لا نتائج ملموسة حتى الآن.. و"تطمينات" بتقدم المفاوضات

جهود الوساطة تصطدم بإصرار "نتنياهو" على الحرب

فلسطينيون يحملون جثمان شهيد بعد انتشاله من تحت الركام إثر قصف الاحتلال في غزة.-(وكالات)
فلسطينيون يحملون جثمان شهيد بعد انتشاله من تحت الركام إثر قصف الاحتلال في غزة.-(وكالات)

ساعات حاسّمة مقبلة مع زخّم جهود الوسطاء لمعالجة نقاط الخلاف بين حركة "حماس" والاحتلال بشأن اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعدما انتهت جلسة المفاوضات أمس من دون نتائج ملموسّة، على أن يتم استكمالها اليوم.

اضافة اعلان


وبالتزامن مع "تطمينات" الوسطاء المصريين والقطريين بحدوث تقدم إيجابي في المفاوضات؛ أكد رئيس حكومة الاحتلال، "بنيامين نتنياهو"، في تصريح له أمس، بأنه "لن ينهي الحرب"، لأن الاستسلام لمطالب "حماس" يشكل هزيمة للاحتلال و"ضعفا"، فيما سيعد انتصارا للحركة وسيؤدي لحرب جديدة مقبلة، بحسب مزاعمه.


ووسط آلاف المتظاهرين داخل الكيان الصهيوني الداعين لوقف حرب الاحتلال ضد غزة واستعادة أسراهم فورا، فقد ادّعى "نتنياهو" استعداده للتوصل لاتفاق تبادل الأسرى، ولكنه رفض انسحاب جيش الاحتلال من غزة، مثلما يتمسك باجتياح رفح، جنوب القطاع، رغم التحذيرات الدولية من خطورة ذلك، بما ينّسف جهود الوسطاء ويضع العراقيل أمامها.


ويواجه "نتنياهو" ضغوطا متزايدة من داخل أعضاء متطرفين في حكومته لعدم قبول صفقة تقود لإنهاء الحرب، فيما هدد كل من "بتسلئيل سموتريتش" و"إيتمار بن غفير" بحلّ الحكومة في حال إلغاء اجتياح رفح، بزعم أن ذلك ضروري "للقضاء على حماس" وفق ما يروّجان، بينما تتهمه ما تسمى "المعارضة" بمحاولة إفشال التوصل لاتفاق مع "حماس"، داعية لتنحيته عن الحكم.


في حين أجرت "حماس" سلسلة من الاجتماعات والاتصالات مع الوسطاء، مع تأكيد حرصها "على التوصل لاتفاق شامل لوقف إطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل القطاع، واتفاق تبادل أسرى جاد"، وفق تأكيد رئيس الحركة، إسماعيل هنية، في تصريح له أمس.


وتتمسك المقاومة الفلسطينية بمطلب وقف عدوان الاحتلال ضد غزة، ضمن أي اتفاق يتم التوصل لتبادل الأسرى، فيما من المتوقع أن تحسّم "حماس" موقفها من النقاط العالقة، حيث طلبت مزيدا من الوقت وإجراء بعض التعديلات، بالإضافة إلى وجود ضمانات لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه.


وطبقا لما تتداوله وسائل إعلام الاحتلال؛ فإن "نتنياهو" يوافق على انسحاب قواته شرقا بعيدا عن المناطق المكتظة بالسكان الفلسطينيين، ومن ثم الانسحاب من "شارع الرشيد" بغزة بدءا من اليوم السابع للتهدئة لإدخال المساعدات الإنسانية، وعودة النازحين إلى أماكنهم، وإطلاق سراح ثلاثة أسرى صهاينة كل 3 أيام وصولا لليوم 33 مقابل إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين المتفق عليهم.


ويُلاحظ من الأنباء المتداولة استناد الاحتلال إلى هدنة مؤقتة وليس تهدئة شاملة ودائمة وفق اتفاق لوقف كامل لإطلاق النار، غير أن "حماس" ترى أن ممارسة الإدارة الأميركية لضغوط فعلية على الاحتلال الصهيوني سيجبره على ترشيد سلوكه والموافقة على وقف العدوان ضد قطاع غزة، معتبرة أن إنجاز الاتفاق مرهون بموقف أميركي يضغط على قادة الاحتلال.


وتؤكد "حماس" حرصها على التوصل لاتفاق، ولكن الاحتلال الصهيوني يعرقل إنجازه بالإصرار على استمرار الحرب، ومحاولة استرداد أسراه بدون ربط ذلك بإنهاء العدوان، مشددة على أن الحركة لن توافق على اتفاق لا يتضمن صراحة وقف العدوان ضد غزة والانسحاب الشامل لجيش الاحتلال.


وشددت على تمسّكها بمطالب المقاومة الوطنية، والمتمثلة في وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم، وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار.


وتشهد القاهرة حراكا دبلوماسيا، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بناء على المقترح المصري الذي جرى تداوله خلال الأسبوع الأخير.


وكانت "حماس" قد أكدت ضرورة أن يتضمن الاتفاق نصّا صريحا عن وقف شامل لإطلاق النار في إحدى مراحل الصفقات لتبادل الأسرى.


في المقابل، يتمسّك "نتنياهو" بموقفه بعدم وقف الحرب إلا بعد اجتياح مدينه رفح، في حين أن هذه الخطوة تقابل برفض عربي ودولي، نظرا لوجود عشرات آلاف النازحين في المدينة، بعد أن أجبرهم الاحتلال على إخلاء مناطق شمال قطاع غزه باتجاه رفح، بينما لم تقدّم واشنطن حتى الآن ما يفيد بتحوّل في موقف "نتنياهو" من مواصلة الحرب.


وفي الأثناء؛ يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، مما أدى لارتفاع حصيلة مجازره الوحشيّة إلى 34683، والإصابات 78018، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.


وقالت "الصحة الفلسطينية"، في تصريح لها أمس، أن الاحتلال ارتكب 3 مجازر بحق العائلات الفلسطينية في قطاع غزة أدت إلى استشهاد 29 فلسطينيا، وإصابة 110 آخرين خلال الـ 24 ساعة الماضية، بينما ما يزال آلاف الفلسطينيين في عداد المفقودين تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث يمنع الاحتلال طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم.

 

اقرأ المزيد : 

نتنياهو ينشر بيانا يعرض الصفقة للخطر