"التربية": مساع لتطوير "التوجيهي".. واستحدات مسارات تعليمية جديدة

مبنى وزارة التربية والتعليم-(ارشيفية)
مبنى وزارة التربية والتعليم-(ارشيفية)

بينما ندخل العام الجديد 2024، لم يكن العام الماضي عاديا على وزارة التربية والتعليم، بل كان متخما بملفات عديدة للوزارة، فبرغم انه كان مثقلا بما خلفته جائحة كورونا من تبعات ما تزال آثارها قائمة لم تنته، فإن إرثا ضخما من القضايا يصعب تجاوزه بين ليلة وضحاها، بل يتطلب مزيدا من الوقت لتحقيق مسارات إصلاح التعليم، للوصول الى مخرجات نوعية في التعليم.

اضافة اعلان


فمن التعديلات على نظام الثانوية العامة (التوجيهي)، مرورا بوضع دليل وطني لإجراءات الحد من التسرب المدرسي، ومساعي تطوير التعليم المهني، عبر استحداث تخصصات جديدة فيه، وتغيير المناهج، والتوسع في مرحلة رياض الأطفال، وغيرها، من التعديلات والتوجهات، فإن هذه الملفات تعد الأبرز بما شهدته من تعديلات ومحاولات لتطويرها العام الماضي، في مسعى للنهوض بالشأن التعليمي، وفق تصور خبراء في التربية.


وقد شهد العام الماضي، تعديلا جوهريا في نظام التعليم الثانوي، إذ بدأ العام الدراسي، بقبول الطلبة بعد نهاية الصف التاسع في مسارين تعليميين فقط، هما المساران: الأكاديمي والمهني الجديد (BTEC).


الشكل الجديد لامتحان الثانوية العامة، سيبدأ تطبيقه في العام الدراسي المقبل (2024/ 2025) على طلبة الصف الـ11، بحيث سيدرس الطلبة سائر المباحث المقررة وفق الخطة الدراسية، وسيحتسب النجاح في جميع المباحث كمتطلب أساسي للتقدم لامتحان "التوجيهي" بجزئه الأول، والذي سيخصص لـ"مباحث الثقافة العامة المشتركة"، بحيث يكون هناك 4 مباحث للثقافة المشتركة: التربية الإسلامية، اللغتان العربية والانجليزية، وتاريخ الاردن، وسينتهون من دراستها في هذا الصف، مؤكدا ان عدد الحصص الدراسية لطلبة الـ11 سيبلغ 32 حصة.


وفي الصف الـ12، سيختار الطالب في العام الدراسي 2025/ 2026، الحقل التعليمي والتخصص الجامعي الذي يرغب به، وفقا لقدراته وميوله، بحيث يوفر ذلك 6 حقول: الصحي، الهندسي، العلوم والتكنولوجيا، اللغات والعلوم الاجتماعية، القانون والعلوم الشرعية، الأعمال، الى جانب دراسته: المهارات الرقمية، و6 مباحث تخصصية يختارها هو، وبعد نجاحه مدرسيا يتقدم للامتحان الوزاري في جزئه الثاني بـ4 مباحث، يختارها حسب التخصص الذي يرغب به في الجامعة.


وحدد النظام الجديد، المباحث التخصصية للحقول الدراسية والتي يستطيع الطالب الاختيار من ضمنها وهي: الرياضيات، العلوم الحياتية، الكيمياء، الفيزياء، علوم الارض والبيئة، اللغة العربية (التخصص)، التربية الإسلامية (التخصص)، لغة إنجليزية متقدمة، علما اجتماع ونفس، رياضيات الأعمال، الثقافة المالية، الفلسفة، التاريخ، الجغرافيا.


وبشأن المسار المهني الجديد، بدأت الوزارة منذ العام الدراسي الماضي، بتطبيق "مشروع التعليم المهني المطور)، أو "بي تك"، إذ يتميز بأنه مبني على المهارات والكفايات والقدرات والإبداع، وهو برنامج تدريب عملي قائم على المشاريع، يعزز مهارات القرن الـ21، والتفكير الناقد والإبداع والتشارك والتواصل.


