مخيم جرش: فقر وفقدان لفرص العمل ونقص بمياه الشرب

صابرين الطعيمات

جرش – بدأ سكان مناطق واسعة في مخيم جرش صيفهم هذا العام بنقص بمياه الشرب، وانخفاض ساعات الضخ بالتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة وحاجتهم لكميات مياه إضافية.اضافة اعلان
وأكد سكان الأحياء المرتفعة تراجع ضخ مياه الشرب لكافة مناطقهم بنسبة لا تقل عن
50 % فيما مناطق لم تصلها المياه منذ أشهر، رغم الظروف الصحية والجوية التي تمر بها المملكة وأجواء الشهر الفضيل وحاجتهم لكميات مياه إضافية.
ويشكو سكان مخيم جرش من نقص وصول مياه الشرب لمنازلهم وضعفها وقلة عدد ساعات الضخ وعدم انتظام الدور فيها على الرغم من ظهور إصابات "كورونا" في المخيم وارتفاع كبير في درجات الحرارة وحاجة المواطنين لمياه إضافية في هذه الظروف الجوية الاستثنائية.
وأكد سكان، أن مياه الشرب مقطوعة عن مناطق متعددة، وخاصة المناطق المرتفعة من المخيم، مشيرين إلى أنه لا تصلها مياه الشرب بانتظام، وفي حال وصولها تكون ضعيفة ولا تسد رمق الأسرة ببضع جالونات من المياه، وسط الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها سكان المخيم وعجزهم عن شراء مياه الصهاريج الخاصة.
وقال المواطن أمجد الطيطي، إن مياه الشرب من أهم الضروريات التي لا يمكن الاستغناء عنها، لاسيما في هذه الظروف الجوية حيث يحتاجها المواطنون بشكل كبير. وقال إن مناطق واسعة من مخيم جرش تعاني سوء توزيع أدوار وصول مياه شرب وضعف الضخ في الأحياء المرتفعة.
وأوضح أن مشكلة نقص المياه من المشاكل التي تتكرر سنويا وتستمر لأشهر طويلة وحتى نهاية الصيف، مما يجبر السكان على شراء بضع أمتار من مياه الصهاريج، أو اللجوء إلى عيون وينابيع المياه غير المأمونة والقريبة من المخيم والاعتماد عليها في تعويض نقص مياه الشرب.
وأضاف أن الكثير منهم غير قادرين على شراء مياه الشرب من الصهاريج، والتي تستغل حاجة السكان لمياه الشرب وتقوم بتحديد أثمان المياه وفقا لأهواء سائقيها.
وتتفاوت مدة انقطاع مياه الشرب عن العديد من مناطق المخيم ما بين 20-40 يوما، وخاصة الأحياء المرتفعة مقارنة ببعض الأحياء التي تصلها مياه الشرب بشكل متواصل ولساعات متعددة، مع العلم أن المخيم قريب من عيون مياه تضخ للعديد من القرى منها عين الديك وعين التيس وهي مصادر مائية حيوية في محافظة جرش، بحسب المواطن مصطفى الحاج.
وأكد الحاج، ان مشكلة المياه من المعضلات القديمة في المخيم والتي تتكرر في فصل الصيف، لاسيما وأن سكان المخيم بحاجة أسبوعيا لمياه كون منازلهم من صفائح "الزينكو"، ولا تتحمل وضع خزانات فوقها، مشيرا إلى أن كل بيت بالكاد يتمكن من الاحتفاظ بخزان واحد فقط في فناء المنزل، نظرا للظروف الفنية واللوجستية التي تتميز بها مساكن المخيم.
وطالب الجهات المعنية بضرورة ضخ المياه بانتظام إلى سكان المخيم، نظرا لزيادة الاستهلاك المائي في فصل الصيف وفي ظل ظروف جائحة كورونا وارتفاع درجات الحرارة، خاصة وأن الأغلبية العظمي من سكان المخيم هم عمال مياومة لا يعملون منذ بدء الجائحة.
بدوره، قال رئيس لجنة خدمات مخيم جرش عبد الكريم عابد، أن مشكلة نقص مياه الشرب وعدم ضخها بانتظام في المناطق المرتفعة من المخيم، من المشاكل التي تتكرر سنويا في فصل الصيف، رغم المطالب المتعددة التي تقدمت بها لجنة خدمات المخيم لزيادة الضخ وانتظامه لجميع السكان، خاصة في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها السكان، من حيث الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وظروف جائحة كورونا.
وبين أنه سيقوم بمراجعة مديرية مياه جرش ووضعها في صورة سوء الأوضاع المائية في المخيم وسوء توزيع المياه، على الرغم من حداثة شبكة المياه وقربها من مصادر مائية متعددة.
وقال إن المئات من السكان يرتادون عيون وينابيع المياه القريبة من منازلهم، ويعتمدون عليها في الاستخدامات المنزلية لعدم قدرتهم على شراء المياه من الصهاريج الخاصة، التي يزيد الطلب عليها في فصل الصيف وترتفع أثمانها بحيث لا يقل سعر المتر الواحد عن 6 دنانير.
إلى ذلك حاولت "الغد" الاتصال بمدير مياه جرش المهندس محمود الطيطي عدة مرات ولكن دون جدوى.
غير أن مصدرا مطلعا في مياه جرش، قال إن الطلب على مياه الشرب قد ارتفع بشكل كبير خلال الفترة الماضية في ظل ارتفاع كبير في درجات الحرارة وزيادة الاستخدام المائي وظروف انتشار الجائحة، والتي تتطلب زيادة الضخ بسبب ارتفاع درجات الحرارة وبدء فصل الصيف ومتطلبات شهر رمضان المائية.
وبين المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن سبب ضعف الضخ إلى المخيم يعود إلى التعداد السكاني الكبير في المخيم، وتراجع المياه التي تتدفق من المصادر المائية التي تزود المخيم.