ألمانيا تتطلع لتجنب الخروج المبكر أمام إسبانيا

الألماني كاي هافرتز  - (من المصدر)
الألماني كاي هافرتز - (من المصدر)

الدوحة - يخشى منتخب ألمانيا تكرار كابوس الوداع المبكر من مرحلة المجموعات في نهائيات كأس العالم 2022 لكرة القدم، للنسخة الثانية على التوالي.اضافة اعلان
ويلعب المنتخب الألماني مع نظيره الإسباني اليوم الأحد، في الجولة الثانية لمباريات المجموعة الخامسة من مرحلة المجموعات في بطولة كأس العالم، المقامة حاليا في قطر، على ملعب "البيت".
وتلقى منتخب ألمانيا خسارة موجعة 1-2 أمام منتخب اليابان، يوم الأربعاء الماضي، في الجولة الافتتاحية للمجموعة، التي شهدت انتصارا كاسحا لمنتخب إسبانيا 7-0 على منتخب كوستاريكا.
ويتصدر المنتخب الإسباني ترتيب المجموعة برصيد 3 نقاط، بفارق الأهداف أمام أقرب ملاحقيه منتخب اليابان، فيما يتواجد منتخبا ألمانيا وكوستاريكا في المركزين الثالث والرابع على الترتيب.
وأصبح المنتخب الألماني، الذي توج بكأس العالم الأعوام 1954 و1974 و1990 و2014، معرضا للخروج من دور المجموعات، مثلما جرى في النسخة الماضية بروسيا العام 2018، في حال خسارته أمام إسبانيا، وتجنب اليابان الهزيمة أمام كوستاريكا في لقائهما بنفس الجولة في اليوم ذاته.
وبغض النظر عن الدفعة المعنوية التي حصل عليها المنتخب الإسباني عقب تحقيقه الانتصار الأكبر في النسخة الحالية للمونديال حتى الآن أمام كوستاريكا، فإن التاريخ لا يقف في صف المنتخب الألماني قبل تلك المواجهة المصيرية.
ولم يخسر منتخب إسبانيا أمام ألمانيا في أي بطولة كبرى منذ 34 عاما، حيث ترجع آخر خسارة له أمام منتخب "الماكينات" إلى نهائيات كأس الأمم الأوروبية (يورو 1988)، علما بأن آخر مواجهة جرت بين المنتخبين، انتهت بفوز كاسح لمنتخب (الماتادور) 6-0 ببطولة دوري الأمم الأوروبية العام 2020.
ورغم ذلك، فإن منتخب ألمانيا يمتلك الأفضلية في مواجهاته الأربعة السابقة ضد منتخب إسبانيا بكأس العالم، حيث حقق فوزين، مقابل انتصار وحيد لمنافسه، فيما فرض التعادل نفسه على لقاء وحيد.
ودفع منتخب ألمانيا ثمن تهاونه وتسابق نجومه في إهدار الفرص السهلة التي أتيحت لهم في مواجهة اليابان، على عكس المنتخب الإسباني، الذي كشر عن أنيابه مبكرا وبعث برسالة شديدة اللهجة لمنافسيه عن قدومه بقوة للفوز باللقب من جديد، بعدما توج به العام 2010 بجنوب افريقيا.
وصرح لويس إنريكي، مدرب منتخب إسبانيا، عقب الفوز الكاسح على كوستاريكا "نمتلك فريقا شابا وأظهرنا قدراتنا وكفاءتنا. سوف نواجه ألمانيا، وستكون مباراة رائعة بالفعل بيننا".
ويمتلك منتخب إسبانيا العديد من النجوم الواعدين في صفوفه بالبطولة مثل بيدري وكذلك جافي، الذي أصبح أصغر لاعب إسباني يهز الشباك في كأس العالم.
كما بات جافي (18 عاما) أصغر لاعب يتمكن من التسجيل في إحدى مباريات المونديال منذ الأسطورة البرازيلي بيليه العام 1958.
وتبدو الجماهير الألمانية غير متفائلة بقدرة منتخب بلادها على تحقيق نتيجة إيجابية أمام إسبانيا، ففي استطلاع للرأي أجرته شركة "يو جوف" العالمية، المتخصصة في أبحاث السوق، أمس الجمعة، كشف 45 % ممن شملهم الاستطلاع بأن فريق المدرب هانزي فليك سيخسر.
في المقابل، تكهن 13 % بانتهاء المباراة بالتعادل، في حين توقع 11 % فقط فوز ألمانيا، بينما لم يقدم 30 % وهي النسبة المتبقية أي إجابة.
