القوة الناعمة الأميركية وتصدير النموذج

مروان سمور*

يعرف عالم السياسة الأميركي «جوزيف ناي» القوة الناعمة بأنها «القدرة على تحقيق الأهداف المنشودة عن طريق الجاذبية أو السحر أو الإقناع بدل الإرغام أو الإغراء بالأموال».اضافة اعلان
وفي ضوء قراءتنا للقوة الناعمة الاميركية لا بد لنا من ان نتعرف على: ادواتها الناعمة التي تغذي هذه القوة بصورتها الكلية، والتي تصب بالنهاية في خدمة السياسة الكلية للمصالح الاميركية وسيطرتها على العالم، وهذه الادوات هي على النحو التالي:
الدبلوماسية العامة: فمن خلالها تسعى اميركا الى النفاذ إلى قلوب وعقول ونفوس الناس، والتأثير على الشؤون الداخلية للدول ذات السيادة، وذلك من خلال المنح الدراسية، واتفاقيات التبادل، والبرامج التدريبية، والحلقات الدراسية، والمؤتمرات، والوصول إلى القنوات الإعلامية.
التحكم بمؤسسات التمويل العالمية: وهذه المؤسسات بالطبع (البنك الدولي وصندوق النقد الدولي) والاثنان يشكلان مفتاح السيطرة على السياسة الاقتصادية العالمية، وهذه المؤسسات تتحكم فيهما اميركا بطريقة او بأخرى.
التحكم بمؤسسات صنع القرار السياسي في العالم: اميركا هي أحد الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن، وهي أهم عضو مؤسس في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
النجاح الاقتصادي والتكنولوجي: تتميز الولايات المتحدة باقتصادها القوي، وإضافة لذلك فهي تهيمن تجاريا على المجالات الاقتصادية الرئيسة في العالم، من التكنولوجيا والسلاح والدواء والغذاء والنقل والطاقة.
العلامات التجارية الاميركية القوية: لا نستطيع ان نغفل قوة العلامات التجارية الاميركية المنتشرة في شتى أنحاء العالم مثل: أبل ومايكروسوفت وفيسبوك وبوينج وكوكاكولا وجوجل والعديد من العلامات الاخرى، والتي تدعم انتشار النموذج الاميركي على مستوى العالم. والتي اضحت عنصرا مساعدا على تزايد جاذبية اميركا في العالم.
صناعة الإعلام: تمتلك الولايات المتحدة إعلاما مسيطرا حول العالم، سواء كان إعلاما مرئيا أو إعلاما مقروءا، فهي تمتلك القنوات الإعلامية الاميركية المشهورة مثل: (سي ان ان، سي بي اس، فوكس نيوز، سي ان بي سي، ان بي سي، اي بي سي)، ووكالات انباء مثل (وكالة أسوشيتد برس، بلومبيرغ)، وإعلاما مقروءا كالواشنطن بوست والنيويورك تايمز.
صناعة السينما والترفيه: ان صناعة السينما التي تسيرها «هوليوود» وشركاتها مثل (وارنر برذر -ديزني لاند-بارامونت-ام جي ام-يونيفيرسال- سينشيري فوكس القرن 20)، وسيطرتها بشكل كاسح على صناعة الافلام والمسلسلات في السوق العالمي، وأصبح ممثلو سينما هوليوود رموزا للعالم بأسره، وأصبح الشباب يقلدونهم في كل شيء.
بالإضافة لشركة «ديزني لاند» وما تقدمه من نموذج وصناعة للترفيه للأطفال والعائلة والشباب.
وأيضا أغاني (البوب) التي يطرب اكثر شباب العالم لسماعها، وتحول مطربي البوب هؤلاء الى ايقونات في العالم اجمع.

  • المؤسسات التعليمية الاميركية: حيث تعتبر الجامعات والمؤسسات التعليمية الاميركية من ارقى المؤسسات التعليمية في العالم، فهي تمتلك متوسطا من 28 - 30 جامعة من ضمن أفضل مائة جامعة في أغلب التصنيفات العالمية، وتمتلك ست جامعات من أفضل عشر جامعات في العالم.
  • مراكز الابحاث والدراسات الاميركية: وايضا لا نستطيع ان نغفل دور مراكز الابحاث في التأثير على صناعة القرار الاميركي.
    تصدير الثقافة والنموذج الاميركي: تمتلك اميركا نفوذا وتأثيرا في عالمنا الراهن مستفيدة من شيوع اللغة الإنجليزية، سواء في لغة التخاطب اليومي، أو لغة التجارة والأعمال، وهناك اليوم مئات الملايين من البشر يأكلون ويلبسون على الطراز الأميركي، ويستمعون إلى الأغاني الأميركية ويشاهدون الأفلام الأميركية. ويتكلمون الإنجليزية باعتبارها لغة التقنيات والأعمال.
    ثقافة الطعام والشراب الاميركي: ممثلة بانتشار المطاعم الاميركية مثل (ماكدونالدز -برجر كنج-دجاج كنتاكي) وايضا مقاهي المشروبات مثل(ستاربكس).
    وعلى الجانب الآخر نلاحظ أن تأثير هذه القوة الناعمة بدأ يتقلص منذ إدارة «جورج بوش الابن»، فقد أدت السياسات التي انتهجتها اميركا عقب «هجمات 11 سبتمبر»، واعتمادها بشكل أساسي على القوة الصلبة، واعلانها «الحرب على الإرهاب» وما رافقها من تجاوزات متعارضة بشكل مباشر مع القيم التقليدية الأميركية الخاصة بالحرية وحقوق الإنسان وسيادة القانون.
  • باحث سياسي أردني