نحتكم للقراء كل يوم وكل سنة

 

سنة بعد سنة، أجدد شكري للقراء على ثقتهم بـ "الغد" وتفاعلهم الإيجابي والكبير معها. فالجريدة وجدت لتعبر عنهم وعن همومهم، وهم لم يبخلوا عليها بالمحبة والتجاوب ومواكبة التجربة الناجحة.

اضافة اعلان

لن أعدد ما قمنا به في السنوات الست الماضية، ولا في العام الأخير من عمر الجريدة الفتية، فمادح نفسه يقع في فخ الادعاء حتى لو أورد حقائق، والجريدة منتج مكتوب لا تخفى فيه الإنجازات ولا تختبئ الأخطاء والهنات. لذلك فإنني اليوم بعد ست سنوات، مثل ما كنت في اليوم الأول لإصدار "الغد"، أحتكم إلى القراء دائما وأخضع لامتحانهم كل صباح.

لا أخفي عليكم، إخوتي القراء، أنني سعيد بما وصلت إليه "الغد" وأفتخر بما حققناه في كل اتجاه. فالتجربة ماثلة أمامكم، وتطور المطبوعة التي بين أيديكم عملية مستمرة تقوم على التزام وجهد فريق من الصحافيين والكتاب والفنيين أوجه اليوم إليهم الشكر، وعلى رأسهم كل رؤساء التحرير الذين توالوا على المسؤولية في "الغد" وجمعتهم رفعة الخلق والكفاءة وسير النجاح.

اسمحوا لي أعزائي القراء أن أغتنم فرصة العيد السنوي للجريدة لأوضح للذين يتناولون "الغد" بالنقد وبعض التجريح انطلاقاً من أفكار تقليدية وأدلجة عفا عليها الزمن، أن تجربة "الغد" الناجحة قامت أساساً على فكرة توظيف الرأسمال الوطني في مشروع وطني إعلامي حديث، يعتمد المهنية والنزاهة ويعمل على إعلاء شأن الحقيقة والحرية تحت سقف الدستور والولاء للملك بعيداً عن أي عصبوية أو تطرف.

وهنا إذ أفتخر بالتجربة الممتدة منذ ست سنين وبالقدرة على المواءمة بين تدخل رأس المال لتحديث الصحافة، وتنوع التوجهات السياسية للعاملين في الصحيفة وكتابها، فإنني أرفض بقوة أن ينصِّب بعض المثقفين أو الحزبيين أنفسهم أوصياء على الحريات والثقافة وطريقة عمل المؤسسات الخاصة، فيعتبرون الليبرالية رجساً من عمل "الشيطان الأكبر"، والديمقراطية اختراعاً تغريبياً، وحرية الرأسمال والآلية المستقلة لعمل الشركات ديكتاتورية تعيد العاملين إلى أزمنة الرق والاستعباد.

وفي المناسبة تجدر الإشارة إلى أن "الغد" تتمتع باستقلالية تامة، فلا أحد يفرض عليها رأياً ولا توجها، وناشرها يعيِّن رئيس التحرير بقرار منه بما يضمن مصلحة الصحيفة ونموها ويحقق أهدافها.

لا أخفي، أعزائي القراء، سعادتي بما أنجزته "الغد"، ليس بوصفها مشروعاً مهنياً رائده الاحتراف فحسب، بل بوصفها مشروعاً يندرج في إطار وطني شامل هو نهج الانتماء الوطني الخالص والاعتدال والوحدة الوطنية التي تتكسر على صخرتها الصلدة كل العواصف الهوجاء.

و"الغد" برهنت على مدى السنوات الماضية أنها مساحة للنقد الصريح وللأفكار الجريئة، بمقدار ما هي منبر للحرية المسؤولة تحت سقف الدستور والنظام، ومرآة لبلد يتطلع إلى أمام في علاقاته العربية والدولية، وإلى التقدم والإنجاز في سعيه إلى رفع مستوى التعليم، وإلى الازدهار في محاولاته الحثيثة لتحقيق النمو رغم الصعاب.

هذه تجربتنا تتحدث عنا، وهي بين أيديكم، تتقدم بجهود العاملين وبمحبة القراء، ولا تقف جامدة تتحدث عن الماضي بل تعد بالمزيد، والمزيد القريب هو اعتماد إضافي على التقنيات الحديثة، وتطوير للموقع الإلكتروني واستفادة من إمكانات الإنترنت في سرعة بث الأخبار وتضمينها كل ما يلزم القارئ من معلومات... على أمل أن يكون موعدنا اليومي مليئاً بالجديد والمفيد في خدمة حق المعرفة والديمقراطية والواجب الوطني.

 

[email protected]

المقال السابق للكاتب

للمزيد من مقالات الكاتب انقر هنا