بالإضافة إلى ذلك فإن 55 % من الجماهير أكدوا أنهم لن يشاهدوا المباراة رغم إقامتها مساء الأحد، فيما يخطط 33 % لمشاهدة عرض آخر في البلاد.
ومع ذلك، رفع كاي هافرتز، نجم المنتخب الألماني، راية التحدي أمام المنتخب الإسباني، حيث أكد أن فريقه عاقد العزم على اجتياز تلك الكبوة.
وصرح هافرتز، بعد اجتماع عاصف أجراه فليك مع لاعبي الفريق بعد الخسارة أمام اليابان "الجميع يدرك الآن أننا أصبحنا على المحك"، مضيفا أن الوقت قد حان "للحديث وإبلاغ بعضنا البعض بالحقيقة".
من ناحية ثانية، قال فليك أن اللاعبين تعهدوا بالفوز على المنتخب الإسباني، في مهمة صعبة من أجل الابقاء على حظوظهم.
وقال فليك في مؤتمر صحفي أمس السبت: "غدا سنرى فريقا يعلم جيدا أنه على المحك وسيبذل قصارى جهده للصعود لدور الستة عشر في المباراة الأخيرة بدور المجموعات، نحتاج إلى تقديم أداء مقنع خاصة أمام إسبانيا".
وأضاف: "أنا مقتنع بالطريقة التي نعمل بها والأسلوب الذي نلعب به، لدينا اقتناع بأن الفريق لديه الإمكانيات اللازمة للتنفيذ".
وبدأ المنتخب الإسباني بفوز كاسح على نظيره الكوستاريكي 7-0، فيما أكد فليك أنه يعلم جيدا أن فريق المدرب لويس إنريكي لديه إمكانيات كبيرة.
وقدم المنتخب الألماني أداء سيئا أمام نظيره الياباني وكان دفاعه بطيئا الأمر الذي سمح لمنافسه بإنهاء الأمور لصالحه.
وتوجهت أصابع الاتهام للبعض عقب المباراة، لكن ذلك تبعه جلسة تصفية أجواء بين فليك والقائمة المكونة من 26 لاعبا، وقال فليك: "لقد وضعنا الأمور في نصابها، من المهم أن نعلم ما كان سيئا في طريقة لعبنا، وفي نهاية اليوم يتعلق الأمر بتحضير الفريق لمباراة صعبة".
ومن المتوقع أن يجري فليك تغييرات على فريقه، لكنه قال إن التدريب الأخير أمس السبت سيتقرر بعده إذا ما كان الجناح ليروي ساني سيشارك أم لا في مباراة إسبانيا بعدما غاب عن مواجهة اليابان بسبسب مشكلة في الركبة.
وعلى الجانب الأخر، من المنتظر أن يتلقى المنتخب الألماني غرامة مالية لأنه لم يرسل أي لاعب للانضمام للمدرب هانزي فليك في المؤتمر الصحفي الإلزامي أمس السبت، للحديث عن مواجهة إسبانيا
وذكر الاتحاد الألماني لكرة القدم، في وقت سابق، إنه لن يحضر أي لاعب، ولذلك فهم يتوقعون تلقي غرامة مالية من الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
وكان الاتحاد الألماني لكرة القدم يأمل في إقامة المؤتمرات الصحفية قبل المباريات في المركز الإعلامي بمقر إقامة الفريق في شمال قطر، ولكن هذه المؤتمرات الصحفية تقام في المركز الإعلامي الدولي في الدوحة.
ويبدو أن الاتحاد الألماني لا يريد أن يمر اللاعب برحلة تستغرق ساعتين قبل المباراة الحاسمة، التي لا يمكن للمنتخب الألماني أن يخسرها.
من جانبه حذر لويس إنريكي، المدير الفني للمنتخب الإسباني لاعبيه من الافراط في الثقة قبل مواجهة ألمانيا، حيث أكد أن منافسه لن يتردد في الإطاحة بفريقه في حال اكتسب ثقة زائدة.
وقال لويس إنريكي في حديث بالمؤتمر الصحفي: "نحاول أن نتعامل بشكل طبيعي مع الفوز على كوستاريكا".
وأردف: "لقد كان انتصارا مدويا وهذا يمنحنا الثقة، لكننا لا يجب أن نكون واثقين بشكل زائد عن الحد، سنواجه منافسا سيحطمنا إذا ما كان واثقين في أنفسنا أكثر من اللازم. هذا تحد عظيم، لقد حققوا لقب كأس العالم أربع مرات ونحن نحترمهم بشكل كبير ولديهم لاعبون عظماء والتاريخ لا يمكن إنكاره، لكننا مقتنعون بأنه يمكننا الفوز على ألمانيا".-(د ب أ)