الحياري: التوجه نحو الطاقة البديلة والخضراء من أولويات رؤية التحديث الاقتصادي

وزارة الطاقة والثروة المعدنية
وزارة الطاقة والثروة المعدنية
اكد الأمين العام المساعد في وزارة الطاقة والثروة المعدنية المهندس حسن الحياري أهمية ربط دول العالم بشبكة كهربائية واحدة لتسهيل نقل الطاقة الخضراء من الدول التي تتميز بقدرة مرتفعة على انتاج الطاقات النظيفة الى الدول التي تتطلع لهذه الطاقة ما يخفض الكلفة ويعمم الفائدة على الجميع.اضافة اعلان
جاء ذلك في كلمة للمهندس الحياري خلال فعاليات اجتماع لجنة الطاقة الدورة الرابعة عشرة التابعة للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي اسيا (الاسكوا) المنعقدة في العاصمة اللبنانية بيروت.
 وأضاف المهندس الحياري ان التحول للطاقة الخضراء أصبح أمرا واقعا يلامس حياتنا اليومية، مدعوماً بالتوجهات العالمية وأهمها نتائج وتوصيات قمة المناخ في شرم الشيخ (COP 27) بمضاعفة الالتزامات الدولية لتخفيض الانبعاثات باستخدام كافة السبل المتاحة وعلى رأسها الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة، ولا يخفى على أحد بأن هذا يتطلب جهد مشترك من الجميع، 
وعرض المهندس الحياري دور الأردن في مواكبة التحولات العامية وقال انه تم برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم إطلاق رؤية التحديث الإقتصادية في شهر 2022/6، حيث تستهدف الرؤية رفع ترتيب الأردن بصورة ملموسة في مؤشرات الازدهار ومؤشرات التنافسية والاقتصادية العالمية، وتحسين رضا الأردنيين عن مستوى معيشتهم.
 وعن عناصر الرؤية قال انها تقوم على ركيزتين، تتمحور الأولى حول رفع مستويات النمو المستدام والشامل من خلال إطلاق كامل الإمكانات الاقتصادية للمملكة، في حين تتمحور الثانية حول المجتمع، مستهدفةً النهوض بنوعية الحياة للمواطنين لضمان مستقبل أفضل. وتتشارك الركيزتان بخاصية الاستدامة.
 وقال ان الرؤية شملت محركات نمو الاقتصاد الوطني الثمانية، التي بنيت الرؤية على أساسها، وشملت الصناعات عالية القيمة، والخدمات المستقبلية، والأردن وجهة عالمية، والريادة والإبداع، والموارد المستدامة، ونوعية الحياة، والبيئة المستدامة، والاستثمار. يأتي قطاع الطاقة بشكل أساسي ضمن محور الموارد المستدامة.
  وأضاف ان التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة يعد على سلم أولويات رؤية التحديث الاقتصادي، حيث أكدت الرؤية ضرورة وضع خارطة طريق لتحول الطاقة إلى الطاقة المتجددة والبديلة، وتطوير محطات الطاقة والكهرباء، وتعزيز الربط مع دول الإقليم، وسن لوائح وسياسات قطاع الطاقة الجديد لتلائم المستقبل، واستحداث حوافز لخفض التكاليف.
 وعرض المهندس الحياري ابرز الإنجازات التي حققها الأردن تنفيذا للتوصيات الصادرة عن لجنة الطاقة عن دورتها الثالثة عشرة  وقال، في مجال الطاقة المتجددة: تقوم وزارة الطاقة والثروة المعدنية حالياً بتنفيذ حزمة من المشاريع التي من شأنها أن تجعل من الاردن مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة الخضراء سواء على شكل كهرباء من مصادر الطاقة المتجددة أو على شكل الهيدروجين الأخضر، ويأتي ذلك التزاماً بتنفيذ ما ورد في رؤية التحديث الاقتصادي التي أطلقتها الحكومة مؤخراً.
وأضاف ان الاستطاعات المركبة في الأردن من مشاريع الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لتوليد الكهرباء وصلت إلى حوالي (6ر2 ) جيجاواط ساهمت بانتاج ما يقارب 27% من اجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة في المملكة في نهاية عام 2022 ، 
 وبهذا الخصوص أوضح الحياري أن مساهمة الطاقة المتجددة في اجمالي الطاقة الكهربائية المستهلكة لم تكن تتعدى 1% حتى العام 2014 و ازدادت تدريجياً حتى وصلت الى ما هي عليه اليوم. ونتيجة لهذا الانجاز فقد حقق الأردن وفقاً لتقرير المؤشر العربي لطاقة المستقبل AFEX للعام 2022 المعد من قبل المركز الإقليمي للطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة المرتبة الأولى على مستوى الإقليم في نسبة الاستطاعة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة لتوليد الكهرباء بدون احتساب الطاقة الهيدرومائية.
وقال  بأننا مستمرون ببذل الجهود أملاً بزيادة نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء الى 50%، وأوضح ان وزارة الطاقة تقوم حالياً بمراجعة الاستراتيجية الشاملة لقطاع الطاقة لتحقيق المستهدف الجديد، والعمل على دعم مشاريع التحول نحو النقل الكهربائي وانتاج الهيدروجين الأخضر.