وطرح هذا المسار: 6 تخصصات جديدة، في تخصصات: الأعمال والتكنولوجيا والهندسة والتجميل والضيافة والزراعة، بينما سيستحدث: 4 تخصصات جديدة العام الحالي، وهي: السياحة والسفر والبناء والفن والتصميم الوسائط الإبداعية.


وتسبب بدء العام الدراسي بشكل مبكر في 20 آب (أغسطس) الماضي، بعد إغلاق المدارس بسبب جائحة كورونا، للحد من الفاقد التعليمي، بزيادة 10 أيام دراسية في الفصلين الدراسيين الأول والثاني، إذ تستمر خطة معالجة الفاقد منذ العام الدراسي الماضي لـ3 سنوات، قابلة للتمديد، وفق ما سيرصد في الميدان التربوي بالتغذية الراجعة.


وبشأن التسرب المدرسي، وضعت الوزارة دليلا وطنيا للحد منه، انسجامًا مع قانوني التربية والتعليم وحقوق الطفل والإستراتيجية الوطنية لعدالة الأحداث.


وفي ملف تطوير المناهج، قام المركز الوطني لتطوير المناهج، بتغيير عدد من الكتب الجديدة لعدة مباحث، كما سيتقبل العام الدراسي 2024-2025 كتبا جديدة لعدة مباحث، كما ستكون هناك كتب جديدة لمباحث: اللغة العربية، والدراسات الاجتماعية للصفوف الـ2، و5، و8، و11، واللغة الإنجليزية للصفوف الـ1، و3، و5، و7، و9، و11، كذلك سيطرح مبحث المهارات الرقمية لأول مرة للصفوف الـ7، و9، و11.


الخبير التربوي د. عايش النوايسة قال، إن العام الماضي شهد تحولات في الوزارة، يتعلق بتطوير نظام "التوجيهي"، واستحداث تخصصات في المسارين الأكاديمي والمهني، مشيرا إلى أن الوزارة تسعى للاستجابة للتطورات العالمية بشأن النمو الاقتصادي، والحاجة لفرص عمل والمواءمة بين المخرجات التعليمية وسوق العمل.


وأكد النوايسة، أن هناك مساعي لجعل "التوجيهي" امتحانا الكترونيا، وقد بدأت الوزارة بالتعاون مع المركز الوطني لتطوير المناهج بإعداد بنك أسئلة. 


وبشأن الاختبارات الدولية، أوضح أن نتائج اختبار برنامج التقييم الدولي للطلبة "بيزا" التي أعلنت مؤخرا، أظهرت تراجعا في أداء طلبة الأردن (دورة 2022) بمقدار 39 نقطة في الرياضيات و77 نقطة في القراءة و54 نقطة في العلوم، عازيا ذلك إلى أن ذلك جاء بعد جائحة كورونا والتعلم عن بعد، منوها إلى أن الوزارة تبنت حلولا، منها معالجة الفاقد التعليمي والاختبارات التشخيصة في: الرياضيات واللغة العربية.


ولفت إلى أن الوزارة، توسعت في رياض الأطفال الحكومية بإنشاء مناهج خاصة وتدريب وتأهيل المعلمين لهذه المرحلة.


وتحدث الخبير التربوي صالح البركات، عن أهمية إصدار الوزارة دليلا وطنيا للحد من التسرب المدرسي، لاستخدامها من مديري المدارس والمرشدين التربويين، باعتباره إجراء علاجيا لمعالجة الفاقد التعليمي، بزيادة عدد الأيام الدراسية والساعات التعليمية، هدفه رفع التحصيل المعرفي للطلبة.

 

اقرأ أيضاً:

اليوم الثاني لـ"تكميلية التوجيهي".. أسئلة مناسبة وضمن المنهاج