بشرى سارة: العقوبات خلال أسابيع!

بعد رسالته الى الايرانيين مهنئا بالنوروز، خرج الرئيس الاميركي باراك أوباما وبشر العالم بأن العقوبات الاقتصادية على إيران ستكون في غضون أسابيع لا شهور. تصريح يحمل في طياته رسائل متعددة لأطراف متعددة. ولكن قبل قراءة هذه الرسائل يجب التذكير بأن مناسبة إعلان التصريح تبدو مهمة لا سيما في ظل حضور الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، حيث يذكر هذه الاجتماع بذلك الاجتماع الذي جمع الرئيسين الاميركي والفرنسي مع رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون على هامش اجتماع قمة العشرين في بيتسبيرغ في شهر تشرين الاول(اكتوبر) من العام 2009. في ذلك الاجتماع أطلق الرئيس أوباما أولى كلمات التشدد نحو ايران، حيث هدد بأن الوقت ينفد امام ايران وان عليها ان تستعد للاسوأ إن لم تتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية والمجتمع الدولي، وهذه هي المرة الثانية التي يبدو فيها التشدد من قبل الرئيس اوباما.

اضافة اعلان

الرسالة الاولى التي يرسلها اوباما بحديثه عن قرب فرض عقوبات على ايران هي انه يستجيب للانتقادات الاخيرة التي وجهت له حول تعامله مع اسرائيل، والرسالة واضحة ان موقفه من اسرائيل يعتمد على مدى قرب اسرائيل او بعدها عن رعاية المصالح الاميركية. لقد بدا واضحاً ان الادارة الاميركية ترى ان اسرائيل لا تنظر الى المصالح القومية الاميركية التي عبر عنها وزير الدفاع روبرت غيتس والذي تحدث عن ان وقف الاستيطان فيه حماية للمصالح الاميركية. اوباما يقول لمنتقديه ان ايران بما تفعل تعد تهديدا لاميركا وهذا ايضا تهديد لامن اسرائيل وفق النظرة الاميركية، لذلك فإن موقفه سيكون متشدداً في التعامل مع ايران.

الرسالة الثانية هي ان الرئيس الاميركي يشير الى ان خيار العقوبات قد اصبح استراتيجياً بالنسبة لادارته لا سيما مع النجاح الذي تقول واشنطن ان المخابرات الاميركية تحققه في ما يتعلق بالبرنامج النووي الايراني، وهذا ربما يرتبط هذه الايام بالحديث عن أن العالم النووي الايراني شهرام اميري قد انتقل الى واشنطن بناء على طلبه.

الرسالة الثالثة تتعلق بالنجاح الذي ربما حققته واشنطن ولندن في اقناع الصين بتبني موقف غير عدائي من قرار العقوبات، وهذا يعني عدم استخدام الصين حق النقض الفيتو، وامتناعها عن التصويت، مما سيسمح بتمرير قرار العقوبات المقبل . هذا الامر بالنسبة للولايات المتحدة والدول الاوروبية ضروري في اطار استمرار الضجيج حول برنامج ايران النووي. في هذا السياق يجب التذكير ان فرض العقوبات على ايران فيه رسالة الى اسرائيل، وعلى اسرائيل ان تقدم شيئا مقابل ذلك يحفظ ماء الوجه الاميركي امام حلفاء لها قلقين من التمادي الاسرائيلي والعجز الاميركي عن ايقاف هذا التمادي.

الرسالة الرابعة مرتبطة بإضافة نجاح جديد الى قائمة الرئيس اوباما لا سيما بعد النجاح في تمرير قانون الرعاية الصحية في اميركا والذي يعتبر نجاحا في السياسة الداخلية، إن المضي في قرارعقوبات جديد على ايران بعد حوالي عام من اللجوء لخيار الدبلوماسية، سيعتبر نجاحا لاوباما في السياسة الخارجية، وفي ذات الوقت ردا على منتقدي سياسته نحو ايران طوال العام الماضي.

ستنجح واشنطن وحلفاؤها في فرض حزمة من العقوبات على ايران، لكن الفائز الكبير من وراء تلك العقوبات هو الرئيس محمود أحمدي نجاد، الذي سيبدو خطابه عن الغرب وانتقاده لاسرائيل أكثر قبولا في ظل فهم واحد في إيران وهو ان قرار العقوبات عمل عدائي.

[email protected]