلبية.
الفيلم يميل لتقديم التضامن العاطفي لنساء يملكن طموحا في مواجهة عقلية ذكورية ، وإن افتقر لأدلة محايدة لكنه يضرب وترا حساسا في التعامل مع بيئة العمل والأجندة التي تبريء الناس المناهضين للمرأة من خلال إساءة المعاملة النظامية ، حيث تبناها روش بحذر.
لكن حتى في أفضل اللحظات، يستعمل الفيلم معايير مزدوجة في تقديم شخصيتَي "ميغان كيلي" و"غريتشن كارلسون". تحاول المرأتان طوال الوقت تشجيع النساء من حولهما على التكلم لإسقاط "آيلز" رغم تأثيره القوي على موظفات أخريات في القناة.
صحيح أن المرأتَين وقعتا ضحية أفعال المدير المشينة، ولا يمكن تبرير ذلك بأي شكل، لكنهما شاركتا أيضاً في سياسات وتقارير ضارة أخرى في "فوكس".
ويبذل روش قصارى جهده لطمس جزء من عيوب "كيلي" و"كارلسون"، فيُركز بشكل أساسي على تقرير "كيلي" المدروس حول دونالد ترامب ودورها في إسقاط "آيلز".
وروش لا يتوانى عن إظهار إيجابيات الشخصيات الرئيسية في فيلمه، وهو الأمر الذي جعله يبدو غير محايد، برغم الأداء التمثيلي المدهش والممتع للممثلاث .
القصة التي حدثت في العام 2016، ضد آيلز البالغ من العمر 76 عاما حينه وتوفي بعدها بعام واحد، كانت الأولى إعلاميا بالكشف عن قضايا التحرش آنذاك وقبيل ظهورحركة Me Too الشهيرة ،والتي أدت سقوط المنتج هارفي واينشتاين في هوليوود.
تشارليز ثيرون بدور كيلي، تظهر اأداءا قويا فهي تشبهها على نحو كبير وملامحها مرسومة بشكل دقيق، وهي تشرح كل التفاصيل التي تحصل في المحطة، وكيف يعمل هيكل السلطة وما يتوجب عل الناس فعله للنجاخ خاصة إن أرادوا البقاء في مكانهم .
ثيرون جسدت شخصية كيلي الجليدية الجامدة المعروفة في فوكس نيوز، وتلتقط ببراعة صوت كيلي، خاصة في الإيقاع المميز والثراء العميق والتنفس الإنتقائي وشخصيتها وهي التي قادت احتجاجات ضد من يعادي المرأة ويتحرش به من خلال استغلال نفوذه، بالإشارة لأسماء شخصيات معروفة منها تصريحات ترامب المعادية للمرأة والتي شنها ضد المذيعة كيلي عبر تويتر لينتهي بها المطاف التراجع عن موقفها بحثا عن الراحة والطمأنينية بعد تهديدات خضعت لها .
[caption id="attachment_782718" align="alignnone" width="1500"]
نيكول كيدمن في مشهد من فيلم Bombshell[/caption]
"بومبشيل" يطرح أسئلة بالغة الأهمية حول القوة، والرضا، والعواقب المترتبة على الصمت. إن الإجابات ليست بهذه البساطة التي قد تتوقعها.
فعلى سبيل المثال، على الرغم من أن الجميع في فوكس نيوز كانوا على نحو أو آخر مدركين لسلوك آيلز ، إلا أن أحداً لم يفعل أو قال أي شيء لمنعه، مع أن العديد منهم كانوا في وضع يسمح لهم بذلك.
في فوكس نيوز، وكما هو مبين في الفيلم، كانت بيئة سامة، جُرد كل شخص من شخصيته الفردية، وكان يعامل كسلعة مستهلكة.
وعندما وجدت إمرأة واحدة فقط الفرصة للتحدث، اكتشفت لاحقا أنها لم تعد تملك أي شيء يخسره لتخوض معركة ضد آيلز. وبهذا جردته من السلطة التي كان قد قضاها عليها لسنوات عديدة. وقد ألهمت شجاعتها الآخرين، وهذا تماما ما فعلته كيلي وزميلاتها وما أراده جاي روش من الفيلم ربما .
“إلى سما”.. الأمومة في مواجهة الحياة بمدينة حلب
[caption id="attachment_782727" align="alignnone" width="960"]
نيكول كيدمن في مشهد من فيلم Bombshell[/caption]
