كيف سيطرت "فيسبوك" على سوق التواصل الاجتماعي بالمملكة؟

"فيسبوك
فيسبوك

من بين حوالي 11 مليون مستخدم لشبكة الإنترنت في الأردن يبحر حوالي خمسة ملايين أردني يوميا عبر صفحات شبكة فيسبوك الاجتماعية العالمية باستخدامات وأهداف متنوعة للمنصة التي ما تزال تسيطر على الحصة الأكبر من قاعدة مستخدمي السوشال ميديا، والنسبة الأكبر من وقت وحجم الاستخدام رغم التطورات الحاصلة في الشبكات الاجتماعية الاخرى وتقديمها مزايا جذابة منافسة، مع ظهور شبكات جديدة بمزايا حديثة.

اضافة اعلان


وأكد خبراء محليون أن "السهولة" و"السرعة" هما من أسرار التعلق بالشبكة التي تستقطب المستخدمين الباحثين عن اخبار المجتمع وحوادثه، مع توفيرها مساحة مفتوحة أمام الجميع لنشر ومشاركة الأخبار الاجتماعية والأحداث العامة ومناقشتها مع الجميع : الافراد والاقارب والاصدقاء وزملاء العمل والخبراء في كافة المجالات.


وقال الخبراء ان شبكة "فيسبوك " هي "منصة شعبية" تناسب الجميع، وتشبك الأصدقاء والزملاء والمعارف حتى في مناطق مختلفة داخل حدود البلد الواحد او في بلدان اخرى"، واكدوا ان ميزة تواجد عدد كبير من الناس في فضاءها هي عامل اخر لاستخدامها ومتابعتها عندما يجد المستخدم كل مجتمعه ومحيطه يتواصل من خلالها.


غير ان الخبراء لم يغفلوا السلبيات التي تظهر بين حين واخر في استخدام " فيسبوك" وسط مبالغات في صرف الكثير من الوقت عليها وعدم مصداقية الكثير من الحسابات التي تنقل الكثير من المحتوى غير الدقيق. 


ويرى الخبراء أن "فيسبوك" نجحت على مدار السنوات العشرين الماضية في بسط سيطرتها على سوق التواصل الاجتماعي مع مواكبتها لاحتياجات المتسخدمين باستمرار ومراعاتها عامل اللغة، وإتاحتها مزايا المحتوى المتنوع (المكتوب والمصور والفيديوي).


وتظهر التقديرات العالمية بأنه مع بداية العام الحالي بلغ عدد حسابات الأردنيين على " الفيسبوك" قرابة الخمسة ملايين حساب، فيما بلغ عدد الحسابات على منصة " انستغرام" قرابة 2.85 مليون حساب، وبلغ على شبكة " اللينكد ان" قرابة 1.4 مليون حساب، فيما بلغ تعداد حسابات منصة " اكس " او " تويتر" سابقا قرابة  921 الف حساب ، وحوالي 3.25 مليون حساب على السنابشات. 


ذلك يظهر ببساطة تفوق " الفيسبوك"، المملوكة لشركة " ميتا" العالمية"، على باقي الشبكات ، وهو ما تؤكده المستخدمة ياسمين محمود، التي تصرف ما يزيد عن ساعة يوميا متصفحة هذه المنصة التي ميزت نفسها باللون الازرق من انطلاقتها قبل نحو عشرين عاما عندما بدأت شبكة مصغرة تقتصر في الاستخدام على مجتمع جامعي عاش فيه مؤسس الشبكة "مارك زاكيبرغ"، ليوصله اليوم الى كل اصقاع العالم.


المستخدمة ياسمين تنظر إلى " السوشال ميديا " بشكل عام على انها " بوابة" تساعدها في البحث السريع عن الاخبار ومصادر اهتماماتها حتى مع مستخدمين وصفحات في خارج بلدنا فالشبكة تتجاوز كل الحدود الجغرافية وهي ميزة تجعلها محببة لكثيرين.


وقالت المستخدمة ياسمين :"ان شبكة مثل الفيسبوك اصبحت تقربني وتطلعني على تجارب ومبادرات واصدقاء ، تقربني من أماكن تشبه اهتماماتي وهي أمور لم يكن بالمستطاع الوصول لها من دون أدوات ومنصات التواصل الاجتماعي". 


وعن تفضيلها لـ " الفيسبوك"، قالت ياسمين: " أرى بان فيسبوك يمثل تطبيقا شاملا يوفر معظم المزايا التي توفرها كل التطبيقات الأخرى وبنفس الوقت يتواجد عليه عدد كبير جدا من المستخدمين، ارى بانه الناس تفضله لانه تطبيق سهل بالمقارنه مع التطبيقات الاخرى". 


