‘‘أيام الفيلم الكوري‘‘.. محطات بتاريخ السينما وتطورها عبر السنين

مشهد من فيلم الساحرة- (ارشيفية)
مشهد من فيلم الساحرة- (ارشيفية)

إسراء الردايدة

عمان-  تحمل الأفلام المشاركة في أيام الفيلم الكوري رؤية معاصرة لكوريا وتاريخها والتغيرات التي مرت بها منذ خمسينيات القرن الماضي، وصولا للثقافة وطبيعة الحياة اليومية للشباب وقصص مستمدة من الواقع بمعالجة سينمائية مميزة.اضافة اعلان
وتشمل العروض التي تنطلق يوم الإثنين في سينما الرينبو بتنظيم من الهيئة الملكية للأفلام وسفارة كوريا في الأردن، ثلاثة أفلام من أحدث الانتاجات هي: فيلم "قصيدة غنائية الى أبي" و"باباروتي" الخاص بي"، "الساحرة: الجزء الأول. التخريب".
- قصيدة غنائية إلى أبي
فيلم للمخرج جي كي يون، من العام 2014، دراما تصور التاريخ الكوري الحديث من خمسينيات القرن الماضي وحتى يومنا هذا، وذلك من خلال حياة رجل عادي يواجه أحداثا مهمة منها اخلاء السجون في هونغنام خلال الحرب الكورية، وقرار الحكومة انذاك بإرسال الممرضات هناك وصولا لمشاكل عمال المناجم في المانيا الغربية في 1960 وحتى حرب فيتنام.
- باباروتي الخاص بي
 فيلم عن الأحلام من وحي قصة واقعية عن حياة كيم هون جونغ، من العام 2013 للمخرج يون جونغ-تشان، العلاقة بين العصابات في المدارس الثانوية والتنمر بين الطلبة الذي يمر به مطرب يمتلك موهبة مميزة. وبالاجمال هو فيلم عن رحلة صعود نجم إلى جانب واقع الحياة الشبابية لجيل اليوم ، ورحلة  تحقيق الحلم وسط العقبات التي يمكن أن تظهر .
- الساحرة: الجزء الأول. التخريب
 فيلم خيالي لا يخلو من الإثارة، بارك هون- جانغ، انتاج العام الحالي، وتحكي القصة عن طالبة تفقد ذاكرتها بعد أن هربت من منشأة حكومية وحين تكبر تبدأ المشاكل تلاحقها وتتكشف أسرار وغموض كبير مرتبط بها وكثير من المطاردات التي تقلب حياتها رأسا على عقب.
- تاريخ السينما الكورية
دخلت السينما الصامتة لكوريا بعد 7 أعوام من قيام الاخوين لوميير بتصوير أول فيلم في العام 1895، وفعليا انطلقت السينما الكورية في العام 1919 في شهر تشرين الأول (اكتوبر) من خلال أول عرض فوتوغرافي متحرك لفيلم "الكفاح من أجل العدالة".
يجمع العمل بين المسرح والسينما بشكل فني، لتنطلق في ثلاثينيات القرن الماضي الانتاجات السينمائية التي قدمت أعمالا معقدة وصعبة على غرار "مجلس الدكتور كاليغاري" العام 1920، و"ذا ويري ديث" لفريتز لانج العام 1921، و"ذا فانتوم كاريدج" لفيكتور سيستروم 1921، و"نوسفيراتو: سيمفونية الرعب" لفرديريش ويلهيلم مورناو 1922، و"الساحرات" لبنجامين كريستينسن 1922. 
وكانت الأفلام في فترة الثلاثينيات تركز على طريق المعيشة، وتميل لإبراز مفاهيم الهيمنة الذكورية وأثر الاستعمار على الحياة.
وفي الأربعينيات باتت تخضع الأفلام الكورية لرقابة صارمة بموجب قانون الأفلام، وكان يشمل ذلك حظر بعض النصوص، وكانت السلطات تقوم بالقاء القبض على أي من يعارض ذلك. وغالبية الافلام بهذه الفترة كانت تبنى على استغلال آليات الثقافة من قبل السينمائيين الكورييين متأثرين بصناعة الافلام اليابانية والتي عززت احساسهم بالمنطق، خاصة فيما يتعلق باسناد ادوار للجنسين وعدم تهميش المرأة وتغيير صورتها من خلال ادوار مسيئة أو صورة الام فقط.
