في غزة.. أمهات يعجزن عن إرضاع صغارهن وأطباء يتناولون علف الحيوانات

كادر طبي يعاين فتحة أحدثها قصف الاحتلال لأحد عنابر المرضى الأطفال في مستشفى ناصر في غزة أمس-(وكالات)
كادر طبي يعاين فتحة أحدثها قصف الاحتلال لأحد عنابر المرضى الأطفال في مستشفى ناصر في غزة أمس-(وكالات)

سلطت صحيفة "إندبندنت" البريطانية الضوء على الأوضاع المأساوية في شمال غزة، حيث تعجز الأمهات عن الرضاعة الطبيعية بسبب الجوع والوهن الشديد، وتفقد النساء الحوامل أطفالهن في غرف العناية المركزة نتيجة سوء التغذية الحاد، فيما يضطر الأطباء إلى تناول علف الحيوانات للبقاء يقظين أثناء عملهم الشاق.

اضافة اعلان

 

 وقالت الصحيفة إن هذه هي الصورة التي نقلها الكادر الطبي العامل في شمال غزة الذي دمرته الحرب، في الوقت الذي ظهرت فيه المجاعة في القطاع.


لكن إسرائيل تنفي وبشدة وجود أي قيود على دخول المساعدات إلى غزة، وتصر على أنها تدعم توصيل الإمدادات جوًا وبرًا وبحرًا، بحسب ما ذكرت الصحيفة، إلا أن كبار المسؤولين في الأمم المتحدة يقولون إن هذه الأزمة الإنسانية هي نتيجة للقيود الإسرائيلية وقصف القطاع؛ ردًّا على هجوم حماس في 7 أكتوبر.


وقال أحمد الكحلوت، أحد كبار الممرضين في مستشفى كمال عدوان في مدينة غزة: "الوضع في المستشفى كارثي، فنحن نواجه نقصًا حادًا في كل شيء، بدءًا من الكهرباء والموظفين والغذاء والأدوية والمياه النظيفة".
ويعتبر المستشفى أحد المرافق الوحيدة في الشمال الذي مزقته الحرب، ويعالج الأطفال حديثي الولادة والأكبر سناً.
"لا تستطيع الأمهات المرضعات إرضاع أطفالهن لأنهن لا يجدن ما يكفي من الطعام لتناوله، وهذه تعتبر كارثة لأن الطفل قد يعاني من التهاب رئوي بسيط، ولكنه قد يموت بسبب ضعف مناعته"، بحسب ما نقلت الصحيفة البريطانية عن كحلوت.
وأشارت "إندبندنت" إلى أنه توجد حالياً ستة أسرة وخمس حاضنات فقط في وحدة العناية المركزة في مستشفى كمال عدوان؛ بسبب انقطاع الكهرباء إلى حد كبير في وحدة العناية المركزة الخاصة بكمال عدوان.
وحذّرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) من أن ما يقرب من 1 بين كل 3 أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، وهو ضعف العدد الذي ورد في تقريرها الأخير في يناير/كانون الثاني.
وفي المجمل، تقول وزارة الصحة في غزة إن 27 طفلا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف في الأسابيع الأخيرة.
وتم تسجيل ما لا يقل عن 20 من إجمالي الوفيات الناجمة عن الأمراض المرتبطة بالجوع في مستشفى كمال عدوان، إذ يقول الأطباء إنه يتعين عليهم اتخاذ خيارات صعبة كل يوم في ظل غياب الإمدادات، مشيرين إلى أنهم يعطون الأولوية في العلاج للحالات التي لديها أمل في البقاء على قيد الحياة.