شابة سورية تتحدى اللجوء بالعمل التطوعي في ‘‘الزعتري‘‘

اللاجئة السورية نادين الحراكي (يسار) تشارك بمؤتمر دولي بنيويورك حول الشباب-(من المصدر)
اللاجئة السورية نادين الحراكي (يسار) تشارك بمؤتمر دولي بنيويورك حول الشباب-(من المصدر)

حسين الزيود

المفرق- "نادين الحراكي" لاجئة سورية شابة في مخيم الزعتري بمحافظة المفرق، لم تستسلم لحياة اللجوء والجلوس في البيت، فانخرطت في العمل الجماعي التطوعي لمساعدة الاطفال والشباب من ابناء جلدتها منذ وصولها المخيم العام 2013، لتفوز بتمثيلهم في اجتماع دولي عقد في نيويورك نهاية الشهر الماضي.اضافة اعلان
وقالت الحراكي (25 عاما) إنها ومنذ دخولها إلى مخيم الزعتري في شهر نيسان (أبريل) من العام 2013 انخرطت بالعمل التطوعي الاجتماعي من خلال مؤسسة "كويست سكوب" التي تعمل في مجال العمل التنموي ودعم الشباب والمجتمعات الأشد حاجة وفقرا.
وبينت أنها تعمل ضمن المؤسسة في برنامج  (الصديق) منذ عام ونصف مع فئتي الأطفال والمراهقين من عمر 12 عاما وحتى 18 عاما، وبعدها مع فئة الشباب من عمر 15 عاما وحتى 30 عاما، لافتة إلى أن العمل التطوعي يتضمن التعليم الأساسي والصحة الإنجابية والمبادرات الشبابية ومواجهة العنف.
ولفتت الحراكي إلى أن هناك تعاونا بين مؤسسة" كويست سكوب" وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ما ساهم بترشيحها لحضور دورة في البحر الميت حول تدريب مدربين في وضع الأزمات والأوضاع الانسانية العام 2015 بحضور شباب من المملكة ومرافقة شباب من مخيم الزعتري، مشيرة إلى أنها رشحت لتمثيل شباب مخيم الزعتري في ذات العام لحضور تدريب مهارات القيادة.
وأضافت أنه تم كذلك ترشيحها لتكون ضابط ارتباط عن فريق محوري لشبكة تثقيف الأقران داخل المخيم، بهدف تنفيذ مبادرات شبابية تتعلق بالصحة الإنجابية ومفاهيمها والتنمية المستدامة، موضحة أنه تم بعد ذلك ترشيحها لحضور فعاليات اجتماع دولي بعنوان (الشباب المراهقون يقودون تحقيق أهداف التنمية المستدامة) في نيويورك، لتمثل الشباب والمرأة في مخيم الزعتري.
وأوضحت الحراكي أن كافة الجهات الرسمية الأردنية ذات العلاقة ساهمت بتسهيل مهمة حضورها الفعالية الدولية، ومنحها إذن المغادرة والعودة إلى مخيم الزعتري.
وبينت أنها ألقت كلمة في الاجتماع الدولي حول الواقع الشبابي والمرأة وتجربتها في العمل التطوعي داخل مخيم الزعتري للاجئين السوريين وظروف حياتها، قبل وبعد اللجوء وقدومها إلى مخيم الزعتري، وبداية حياتها وانخراطها في العمل التطوعي الجماعي ضمن مؤسسة "كويست سكوب".
من جهتها قالت منسقة شبكة تثقيف الأقران بصندوق الأمم المتحدة للسكان في الأردن سارة الغزو، إنها رافقت الشابة السورية إلى نيويوك، حيث الفعالية الدولية التي ترشحت لها الحراكي عن شباب مخيم الزعتري، موضحة أن هناك 50 شابا وشابة باشروا العمل التطوعي لتحقيق الأهداف الـ17 لتحقيق التنمية المستدامة ومناقشة ما تحقق وكيفية تحقيق كامل الأهداف.
ولفتت الغزو إلى أن شبكة تثقيف الأقران في الأردن هي مبادرة خلاقة ومتكاملة من الشباب إلى الشباب، أطلقها صندوق الأمم المتحدة للسكان وتضم عددا من المنظمات والمؤسسات العاملة مع الشباب في ميدان الصحة الانجابية، وأعضاؤها من الشباب والشابات في المدارس والجامعات ومؤسسات ومنظمات مختلفة، وهي جزء من الشبكة العالمية المنتشرة في الكثير من دول العالم، وانضمت الأردن إلى الشبكة في أواخر العام 2008، فيما الرؤية هي الترويج لأنماط حياة صحية بين الشباب الاردني.
بدوره قال مدير المشروع في مؤسسة "كويست سكوب للتنمية الاجتماعية في الأرن" أشرف أبو الحلاوة أن المؤسسة تنموية غير حكومية وغير ربحية تأسست في بريطانيا العام 1988، وتعمل في الأردن منذ العام 1994 كجمعية دولية بموجب اتفاقية تعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية، لافتا إلى أن المؤسسة تسعى من خلال برامجها وأنشطتها إلى خلق المناخ الملائم للتنمية وتحفيز الأفراد ومساعدتهم على التعرف على واقعهم وتحديد مشكلاتهم، والتعرف على الموارد والإمكانيات المتوفرة في بيئاتهم المحلية.
ولفت إلى أنه، وكخطوة من خطوات التمكين للشباب، تم مؤخرا ابتعاث المتطوعة السورية نادين الحراكي والتي تعمل كمسؤول الاستقبال والمتابعة والتقييم في المركز لحضور فعالية دولية في نيويورك، منوها إلى الجهود التي بذلت من قبل الأجهزة الرسمية لاتخاذ جميع الاجراءات اللازمة لتسهيل مهمة الشابة السورية، لتستطيع إلقاء الضوء على الجهود المبذولة للعمل مع اللاجئين السوريين في الأردن.