 وقال ان الوزارة بدأت السير في الخطوات المطلوبة فنياً وتشريعياً واستراتيجيا في هذا المجال، على أن يتم ذلك مع الاخذ بالاعتبار تدعيم الشبكة الكهربائية وتعزيز استقراريتها من خلال التحول نحو الشبكات الذكية وانشاء مشاريع لتخزين الطاقة الكهربائية و تنفيذ وتوسعة مشاريع الربط الكهربائي مع دول الجوار والعالم مؤكدا انه آن الاوان لتعظيم الفائدة من جميع الادوات والتكنولوجيات المتاحة من أجل تخطي التحديات الفنية التي تفرضها الطاقة المتجددة.
 وحول إنجازات المملكة في مجال تنفيذ التوصية الخاصة بايصال التيار الكهربائي للمستهلكين، قال، ان نسـبة التغطية الكهربائية في المملكة وصلت الى 9ر99 بالمئة من السكان ، ويعتبر الأردن في مصاف دول المنطقة القليلة التي حققت نسب عالية في التغطية الكهربائية.
 وقال ان العمل ما زال مستمرا في إيصال التيار الكهربائي على حساب مشروع فلس الريف للمستفيدين حسب الشرائح المعتمدة من الشبكات الكهربائية القائمة داخل وخارج حدود التنظيم منذ عام 1992 وحتى نهاية عام 2022 بلغ عدد المستفيدين(499ر906) مستفيداً وبكلفة اجمالية بلغت حوالي (202) مليون دينار.
 وأضاف ان العمل حاليا يجري على تنفيذ العديد من مشاريع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية سواء المرتبطة وغير المرتبطة مع الشبكات الكهربائية لمنازل الاسر العفيفة الفردية للمنتفعين من صندوق المعونة الوطنية ومشاريع الطاقة الشمسية غير المرتبطة مع الشبكات الكهربائية لضخ المياه من الآبار الارتوازية البعيدة عن الشبكات الكهربائية القائمة وعلى حساب فلس الريف حيث بلغ عدد المواقع المستفيدة من المشروعين أعلاه لغاية تاريخه (186) موقعاً.
وأشار اى انه تم البدء في عام 2019 بالعمل على مشروع لاستبدال (410) الاف وحدة إنارة للشوارع موفرة للطاقة من خلال طرح وإحالة عطاءات عدد (4) في مختلف مناطق المملكة بكلفة إجمالية مقدارها (880ر164ر65) دينارا مناصفة بين وزارة الطاقة والثروة المعدنية ووزارة الإدارة المحلية.
 وأشاد المهندس الحياري بمشاريع المبادرة الاقليمية لنشر تطبيقات الطاقة المتجددة صغيرة السعة في المناطق الريفية في المنطقة العربية والمنفذة في المملكة الأردنية الهاشمية. بتاريخ 25/11/2022 الانتهاء من تنفيذ وتدشين مجموعة من الأنشطة الخاصة بالمبادرة.
وعرض المهندس الحيار ي ثنائية العلاقة بين المياه والطاقة وقال، ان الاردن يعاني من شح مصادره المائية ويفتقر كذلك الى موارد النفط والموارد الطبيعية الأخرى ويعتمد على الطاقة المستوردة وهذا يشكل عبئا كبيرا على خزينة الدولة ، مشيرا الى الترابط الوثيق بين المياه والطاقة وارتفاع كلفتها على قطاع المياه ، مع ما نشهده من تراجع في مستوى سطح المياه الجوفية وتزايد تأثير التغيرات المناخية مما يعني الحاجة لاستخراج المياه من أعماق أكير وبالتالي الحاجة الى مزيد من الطاقة لمعالجة المياه وتحليتها.
 واكد الحياري اهمية توفير طاقة محلية مستدامة لمختلف الاستخدامات من خلال وضع خطط واستراتيجيات فاعلة ، وضرورة التوصل الى نتائج وتوصيات علمية فاعلة لبناء تشاركية فاعلة مابين المياه والطاقة .
وفي مجال كفاءة الطاقة قال المهندس الحياري ان صندوق الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة تأسس في عام 2012 في وزارة الطاقة والثروة المعدنية لتوفير التمويل اللازم لتدابير كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة بحيث يصمم ويدعم نوافذ وآليات تمويلية تسمح لمستخدمي الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.

 وفي مجال الهيدروجين قال الحياري ان إنتاج الهيدروجين الأخضر اصبح ضروريا لوقف التغييرات المناخية ووضع حد لتدهور حالة البيئة ما يمكن اعتباره قبلة الحياة لإنقاذ كوكب الأرض من الآثار السلبية للتغيرات المناخية وما يصاحبها من ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذوبان الجليد، واختلال الطقس المعتاد، وزيادة التقلبات والأعاصير بسبب كثرة الانبعاثات الكربونية.
وعرض الحياري الإجراءات الأردنية الخاصة باسناد الجهد الرسمي لجعل الاردن مركزاً إقليمياً لتصدير الطاقة الخضراء واستغلال المزايا النسبية للاردن من توافر الأراضى اللازمة لانتاج حجم هائل من الكهرباء من الطاقات المتجددة وموقعها الجغرافى الذى يمكنها من تصدير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته إلى كافة انحاء العالم.
 وعن هذه الإجراءات قال انها تشمل اعداد استراتيجية للهيدروجين الاخضر ومن المتوقع اعتمادها والاعلان عنها خلال الربع الثالث من هذا العام في اطار توجه المملكة للتوسع في مصادر الطاقة النظيفة وتعزيز مصادر الطاقة المحلية في خليط الطاقة الكلي.