الولايات المتحدة تطالب العالم بإنقاذ المحيطات

تدق الولايات المتحدة ناقوس الخطر لحض المجتمع الدولي على اعتماد استراتيجية عالمية لإنقاذ المحيطات المهددة بالاحترار المناخي والتلوث- (أرشيفية)
تدق الولايات المتحدة ناقوس الخطر لحض المجتمع الدولي على اعتماد استراتيجية عالمية لإنقاذ المحيطات المهددة بالاحترار المناخي والتلوث- (أرشيفية)

واشنطن-  دقت الولايات المتحدة ناقوس الخطر لحض المجتمع الدولي على اعتماد استراتيجية عالمية لإنقاذ المحيطات المهددة بالاحترار المناخي والتلوث والاستغلال المفرط لمحميات الصيد.اضافة اعلان
وقال وزير الخارجية الأميركي الذي يرعى مؤتمرا دوليا في واشنطن يضم ممثلين عن 80 بلدا وخبراء في مجال البيئة وصناعيين "لن يكون هناك رد على هذه التحديات بما أن مجموعة الأمم ليست مجتمعة حول استراتيجية موحدة، كاملة وعالمية للمحيطات".
ودعا وزير الخارجية الأميركي المعروف بدفاعه منذ زمن طويل عن قضايا البيئة إلى "تطوير خطة" عمل دولية.
وأضاف كيري "ليس هناك ما يجمعنا أكثر من المحيطات التي تغطي قرابة ثلاثة أرباع كوكبنا"، مشددا على ضرورة تحمل المشاركين في المؤتمر "مسؤولياتهم" للحفاظ على المحيطات.
ولدى استقباله أمير موناكو البير الثاني المعروف أيضا بدفاعه عن البيئة، أعرب وزير الخارجية الأميركي عن أمله في أن يثمر مؤتمر واشنطن عن "خطة عمل"، مؤكدا أن الهدف ليس "التحادث من أجل التحادث".
وجاء أكثر التصريحات وضوحا من انوتي تونغ رئيس ارخبيل كيريباتي في اوقيانيا الواقع في المحيط الهادئ الذي أعلن أن بلاده ستمنع اعتبارا من كانون الثاني (يناير) 2015 كل عمليات الصيد التجارية رغم التبعات الاقتصادية لهذا القرار على بلاده.
وقال تونغ "الرد على تحديات التغير المناخي يتطلب التزاما جادا جدا وجانبا من التضحية"، مشيرا إلى أن "الخسارة المتوقعة للمداخيل كان لها أثر ثقيل جدا في تفكيرنا، لكننا في النهاية قررنا اتباع استراتيجية تنمية مستدامة"، وذلك وسط تصفيق حار من الحاضرين.
وتعتبر جزر كيريباتي، شأنها في ذلك شأن ارخبيل توفالي في بولينيزيا والمالديف في المحيط الهندي، من البلدان المهددة بالزوال بعد ارتفاع مستوى المحيطات في حال لم يتم اتخاذ تدابير لمواجهة الاحترار المناخي، بحسب الأمم المتحدة.
وأشار كيري إلى أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد يعلن قريبا توسيعا للمناطق الأميركية التي تضم محميات بحرية. ومن المتوقع أن يلقي أوباما كلمة عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة تبث في مقر الخارجية الأميركية.
كذلك يتوقع أن يلقي الممثل الأميركي ليوناردو دي كابريو الحاضر في المؤتمر كلمة، خصوصا لكونه يملك مؤسسة للدفاع عن البيئة. وفي المحيطات الموجودة في العالم، بات هناك حوالي 500 "منطقة ميتة"، أي أن نقص الأكسجين فيها الناجم عن التغير المناخي يهدد الحياة تحت البحر، بحسب جون كيري.
ولفت كيري أيضا إلى أن ثلث محميات الأسماك تتعرض "للاستغلال المفرط" وأن كل المحميات الباقية تقريبا "يتم اصطياد الأسماك الموجودة فيها أو أنها شارفت على بلوغ مستواها الأقصى" للصيد.
وتابع كيري "حماية محيطاتنا مسألة حيوية للأمن"، مؤكدا أن "المحيطات تمثل وسيلة للبقاء لـ12 % من سكان العالم. ومن الضروري أيضا الحفاظ على البيئة التي نعيش فيها جميعنا".
كذلك فإن الأمن الغذائي العالمي على المحك، بحسب كيري، الذي قال إن ثلاثة مليارات شخص "يعتمدون على الصيد كمصدر أساسي للبروتينات".
وبحسب الخبراء، تدهورت سلامة المحيطات وأنظمتها البيئية بشكل كبير جدا في العقود السبعة الماضية. اليوم، 20 % من محميات الأسماك تشهد عمليات صيد غير قانونية؛ أي ما يوازي 26 مليون طن سنويا، ما يسرع في وتيرة انقراض بعض الأجناس، على ما أظهرت بيانات مؤسسة "ذي بيو تشاريتابل تراست" البيئية الأميركية التي تحذر من الازدياد الكبير لما يعرف بـ"المناطق الميتة".
وتحض مجموعة العلماء الولايات المتحدة على تشجيع دول أخرى على توقيع مشروع معاهدة دولية تعود الى العام 2009 برعاية منظمة الأغذية والزراعة في الأمم المتحدة (فاو) وترمي إلى منع السفن الضالعة في أنشطة صيد غير قانونية من استخدام الموانئ. وأكد امير موناكو البير الثاني أن "هذه المسائل لا تقلق فقط بعض الناشطين بل تقلقنا جميعا".-(أ ف ب)