الأردن .. هل يغير الاستخدام الطويل لمواقع التواصل سلوكيات الناس؟

305446-781451446
305446-781451446

عماد العجلوني

عمان- تأخذ مواقع التواصل الاجتماعي، حيزا لا يستهان به من وقت الناس، حيث يصل بالبعض أن يقضي نصف يومه أو أكثر وهو يقلب صفحاتها ويتابع الأخبار والمنشورات المختلفة.

اضافة اعلان

وتشير آخر الأرقام، إلى أن هنالك 9 ملايين حساب، على مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن؛ منها 5.7 مليون حساب على "فيسبوك" و675 ألفا على "تويتر"، ومليون حساب على "سناب شات".

ووصل عدد الأشخاص الذين لديهم حسابات على موقع "إنستغرام" مليون مستخدم وذلك وفق دراسة مسحية أجريت مؤخراً، فيما تشير تقارير غير رسمية أن عدد مستخدمي تطبيق "تيك توك" في المملكة وصل إلى 3 ملايين مستخدم.

وبحسب دراسات حديثة فإن هذا الانتشار موجود أكثر في فئة الشباب أقل من 29 عاما وتصل نسبتهم إلى 61%.

وتشير الدراسات إلى أن عدد الأشخاص الذين يستخدمون الإنترنت في الأردن وصل إلى حوالي 8 ملايين شخص، من بين تلك النسبة هناك 2.7 مليون شخص يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي وذلك العدد نسبته 25% من عدد السكان الإجمالي .

ليث الجمال، قال إنه يستخدم مواقع التواصل بمعدل 13 ساعة يوميا، معللا ذلك بأنها وبالأخص فيسبوك و"واتس اب" دخلت الآن في تنظيم مراحل العمل ومتابعات مجرياته الأمر الذي أجبره على استخدام مواقع التواصل لفترات طويلة .

بدوره، بين صهيب الحموري أنه من الأشخاص الذين يتصفحون مواقع التواصل الاجتماعي لفترات طويلة وما لا يقل عن 11 ساعة يوميا ومنها 7 ساعات يتصفح فيها موقع فيسبوك و4 ساعات يتصفح موقعي "تيك توك" و"واتس اب".

أما خليل الفراية قال إنه "يستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لساعات طويلة قد تمتد لى أوقات متأخرة من الليل لتصل إلى الساعة الثانية فجراً في بعض الأوقات بالإضافة إلى متابعة مواقع التواصل أثناء دوامه خلال ساعات النهار ".

أيسر جابر وهو شاب في العشرينيات من العمر أكد أنه "يتابع مواقع التواصل الاجتماعي بما لا يقل عن 5 ساعات يوميا في أوقات متفرقة خلال النهار ليتابع اخر اخبار الاصدقاء وخاصة عبر موقع فيسبوك" .

في المقابل قال آخرون إنهم ليسوا معنيين بمتابعة مواقع التواصل الاجتماعي كثيرا، لعدة أسباب من أهمها طبيعة ضغط الأعمال لديهم حيث قال الدكتور ليث عودة إنه يستخدم مواقع التواصل اقل من ساعة يوميا .

وأيده منصور الطاهات بأنه لا يتابع مواقع التواصل كثيرا أو بشكل مبالغ فيه ونما يتصفح الفيسبوك وتويتر بمعدل 3 ساعات يومياً.

هذا الأمر الذي أكد عليه أيضا صدام مقدادي، والذي قال إنه "بحكم طبيعة عمله يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي من ساعتين الى 3 ساعات باوقات متقطعة خلال النهار".

وفيما تتباين مدد استخدام المواطنين لمواقع التواصل الاجتماعي، رصد آخصائيون وخبراء هذه الحيثيات وقاموا بتحليل طبيعة سلوكهم وما الذي يبحثون عنه ويتابعونه من خلالها.

وقال الخبير في أمن المعلومات رائد سمور في تصريحات لـ "الغد"، إن "وقت الذروة لاستخدام مواقع التواصل الاجتماعي في الأردن يكون في أوقات الليل وأيام العطلة"، مشيرا إلى أن "منصتي فيسبوك وانستغرام تأخذان أكبر حيز من أوقات المتصفحين في المملكة" .

وعرج على بعض السلوكيات الخاطئة نتيجة الاستخدام الطويل لمواقع التواصل من بينها التنمر الالكتروني.

وأضاف سمور أن "التنمر في الأساس حالة مرضية حيث يجب التعامل معه من هذا المنطلق"، مشيرا إلى "ضرورة عمل مناعة رقمية عند المجتمع من هذا الداء"، مشيرا إلى أنه "أخطر من التنمر في الشارع".

وقال إن "العلاج والتعامل مع هذا المرض يجب ان يبدأ من الأسرة والبيت وهي مسؤولية مجتمعية لدى الجميع" .

وحول محتويات مواقع التواصل الاجتماعي التي تقدم للمواطن الأردني وما المحتوى الذي يجب أن يمنع عرضه، قال سمور إن أهم محتوى قد يشكل خطراً على المجتمع ككل هو المحتوى الذي يحمل خطاب الكراهية كالخطاب الذي يروج للإرهاب فيجب التوقف عن عرضه فوراً".

وبين أن "الخطاب الذي يستهدف الوحدة الوطنية يجب أن يمنع بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

وانتشرت مؤخرا بعد الوسوم على موقع "تويتر"، تحمل في طابعها قضايا إباحية، حيث أكد سمور أن "هناك تلاعبا في هذه الوسوم يقوم بها بعد ما يسمى الذباب الإلكتروني بهدف التأثير على المجتمعات وأفكارها".

بدوره، يقول لباحث والخبير في علم الاجتماع والجرائم الإلكترونية فراس الطلافحة، إن "استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترات طويلة قد تعمل على تغيير سلوك البعض وانصياعهم لأفكار وايديولوجيات قد تحمل الفكر المتطرف أو تجعلهم عرضة للابتزاز والتحرش الإلكتروني".

وأشار الطلافحة في تصريح لـ"الغد"، إلى أن "الإدمان على مواقع التواصل الاجتماعي قد يخلق حالة من الاضطرابات النفسية لدى جميع الفئات العمرية"، مضيفا أن "الفراغ لدى فئة الشباب هو العنصر الاساس في خلق هذه الاضطرابات".

وأضاف أن "ما يشاع عن تعرض الشخص للتوحد بسبب استخدام مواقع التواصل الاجتماعي لفترات طويلة أمر غير صحيح علمياً" مبينا أن "التوحد هو مرض عضوي".