" فيسبوك" الشبكة التي انطبعت في اذهاننا بلونها الأزرق وشعارها المميز، لا تغيب عن هواتف الأردنيين في التحميل والاستخدام، الكل يتحدث عنها وكانها أصبحت مرجعا للاخبار والأحداث، فاليوم يتابع المستخدم عبدالله يوسف آخر التحديثات والأخبار المتعلقة بحالة الطقس والموجة الحارة التي تعبر الأردن، من خلال الأصدقاء والمعارف والصفحات المتخصصة في الطقس الى جانب وقت يقيه في التسلية ومشاهدة الفيديوهات المحببة له.


ورغم امتلاكه عدة حسابات على سنابشات وانستغرام، إلا أن المستخدم عبدالله يفضل متابعة واستخدام الفيسبوك لتواجد كل اصدقائه على هذه المنصة التي يرى بانها لا تخلو من السلبيات مثل عدم موثوقية أو دقة الكثير من المحتوى عليها والمبالغة في الطروحات والمنشورات من قبل المستخدمين، واستخدامها احيانا للاساءة بين الناس.


ويتفق الأكاديمي والخبير الاجتماعي الدكتور حسين الخزاعي مع المستخدم عبدالله في الراي بان "السوشال ميديا" ومنها شبكة الفيسبوك هي سلاح ذو حدين ينطوي استخدامه على الكثير من السلبيات فتعلق الناس بها وانفاق الكثير من الوقت عليها يجعل الناس منعزلين عن بعضهم البعض ، بعيدين عن التواصل الاجتماعي الحقيقي الوجاهي مع الأصدقاء والمعارف والجيران الذي نحتاج له في تعزيز اواصر العلاقات الاجتماعية الصحية.


وقال الخزاعي بان استخدام "الفيسبوك" يعكس ويكشف عن امراض نفسية واجتماعية مزمنة منها "النرجسية " والاستخدام من اجل تعزيز مفهوم "الأنا" بجمع أعداد كبيرة من الناس والأصدقاء والاعجابات بما ننشر من محتوى قد يكون أحيانا " منسوخا بالكامل". 


وأكد الخزاعي ان تعلق الناس بالفسيبوك وغيرها من الشبكات وصل مرحلة أصبح الناس يصفون فيها من لا يملك حسابات عليها بـ "المتخلف عن الركب". 


بيد أن الخزاعي يرى بان "الفيسبوك" أصبحت تجمع الكثير من المحتوى الغني المنوع وانها وسيلة ان أحسن استخدامها فهي تكون "أداة" للقاء على وقت الفراغ بما هو مفيد، علاوة على توفيرها "اداة لتسهيل التواصل بين الناس وبشكل يعزز التواصل الاجتماعي الوجاهي". 


الخبير والمستشار في مجال التواصل الاجتماعي خالد الأحمد أكد بأن "الفيسبوك" ما تزال بالأرقام والواقع تسيطر على المشهد في صناعة التواصل الاجتماعي، مشبها اياها بالشبكة " الشعبية" التي يرتادها الجميع من كل الفئات، لافتا إلى أن جميع المنصات تهدف في العموم لجمع أكبر قاعدة من المستخدمين لجني أكبر قدر من الإيراد من الإعلانات. 


ويذهب الأحمد في وصفها إلى انها أشبه بـ " قهوة شعبية" يرتادها الجميع الكبار والصغار، ففيها ستجد كل معارفك واصدقائك، لافتا إلى انها لا تحتاج إلى الكثير من المهارات في الاستخدام، فيما تتطلب منصات أخرى مهارات كثيرة في صناعة المحتوى او النشر والاستخدام. 


وعلاوة على ما سبق يرى الخبير والمستشار في مجال التواصل الاجتماعي يزن صوالحة بأن من يستخدم الفيسبوك لا يعرف أو لم يجرب منصات أخرى وبالتالي بقي متعلقا بها. 


وأكد صوالحة بأن مزايا كثيرة وفرها الفيسبوك للناس العاديين والمسوقين وأصحاب المشاريع الناشئة الذين يتواجدون عليها بقوة لانجاح أعمالهم. 


وقال إن " فيسبوك نجحت خلال السنوات الماضية في السيطرة على أكبر قاعدة مستخدمين، رغم ظهور منافسين جدد لا سيما في مجال المحتوى الفيديوي، حيث تمكنت من إضافة مزايا جديدة للمحتوى الفيديوي والمصور مع ارتباطها وسيطرتها على منصات تابعة للشركة الام مثل الانستغرام والمسنجر والواتساب". 

 

اقرأ المزيد : 

"فيسبوك" الأكثر استخداما بين منصات التواصل الاجتماعي