"الغد" تنشر تفاصيل مبادرة "مترابطة المناخ واللاجئين" الأردنية

إحدى جلسات قمة المناخ في شرم الشيخ أمس - (وكالات)
إحدى جلسات قمة المناخ في شرم الشيخ أمس - (وكالات)

فرح عطيات

عمان- بعد مضي أكثر من خمس سنوات على اتفاق باريس، باتت تداعيات التغيرات المناخية التي يشهدها الأردن والعالم في تسارع "غير مسبوق"، من ارتفاع في درجات الحرارة، وموجات الجفاف وغيرها.اضافة اعلان
هذه التداعيات حددها جلالة الملك عبد الله الثاني في كلمته، التي ألقاها في قمة المناخ "كوب 27" المنعقدة في شرم الشيخ المصرية أول من أمس، حيث أكد جلالته أن "درجات الحرارة المرتفعة وندرة المياه في الأردن تسببت بالضغط الشديد على مواردنا المحدودة، وقد تفاقم بفعل الازدياد غير الطبيعي في النمو السكاني الناجم عن التدفق الهائل للاجئين".
وأشار جلالته إلى "مبادرة مترابطة المناخ واللاجئين التي تقدم بها الأردن لإعطاء أولوية الدعم للدول المستضيفة التي تتحمل عبء التغير المناخي"، داعيا الدول المشاركة في المؤتمر إلى المصادقة عليها.
وتنص بنود المبادرة، التي حصلت "الغد" على نسخة منها، أن "الدول تعترف بأن الصراع يؤدي الى زيادة النزوح القسري على مستوى العالم، وبأن البلدان المضيفة للاجئين والمصدر الرئيسي لهذه الموجات كذلك تقع في آسيا، وأوروبا، وأميركا اللاتينية".
وبموجب المبادرة "تعترف الدول الموقعة بأن 8.3 % من اللاجئين يتم استضافتهم في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل".
وتعترف كذلك بأن "هنالك دولاً لديها معدلات عالية من اللاجئين مقارنة بنسبة السكان، ولا تزال توفر الخدمات الصحية والتعليمية، والاجتماعية على الرغم من الموارد المحدودة للبلد، والسياق الاقتصادي الصعب".
وتدرك الدول المنضمة للمبادرة بأن "منطقة البحر الأبيض المتوسط التي تعد من بين المناطق الرئيسية على مستوى العالم من حيث كونها مصدراً للاجئين ومستضيفة لهم كذلك، فهي أيضاً تعد من النقاط الساخنة لتغير المناخ، مع متوسط الاحترار الإقليمي المتوقع أن يتجاوز القيمة المتوسطة العالمية بنسبة 20 % على أساس سنوي، و50 % خلال الصيف".
كما وتدرك كذلك أنه "وفقاً لتقرير فجوة التكيف لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تقدر تكاليف التكيف السنوية للبلدان النامية وحدها بنحو 70 مليار دولار، ومن المتوقع أن يصل هذا الرقم الى 140 مليار دولار عام 2030، وأكثر من 200 مليار دولار في عام 2050، وستكون الزيادة في التمويل أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للبلدان لتحقيق أهداف التكيف الخاصة بها".
وتدرك أن "هذه الحاجة قد اكتسبت إلحاحاً بسبب الضغط الذي تواجهه البلدان المضيفة على مواردها الوطنية، في ظل التغيرات المناخية العالمية المتزايدة، في وقت لا تزال فيه تتعافى من التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لجائحة كوفيد".
وبموجب المبادرة سيلتزم المشاركون "بالعمل معاً لتعبئة الدعم الفني، والمالي للتكيف والمرونة بشكل جماعي للبلدان المضيفة الأكثر تضرراً".
وتلتزم الدول الموقعة بـ"اتخاذ إجراءات محلية شاملة لتعبئة الموارد الوطنية لتحقيق هذا الهدف، وإشراك الجهات الفاعلة حيثما أمكن ذلك للمساهمة في المشاريع التي تساعد على تلبية أهداف المناخ، والتنمية في سياق النزاع المستمر والنزوح القسري".
وعليها "الالتزام بالحفاظ على معلومات محدثة شفافة ومتاحة للجمهور حول السياسات والالتزامات، مع دعم المبادرات الإقليمية والدولية القائمة التي تعمل على التفاعل بين تغير المناخ والتكيف في البلدان المضيفة التي تدخل في شراكات لتعزيز الأهداف المشتركة".
وترحب الدول وتشجع "على الإعلان عن إجراءات الدعم من قبل الدول المشاركة، ومؤسسات التمويل والتنمية في القطاع الخاص، والمنظمات الدولية، ومنظمات المجتمع المدني لدعم التكيف مع لاجئي المناخ وتعزيز قدرتهم على الصمود".
ولا بد من "عقد العزم على مراجعة التقدم المحرز نحو تحقيق الأهداف على أساس سنوي لعام 2030 من خلال اجتماع مخصص رفيع المستوى، ودعوة الدول والمنظمات ذات الصلة للانضمام الى هذه المبادرة".
وأكد جلالة الملك في كلمته كذلك أن "التغير المناخي ليس جديدا علينا، ونحن نواجه التهديدات المناخية ذاتها التي تواجه منطقتنا بأكملها. لقد تراجع متوسط هطل الأمطار إلى النصف خلال العقود الخمسة الماضية، بينما تراجع نصيب الفرد من المياه بنسبة ثمانين بالمائة".
"وإضافة إلى ذلك، يتراجع منسوب مياه البحر الميت بمعدل ثلاثة أقدام سنويا، فيما تتدفق في نهر الأردن سبعة بالمائة فقط من المياه بالمقارنة مع معدلها التاريخ"، وفق جلالته.
ورسمت الخطة الوطنية للتكيف وآثار التغير المناخي في الأردن 2021 صورة "قاتمة"، لتأثيرات هذه الظاهرة، إذ توقعت بأن يكون مناخ الأردن مستقبلاً أكثر دفئاً في فصل الصيف، وجفافاً في فصلي الخريف والشتاء، لتنخفض معها نسبة متوسط هطل الأمطار إلى 35 % بين أعوام 2070 و2100".