كيف تؤثر الموجة الحارة على سلوك الأردني ونفسيته؟

WhatsApp Image 2023-08-12 at 2.05.09 PM (1)
طفل يغسل وجهه بالماء خلال موجة الحرّ في وسط البلد، عمان - الغد (تصوير: أمير خليفة)
مع استمرار تأثير الموجة الحارة التي يشهدها الأردن، خلال الأيام الحالية، بدا واضحًا تفاعل الشارع الأردني بدرجات الحرارة المرتفعة والتي تجاوزت في أغلب المحافظات 40 درجة مئوية.اضافة اعلان

وقد يستمر تأثير ما عرف إعلاميا بـ"القبة الحرارية" على المملكة، خلال الأيام المقبلة، بحسب نشرات دائرة الأرصاد الجوية وموقع طقس العرب.

وطرحت تساؤلات عدة عبر منصات التواصل الاجتماعي، حول مدى تأثر المواطنين نفسيا واجتماعيا بدرجات الحرارة المرتفعة، التي تكون غير اعتيادية بالنسبة لطقس الأردن.

هل يتأثر المجتمع في موجات الحرّ؟

الدكتور أستاذ علم الاجتماع والجريمة في جامعة مؤته، حسين محادين، يؤكد أن النفس البشرية تتأثر بالبيئة التي تحيط بها وتقلباتها، وتنعكس على مزاج الأشخاص، مستشهدًا بتمييز العلماء بين طبائع الناس الذين يعيشون في المناطق وفقا لمناخها.

يقول محادين لـ"الغد" إن الناس الذين يعيشون في المناطق الحارة أقل اداءً ونشاطًا نسيبا بالظروف الاستثنائية الجوية، وتحديدا كالموجة الحارة التي نعيشها في الأردن، والنظرية الجغرافية تؤكد ذلك.

ويوضح أستاذ علم الاجتماع النظرية الجغرافية بأمثلة مختلفة منها: أن الجرائم تزداد نسبتها في الصيف أكثر من الشتاء كما تشير الإحصاءت الرسمية المتخصصة، وأن الأشخاص الذين يسكنون في المدن على أطراف البحار أو الأنهار؛ أكثر تقبلا وتسامحا من الأشخاص الذين يعيشون في البادية أو الصحراء، وأن البنية الجسدية في المناطق الجبالية أكثر رشاقة وقوة من الأشخاص الذين يسكنون في المدن، فطبيعة الإنسان تتأثر بالعوامل الجغرافية.

ويبين محادين أن السمات الفردية والخصائص النوعية تبقى عوامل مهمة في تحديد السلوك المقبول والمفروض، لأن كلا منها مرتبط بالثقافة وأنماط التنشئة التي تربى عليها، مشيرا إلى أن أنماط التنشئة الاجتماعية توثر على سلوكيات الأشخاص سواء في ظل موجات الحر التي نعيشها، مقارنة وتأثرًا بالمكان.

واستشهد أستاذ علم الاجتماع بمقولة العلامة ابن خلدون، "تتأثر طبائع الناس بجغرافية أمكنتهم".

هل نتأثر نفسيا بموجات الحر؟

بعد الحديث عن تأثر المجتمع بموجات الحرّ، يطرح سؤال جديد حول مدى التأثر نفسيا في الظروف الجوية الاستثائية، ويؤكد الخبير النفسي والتربوي، الدكتور علي الغزو أنه لا يمكن الفصل بين جزئية علم النفس والطبيعة البيولوجية للإنسان، وهو المتعارف عليه بـ"التكيف".

ويشرح الغزو لـ"الغد" مصطلح التكيف، وهو أن أي بيئة عاش الإنسان فيها لمدة طويلة يتكييف معها، لكن أي تغيير طارئ في المناخ كموجة الحر التي تمر على الأردن، تؤثر نفسيا على الأشخاص، بنسب متفاوتة، وبخاصة في ظل نسبة رطوبة عالية، غير معتادين عليها.

ويفسر الخبير النفسي طبيعة التأثر، حيث تتولد بعض الانفعالات لدى بعض الأشخاص في الموجات الحارة، وتحديدا الأشخاص العاملون في البيئات الخارجية، دون وسيلة تكيف، ومنها:

- الغضب  
- التذمر الكبير
- الانفعال السريع
- الاكتئاب
- الرفض –وبخاصة العاملون في المناطق المفتوحة-
 
هل الأطعمة تساعدنا بتخفيف حرارة الصيف؟

من جهتها، أوضحت استشارية التغذية العلاجية، ربى العباسي، للأردنيين الأغذية التي يجب تناولها والإكثار منها خلال موجات الحرّ، والأطعمة التي يجب التخفيف منها قدر المستطاع.

وقالت العباسي لـ"الغد" إن طعام الإنسان تتغير طبيعته قليلًا، بتغير الظروف الجوية كموجات الحر أو البرد الشديد، فبعض الأطعمة نكثر منها خلال فصل الشتاء ولكنها قد تختفي عن الموائد خلال الصيف كـ"الشوربات مثلًا".

وقدمت استشارية التغذية العلاجية، مجموعة نصائح غذائية للأردنيين عبر "الغد".
النصيحة الأهم:

* يجب أن يشرب الإنسان الماء بكثرة خلال موجات الحر، 3 لتر مياه
* وفي حال ممارسة الرياضة يجب أن يشرب الإنسان اكثر من 3 لتر مياه

الأغذية ينصح بها وتعطي ترطيب أكثر وتخفف حرارة الجسم:

- المشوربات التي تعتمد على المياه ولا يوجد بها سكريات كثيرة
- العصائر الطبيعية بكافة أنواعها
- الموز والعنب: اللذان يحسنان قدرة الجسم بالاحتفاظ بالماء.
- البطيخ: يعتبر افضل خيار للصيف لإحتوائه على نسبة عالية من المياه.
- السلطات الطازجة: (الفواكه والخضار) فهي تساعد على تبريد الجسم وغنية بالفيتامينات.

- البروتينات: يجب أن تكون مشوية.
- الشاي: يوسع الأوعية الدموية ومن ثم يسهم في تخفيف حرارة الجسم.

الأغذية التي يجب الابتعاد عنها:
- المنبهات بكافة أنواعها
- الشاوربات: ترفع حرارة الجسم
- الوجبات الدسمة
- الأطعمة المبهرة والمقالي، التي تستعين بمياه أكثر
- الوجبات التي تحتوي على نسبة دهون عالية

وأكدت العباسي ضرورة الاعتدال في تناول الاغذية، وتحديدًا الفترة المسائية، حتى لا يصاب الشخص بالتخمة، حتى لا يطلب الجسم المزيد من المياه.