أحمد العيساوي.. الجناح الأنيق وخاطف البريق في ملاعب الكرة

1688210217094619400
لاعب سحاب أحمد العيساوي -(من المصدر)

عمان- يبقى لطعم الإنجاز مذاقه الخاص، وتزداد نكهته حلاوة، حين يعتريه الجد والتعب وعرق الاجتهاد في الملعب، متجاوزا المعوقات والصعوبات للوصول إلى الهدف، في بداية تستحق تسميتها "من الصفر"، ليخرج أصحابها من رحم المعاناة إلى عالم النجومية.

اضافة اعلان


زاوية "من الصفر" تقف من جديد محطاتها، عند النجم الأنيق والجناح الطائر أحمد العيساوي، الذي نسج علاقة متينة مع "المستديرة" منذ الصغر، ونقش اسمه في عالم النجومية، وعرف بالسرعة والمهارة وصناعة الأهداف وتسجيل أجملها، عبر مسيرة محلية حافلة، ومحطات مميزة بدأها في شباب الأردن، وحاليا يتواجد في صفوف سحاب.


الهاشمي ودوري "الحارات"
يروي "الجناح الطائر" العيساوي حكايته مع الكرة، والتي بدأت من الهاشمي وبطولة الفئات العمرية المعروفة بـ"حارات فاست لينك/ زين حديثا"، قائلا: "في الهاشمي تعلقت بكرة القدم منذ نعومة أظفاري، من خلال الحارة وتباعا في المدارس، لكن انطلاقتي الحقيقية كانت من دوريات حارات فاست لينك، وكان فريقنا وقتها يضم مجموعة مميزة من اللاعبين، وسيطرنا على لقبها في موسمين، والموسم الأخير فزنا باللقب وحصلت على جائزتي هداف البطولة وأفضل لاعب وأنا ابن 7 سنوات".


انطلاقة شبابية
وأكد العيساوي أن كشافة الأندية كانت تتابع ذلك الدوري بشغف لانتقاء أفضل المواهب، كاشفا: "أصبح فريقنا مطلبا للأندية بكامل نجومه، وكانت وجهتي إلى شباب الأردن، الذي لعبت لفئاته العمرية منذ 11 ربيعا، وصقلت موهبتي على يد مدربين أكن لهم كل الاحترام، لا سيما عزمي المحسيري وعماد رشاد، وتدرجت في فرق الفئات بدءا من فريق تحت 14 سنة، الذي تدربنا لمدة موسمين من دون دوري لهذه الفئة، وشاركت أيضا فريقي تحت 16 و19 سنة، وخلال مشاركتي فرق الفئات العمرية لشباب الأردن أسهمت وزملائي في الفوز بـ5 ألقاب".


وتابع: "ونظرا لتميزي، تم ترفيعي إلى صفوف الفريق الأول في شباب الأردن، ووقعت أيضا عقد احتراف لمدة 5 سنوات، وكان ظهوري الرسمي الأول تحت قيادة المدرب رائد عساف، الذي أشركني وأنا في الثامنة عشرة من عمري، في المباراة التي لا تفارق خيالي بالموسم 2010-2011، وقدمت مباراة عمري وقتها إلى جانب زملائي في تلك المباراة، والتي انتهت لمصلحة الفيصلي بنتيجة 2-1، وشاركت شباب الأردن بالظفر بألقاب لا تنسى من ذاكرتي، من خلال التتويج بلقبي الدوري وكأس السوبر 2013، وشاركت في مباراة كأس السوبر وصنعت الهدف الأول الذي سجله محمد عمر الشيشاني في المباراة التي انتهت لمصلحتنا 2-0".


وعن محطته في صفوف فريق الأهلي، قال الجناح الأنيق: "بعد انتهاء عقدي مع شباب الأردن، لعبت للنادي الأهلي العريق في الموسم 2016، وكانت بدايتي مع "الليث الأبيض" بالتتويج بلقب كأس السوبر على حساب الوحدات بعد الفوز بنتيجة 2-1، وكان هذا اللقب الأول للفريق في بهذه المسابقة، وكان له مذاقه الخاص حين عاد الأهلي إلى منصات التتويج بعد سنوات طويلة، منذ ظفره بلقب كأس الدوري بالموسم 1979".


وزاد العيساوي: "في ذلك الموسم، خضت مع فريق الأهلي في مسابقة كأس الاتحاد الآسيوي، وشاركته تحقيق الفوز الأول في هذه المسابقة القارية، وكانت على حساب فريق السويق العماني، وأسهمت في تسجيل هدف بهذه المباراة، والتي انتهت لصالح الأهلي بنتيجة 2-1".


في الجزيرة.. أفضل المواسم
وبين العيساوي أنه يكن الاحترام لجميع فرق الأندية التي لعب لها، لكنه يجد أنه قدم في صفوف الجزيرة الذي لعب له بين العامين 2017 و2019 أفضل المواسم، موضحا: "لعبت للجزيرة في أفضل حالاته، من خلال وجود الداعمين والأجهزة الفنية المميزة، ولاعبين مميزين سواء المحليين أو المحترفين، وكان الجزيرة من أقوى المرشحين للفوز بالألقاب المحلية، لكن سوء الحظ لازمنا، وإن توجنا وقتها بلقب كأس الأردن 2018، إلا أننا في تلك الفترة حصلنا على وصافة الدوري مرتين، ووصافة كأس السوبر مرتين والدرع مرة واحدة، ووصلنا إلى نهائي منطقة غرب آسيا في البطولة الآسيوية مرتين أيضا".


