أسرى الاحتلال وضغط شارعه يضعونه أمام خيارات قاسية مع المقاومة

Untitled-1
أرشيفية

تسعى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لاستثمار ورقة أسرى الاحتلال على نحو ناجح، من حيث مستوى التنفيذ والتوقيت، في وقت فشل فيه الاحتلال بتطويق آثار أي إعلان عن عملية أسر جنود أول من امس له، بل أطلق تصريحات يحاول فيها نفي أسر جنود له.

اضافة اعلان


ويرى مراقبون، أن ورقة أسرى الاحتلال في 7 أكتوبر الماضي والذين أسروا أخيرا، باتت تربك الاحتلال وتشوش خياراته، بشأن حربه العدوانية على غزة، في ظل ما يواجهه من عدم القدرة في السيطرة على تبعاتها الداخلية والخارجية، بخاصة في ملف الصفقة مع المقاومة.


واعتبروا في تصريحات منفصلة لـ"الغد"، أن ملف الأسرى بعمومه، هو الورقة الأهم التي تناور حركة حماس بها، إلى جانب عملياتها في الميدان، معربين عن اعتقادهم بأن هذا الأمر سيشكل مزيدا من الضغط على الاحتلال.


وفي هذا الإطار، يقول النائب السابق د. هايل الودعان الدعجة، إن هذا الملف يعتبر من أقوى أكثر ملفات المقاومة قوة في الدفع باتجاه وقف الحرب على نحو دائم، وتعزيز موقفها التفاوضي بما يحقق شروطها ومطالبها، لما تشكله من أدوات ضغط على حكومة المحتل الصهيوني داخليا وخارجيا بخاصة من الجانب الأميركي.


وأضاف أن ورقة الأسرى، باتت قوتها تنعكس على فاعلية مظاهرات شارع الاحتلال الحاشدة، والتي تقودها عائلات الأسرى، كما توظفها المقاومة في رفع مستوى الضغط السياسي والعسكري داخل وخارج الكيان الصهيوني، عن طريق نشر فيديوهات تحمل رسائل على لسان أسرى الاحتلال أنفسهم، بحيث ترفع من وتيرة رفض شارع الكيان القوي لغياب أي أفق لاستعادة الأسرى في ظل تخطب قيادتهم في الحرب.


وبين الدعجة، أن ذلك ينعكس على البيت الأبيض في إدارة علاقته مع الاحتلال، ومحاولاته الظاهرة في الضغط على حكومة، تديرها مجموعة من متطرفي الكيان، لكن الأميركيين أيضا أثبتوا عدم جديتهم في التعامل مع هذه الحكومة، بخاصة بعد موافقة حماس على صفقة تبادل الأسرى التي قدمها الوسطاء القطريون والمصريون، بمعرفة ومشاركة أميركية، بينما رفضها الكيان.


وإضافة لما اثبتته هذه الورقة، بوجود أهداف سياسية خاصة بالمتطرف نتنياهو، تجعله غير مهتم بالأسرى أيضا، في ظل إصراره على مواصلة الحرب، برغم أنها بعيدة عن تحقيق ما يصبو له من أهداف، من حيث هزيمة المقاومة وتدمير قدراتها العسكرية، أو تحرير أسرى كيانه بالقوة العسكرية.


وأتم: بشكل عام، قد يتوقف على ورقة الأسرى مصير الحرب العدوانية على غزة، بما تطرحه حماس من شروط ومطالب، في حال تمسكت بها، بينما تتفاقم في شارع الكيان، ضغوطات داخلية كبيرة على المتطرف نتنياهو وحكومته، بلغت حد المطالبة- ليس بتحرير الأسرى، بل وباستقالة حكومته أيضا.


وأضاف الدعجة "حتى أن زعيم المعارضة لدى الاحتلال يائير لبيد، انتقد المتطرف نتنياهو بشدة، واعتبر أن ما يهمه هو البقاء في منصبه، وإحداث فوضى في الكيان، بعد تخليه عن الأسرى وإعادتهم".


وكانت قناة الكيان 13، نقلت أول من أمس عن مسؤولين فيه، أن تل أبيب مستعدة لبحث الهدوء المستمر في غزة، في إطار المفاوضات بشأن صفقة محتملة لتبادل الأسرى.


وقال مسؤولون في الاحتلال أول من أمس، إن المفاوضات ستستأنف الأسبوع الحالي.


من جهته، يقول رئيس الجمعية الأردنية للعلوم السياسية د. خالد شنيكات، إن ورقة الأسرى التي تمتلكها حماس، تمثل الورقة الأقوى، فهي تؤثر على داخل مجتمع الكيان، بخاصة إذا ما تعرض هؤلاء الأسرى للخطر، إذ ستتهم الحكومة بأنها تخلت عنهم وتركتهم للموت، وهذه قضية حساسة بالنسبة لأي حكومة صهيونية، وتاريخيا فأن الكيان نادرا ما تخلى عن أسراه، بل يقوم بالمستحيل من أجل إنقاذهم، لكن في هذه الحرب لم يحدث ذلك حتى الآن.  


وأضاف شنيكات أن "حماس تسعى لتحقيق الصفقة، بأن تجري عملية تبادل للأسرى، ووقف الحرب ورفع الحصار وإدخال المساعدات وخروج الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة".


وأضاف أن "استمرار الحرب وعدم قدره جيش الكيان على تحقيق الأهداف التي وضعها ومنها تحرير الأسرى والقضاء على حماس، وإعادة السيطرة الأمنية على القطاع، جعل الطريق الأسلم والذي تنادي به حماس أصلا، هو الذهاب إلى التفاوض وإنجاز صفقة تبادل خاصة بعد ارتفاع تكاليف الحرب والإحباط المستمرين جراء استمرار الحرب دون طائل.


بدوره، يقول عميد كلية القانون السابق بجامعة الزيتونة د. محمد فهمي الغزو، إن "نظرية الاحتلال المتمثلة بالقضاء على حركة حماس، وتحرير المحتجزين معا فشلت"، مشيرا إلى أن غالبية أفراد الكيان يدعمون وقف الحرب على غزة مقابل إعادة الأسرى.

 

اقرأ المزيد : 

"أسرى يكتبون" يناقش 28 عملا أدبيا للأسرى في سجون الاحتلال الصهيوني