بين الاربعينيات والخمسينيات في السينما الكورية لم يكن الابداع كبيرا حتى انتهاء الحرب الأهلية بين الكوريتين وهدنة وقف اطلاق النار في 1953، وكانت فترة الخمسينيات تشهد رقابة صارمة وتحفظ شديد على المحتوى، اما في الستينيات من القرن العشرين وبعد الانقلاب العسكري الذي وقع في 1962 ونفذه بارك جونغ هي، بدأت الرسوم المتحركة في الظهور، ووضع  قيود على عدد الافلام المنتجة والمستوردة ايضا.
- ما بعد الثمانينيات
نتيجة القيود التي ارتبطت بالديكتاتورية والقيود المفروضة على الرغم من دعم الدولة للانتاج السينمائي، ودخول التغييرات الاقتصادية والاجتماعية؛ شهدت السينما الكورية نهضة من خلال جيل سينمائي جديد ذكي كسر القيود المفروضة برؤية فنية مختلفة عن بقية العالم.
وظهر جيل المخرجين مثل هونغ سانغ-سو" و"كيم كي-دوك" و"بارك تشان-أوك" و"بونغ جون-هو، حيث رُفعت الرقابة عن الافلام وسمح بقانون الرسوم المتحركة في 1984 وظهر السينمائيون المستقلون وبدؤوا بإنتاج أفلامهم.
 كما سمح باستيراد مزيد من الافلام، وبدأت الافلام الكورية في الوصول للعالمية التي  انطلقت من مهرجان هاواي السينمائي بفيلم المخرج ايم كوات تاكي "مانديلا " الذي فاز بالجائزة الكبرى، وكانت أول ممثلة كورية تفوز بجائزة دولية في مهرجان البندقية هي كانغ سو يون في العام 1987 عن دورها في فيلم" المرأة البديلة".
وفي العام1988 ألغت كوريا الجنوبية كل القيود على الافلام الاجنبية ودخلت الافلام الأميركية للسوق من خلال انشاء مكاتب لها، وفرضت الحكومة تخصيص عروض للافلام المحلية في السينما بما لا يقل عن 146 يوما بالعام. وفي العام 1992 اطلقت سامسونج أول فيلم انتج بمشاركة اسماء تجارية ممهدا لصناعة الإلكترونيات لدخول صناعة السينما من خلال Marriage Story للمخرج يو سيوك كيم، باستخدام نظام متكامل لتمويل الأفلام وإنتاجها وتوزيعها.
حضور عالمي 
شهد الانتاج السينمائي ظهور مخرجين يملكون ميولا واتجاهات منوعة، تشمل الواقعية الوطنية التي قادها ليم كون-تيك، بأفلام تحكي عن العادات والتقاليد والهيمنة الثقافية.
 وتميزت الأفلام الكورية بتناول الأحداث التاريخية وجانب من الحياة الواقعية، ومن مخرجي "الحداثة"، "هونغ سانغ-سو" و"كيم كي-دوك" في هذه الفئة، إذ قدما افلاما بحلة جديدة وبواقعية واحساس فني مبتكر، وتركيز على الخلاص من الألم البدني والتعذيب.
وظهرت أفكار جديدة تضم الرعب والتشويق والميل للهوس وبعض من الكوميديا السطحية، وأفلام من الدرجة الثانية أيضا، وأخرى تناولت السياسات الاقليمية، والقضايا الواقعية، كما في فيلم "الوحش" للمخرج "بونغ جون-هو" 2006، وفيلم "برلين" للمخرج "ريو سونغ-وان" سنة 2015،  وفيلم المطارد للمخرج "نا هونغ-جين" 2008، و"البحر الأصفر" في 2010، و"البكاء" في 2016.