ويرى العيساوي أن أروع المباريات في مسيرته الكروية، كانت في صفوف الجزيرة في المباراة التي شهدت "ريمونتادا" أمام الجيش السوري بالبطولة الآسيوية، قائلا: "تبقى أحداث مباراة إياب الدور نصف النهائي من البطولة الآسيوية أمام الجيش السوري في عمان خلال حزيران (يونيو) 2019 في عمان، الأروع في مسيرتي الكروية، وكانت ثقة المدير الفني التونسي شهاب الليلي كبيرة بي، واصطحبني إلى المؤتمر الصحفي قبل المباراة، وقال لي ستشارك بديلا لكن سيكون لك كلمة الفصل، وكنت عند حسن ظنه بي بتوفيق الله، وما إن نزلت إلى الملعب حتى سجلت الهدف الثالث للفريق من أول لمسة، وصنعت الهدف الرابع وأسهمت في الفوز التاريخي للجزيرة، بعد الخسارة ذهابا بنتيجة 3-0".


ويؤكد الموهوب العيساوي أن الإصابة بالرباط الصليبي طاردته، وقال: "انضممت إلى صفوف فريق سحاب في الموسم 2020، وكانت مشاركتي معه من خلال بطولة الدرع التي كانت تقام على نظام المجموعات، وأذكر وقتها مباراتنا الثالثة أمام الرمثا، والتي سجلت فيها لسحاب، إلا أنني خرجت مصابا وأبعدتني الإصابة عن معشوقتي لمدة سنة و3 أشهر".


وأردف: "بعد أن تماثلت للشفاء، وقعت على كشوفات فريق شباب العقبة تحت قيادة المدير الفني رائد الداوود في الموسم 20121، وقدمت مباريات مميزة بشهادة الجهاز الفني والمتابعين، وسجلت لفريق العقبة هدفين، وغلفتنا روح الفريق، مع تناغم إداري وفني، وانسجام منظومة الفريق من اللاعبين المميزين، وعشت أجواء باعثة للتفاؤل وداعمة".


وتوقف المتألق العيساوي عند تجربته الاحترافية في الملاعب الفلسطينية، قائلا: "خضت تجربة ثرية في الملاعب الفلسطينية، وانضممت إلى صفوف مركز بلاطة، وشاركته ظروف الاحتلال، وسنحت لي والحمد لله فرصة زيارة الأقصى، في الوقت الذي شاركت فيه فريق مركز بلاطة الوصول إلى المشهد النهائي من كأس الشهيد أبو عمار، وحل الفريق وصيفا بعد الخسارة أمام جبل المكبر بنتيجة 0-1".


واستطرد قائلا: "تلقيت عروضا عدة من أندية محلية في الموسم الحالي، لكني فضلت اللعب لسحاب الذي شاركته الموسم الماضي، تبعا للراحة النفسية والتعامل الإداري المميز من مجلس إدارة النادي، وكذلك وجود المدير الفني أمجد أبو طعيمة، ونقدم مباريات جيدة حاليا في مسابقة الدرع، وبالتأكيد المستوى الفني في تصاعد، ويضم الفريق أسماء مميزة من اللاعبين المحليين، قادرة على تحقيق الطموحات السحابية للموسم الحالي، ونجحت للآن مع سحاب في صناعة 4 أهداف، وتسجيل هدف وصف بأنه من أجمل أهداف مسابقة درع المئوية".


منتخبات وطنية
ويشدد الأنيق العيساوي على أنه يتوق إلى تمثيل المنتخب الوطني الأول، قائلا: "تم استدعائي في مرات عديدة إلى تشكيلات المنتخب الوطني الأول، لكني لم أنل فرصة اللعب، رغم أنني أجد نفسي مؤهلا لتمثيله، وأطالب الأجهزة الفنية بضرورة الاختيار الفني من جميع الأندية، وعدم حصر الخيارات الفنية بأندية بعينها، فهناك عدد من اللاعبين المؤهلين للدفاع عن ألوان منتخب الوطن، لكنها ما تزال بانتظار الفرص الحقيقية".


وزاد العيساوي: "نلت شرف تمثيل المنتخب الوطني للشباب والمنتخب الأولمبي، تحت القيادة الفنية لجمال أبوعابد، وقدمنا مباريات كبيرة عربيا وقاريا، وكنا قريبين من الوصول إلى ربع نهائي كأس آسيا، ووقتها اقتربنا من التأهل إلى الأولمبياد 2015، عندما تعرضنا للظلم في مباراة كوريا الجنوبية".


وحول توقعاته لمنتخب النشامى في نهائيات آسيا نهاية العام الحالي في قطر، رد العيساوي: "متفائلون إلى حد كبير بنتائج المنتخب الوطني الأول في كأس آسيا 2023 في قطر، حيث يلعب في المجموعة الخامسة إلى جانب كوريا الجنوبية، ماليزيا، والبحرين، فهو يملك مجموعة مميزة من اللاعبين المحليين والمحترفين في الخارج، وصف بأنه الجيل الأفضل للكرة الأردنية بإجماع الشارع الرياضي، واستعد المنتخب الوطني بشكل جيد، وقابل منتخبات كبيرة منها إسبانيا، وقد مستويات جيدا أمام صربيا وجامايكا، ولديه محطتان استعداديتان قويتان مقبلتان تحت قيادة مدرب جديد، لذا أجد لزاما التخلي عن منطق الحضور المشرف، والبحث عن الذهاب إلى أبعد نقطة في النهائيات الآسيوية".