السّقا: ‘‘أردنية العون الطبي‘‘ تستعد لافتتاح مركزها الصحي الثالث

نادية سعد الدين

عمان - تستعد الجمعية الأردنية للعون الطبيّ للفلسطينيين لافتتاح مركزها الصحيّ؛ الثالث من نوعه، في مخيم الطالبية، قبل نهاية العام الحالي، لتوفير الرعاية الطبية الأولية لأكثر من 25 ألف نسمة، يقيمون في ساحته ومحيطه، منهم زهاء 7 آلاف لاجئ فلسطيني.اضافة اعلان
ويصطف المركز الصحي الجديد إلى جانب أقرانه في مخيميّ حطين وغزة؛ اللذين تأسسها في أوقات سابقة، منذ إنشاء جمعية "ماب" عام 1990 برئاسة فخرية لسمو الأمير الحسن بن طلال، بالتنسيق والتعاون مع وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ودائرة الشؤون الفلسطينية.
وقالت المديرة التنفيذية للجمعية مها السّقا، إن "المركز المزمع إقامته في مخيم الطالبية، يهدف إلى توفير الرعاية الصحية الأولية والمتخصصة، لعلاج من لا يتمكنون من الحصول عليها بسبب نقص وسائل النقل أو الموارد المالية الكافية".
وأضافت السّقا، لـ"الغد"، إن "أصحاب الحالات الخاصة وكبار السن والأطفال، يستطيعون أيضاً، نيل الرعاية الصحية الجيدة في موقع آمن ومريح قرب إقامتهم، وذلك ضمن مجالات خاصة؛ كأمراض القلب والباطنية والعيون والعظام والأمراض النسائية، بالإضافة إلى مركز فحوصات الأشعة".
ونوهت إلى أن "تلك العيادات المتخصصة، ستوفر الخدمة لمناطق نائية وفقيرة محيطة بالمخيم في لواء الجيزة، مثل قرى أم قصير وأرامبا الشرقية وأرامبا الغربية والشموط والقسطل وأم الرصاص، كما ستسهم بتحسين صحة مجتمعاتها الفقيرة".
وأوضحت السقا؛ أن النتائج المرعية من إنشاء المركز، تستهدف "تقليص الأعباء الاقتصادية الناجمة عن أكلاف العلاج المرتفعة وحركة التنقل غير اليسيرة للشريحة السكانية محدودة الدخل والفقيرة، كما توفر على كبار السن والأطفال مغبّة الانتقال خارج مخيماتهم لتلقي العلاج".
وأفادت السقار أن "المركز الصحي سيعمل لستة أيام أسبوعياً، لتوفير خدمات الاختصاص في الرعاية الصحية الأولية لأكثر من 25 ألفا في المخيم وما حوله بلواء الجيزة، وتوفير الخدمات الصحية الأولية لنحو 2000 مريض شهرياً من سكان المخيم بأجور رمزية".
وسيتم "تشغيل عيادات اختصاص لأمراض العيون والقلب والباطنية والعظام والجلدية والنسائية، تعمل كل منها بمعدل يومين أسبوعياً، بالإضافة لخدمات فحوصات الأشعة التي يفتقر لها المخيم ولواء الجيزة كاملا".
وأشارت السّقا إلى أنه سيجري "توفير الأدوية المجانية حسب توافرها، فضلاً عن تنفيذ برامج للتوعية الصحية بالتعاون والتشبيك مع جمعيات غير ربحية".
وتندرج مراحل التنفيذ؛ وصولاً إلى افتتاح المركز في كانون الأول (ديسمبر) المقبل، عبر خطوات "جمع التبرعات لتغطية كلفة التأسيس، والمقدّرة بنحو 100 ألف دينار، وتأمين الأجهزة، وحوالي 50 ألف دينار مقدار الكلفة التشغيلية السّنوية".
ولفتت إلى أن "تأسيس العيادات سيكون على مراحل، حيث سينشأ القسم الأول العام الحالي، ويضم عيادات: عظام وقسم أشعة وأمراض نسائية وطب عام، بينما ستنشأ في القسم الثاني العام المقبل؛ عيادتا طب: عيون وقلب".
ويضمّ مخيم الطالبية، الذي تأسس بعد العدوان الإسرائيلي على فلسطين عام 1967، مركزاً صحياً واحداً تابعاً لـ"الأونروا"؛ يحتوي على عيادة طب عام وطبيبين وعيادة أسنان، تعمل 3 مرات أسبوعياً، وعيادة أمراض نسائية، تعمل مرة أسبوعياً، عدا عن مختبر للتحاليل الطبية.
كما يتضمن المخيم وفق جمعية "ماب"، "عيادة واحدة لوزارة الصحة، تحتوي عيادات طب عام وأطفال ونسائية، وقسم أشعة معطل منذ عامين".
وقالت السقا إن "المخيم يفتقر إلى عيادات اختصاص، بحيث يتكلف المريض عناء المشقة والكلفة المالية لبلوغ أقرب مركز اختصاص"، مشيرة إلى "مساعي أهالي المخيم المتكررة لدى المؤسسات غير الحكومية؛ لمساعدتهم بإنشاء عيادات اختصاص، ولكنها باءت بالفشل".
وأضافت أن الجمعية تسعى للوصول بخدماتها إلى مخيمات أخرى، اذ أعدت دراسة ميدانية، واستفادت من مشورة "الشؤون الفلسطينية" و"الأونروا"، لمعرفة أكثر المخيمات افتقاراً للخدمات الصحية، لافتة الدراسة إلى الحاجة الملحة لمخيميّ الطالبية والسخنة في الزرقاء لعيادات الاختصاص.
يشار إلى أن جمعية "العون الطبيّ"، التي تضمّ في عضويتها نخبة من رجال الأعمال الأردنيين والفلسطينيين، تهدف لتقديم خدمات صحية ذات جودة عالية، متكاملة ومستمرة تلبي احتياجات اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات بالمملكة، وتنسجم مع مفهوم رعاية صحة الأسرة الوقائية والعلاجية.