إفلاس رعاة الأندية!

عندما تزور ناديا كبيرا في أوروبا، تدرك جيدا حجم الربح أو الخسارة التي يمكن أن يجنيها أو يتعرض لها، ذلك أن الاستادات الرياضية لتلك الأندية أشبه ما تكون بأسواق كبيرة «مولات» تحت مدرجات الملاعب، تحتوي على كثير من السلع يمكن بيعها للجمهور، إضافة للمأكولات والمشروبات التي تباع أيضا داخل المدرجات وليس في المطاعم تحت المدرجات فحسب.اضافة اعلان
وأثناء تجوالك في تلك الأندية، تدرك جيدا حجم الاستثمارات وعقود الرعاية والاعلانات التي تنفقها كبريات الشركات الاقتصادية، للسماح لها بترويج منتجاتها للجماهير عبر وسائل مختلفة، يضاف لها ترويج اللاعبين علامات تجارية على قمصانهم، كذلك وضع شعارات الشركات الراعية على لوحات ظاهرة أثناء عقد المؤتمرات والمقابلات الصحفية.
باختصار.. يمثل ذلك عصب الحركة الرياضية في أوروبا والعالم بأسره، وعندما تتوقف عجلة الرياضة في مختلف دول العالم بسبب انتشار فيروس كورونا، فإن ذلك يعني إنعكاسا سلبيا على كثير من الشركات، التي أفلس بعضها وتعرض البعض الآخر لخسائر لا يقدر حجمها بسهولة، لأن كل شيء متوقف في ظل عدم قدرة العالم على الحركة بشكل طبيعي، ولك أن تتخيل مثلا خسائر شركات الطيران وما يتعلق بذلك.
ولأن الأمر جاء على حين غفلة ومن دون القدرة على «التخطيط المسبق» وإتخاذ خطوات تعالج الموقف، فقد توقف كل شيء يمكن من خلاله الترويج لمنتجات الغذاء والشراب والسيارات والملابس والأحذية وغيرها.. توقف اللاعبون عن اللعب فتوقفت أرباح الشركات لأن بيعها توقف تقريبا، حيث لم تتوفر بدائل كافية وناجعة لتعويض غياب اللاعبين عن التدريبات والمباريات، وأصبح التواصل عن بعد وعبر تقنية «الفيديو».
معظم اللاعبين اليوم في الحجر المنزلي، ولذلك أصبحت الشركات الراعية تعاني من خسائر كبيرة لغياب علامتها التجارية في الملاعب، لأن الأندية الأوروبية واجهت صعوبة في منح شركائها عوائد على الاستثمار، ونجوم كبيرة بوزن ميسي ورونالدو ونيمار وغيرهم، يشكلون ثقلا كبيرا لجذب إهتمام الجماهير، لكنهم محتجزين اليوم داخل غرف منازلهم خوفا من التعرض للاصابة بـ «كوفيد 19»، ولم تفلح المقاطع المصورة والنشاطات الاجتماعية والرسائل التوعوية التي كانوا يصورونها في تعويض الغياب عن الملاعب، لأن الجمهور يريد مباريات وبطولات، ويكفي مشاهدة الكم الكبير من الاعلانات التي يتم عرضها داخل الملاعب او عبر شاشة التلفزيون، لمعرفة القيمة المالية وحجم الارباح التي كانت تأتي من تلك العملية.
لا مباريات تقام من دون جمهور حتى، ولا مباريات تنقل مباشرة على شاشة التلفزيون ويتابعها الملايين، ما يساعد على ترويج العلامات التجارية الخاصة بالشركات الراعية إن كان عبر قمصان اللاعبين او الاعلانات الموزعة في مختلف انحاء الملاعب، ولذلك سقطت أول الشركات بالضربة القاضية وأعلنت إفلاسها، وهي شركة «باسيت اند غولد» للخدمات المالية الراعية لنادي وست هام في الدوري الانجليزي الممتاز.
ثمة شركات الطيران، وسلسلة من شبكات الفنادق والمطاعم والملابس وغيرها، تعرضت هي الأخرى لهزات كبيرة ستؤدي إلى تساقط بعضها تدريجيا، طالما بقي العالم مغلقا حدوده ومعلنا حظرا كليا أو جزئيا للتجول.