المتدينون المتزمتون وقود رئيسي لمستوطنات الضفة والقدس المحتلة

رام الله- صدر حديثا عن المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية "مدار" عدد جديد من سلسلة "أوراق إسرائيلية"، يتضمن بحثا جديدا حول "الخريطة السياسية في مستوطنات الضفة الغربية والقدس 2013- 2015"، أجراه الباحث في مركز "مدار"  الزميل برهوم جرايسي، وهو يلقي الضوء على تركيبة المستوطنين وخلفياتهم، حيث كشف البحث عن تطورات جديدة في التركيبة الديمغرافية للمستوطنين، أبرزها، أن الرافد الأكبر للمستوطنات، بات جمهور المتدينين المتزمتين "الحريديم"، الذين بدأوا يستوطنون في محيط القدس في العقدين الأخيرين، بشكل خاص.اضافة اعلان
ارتكز البحث على مسح دقيق تقريبا لكامل مستوطنات الضفة الغربية بما فيها القدس ككل، إذ أنه لم يكن بالإمكان فصل الأحياء الاستيطانية في القدس، الجاثمة في المنطقة المحتلة منذ العام 1967. ويتضمن البحث الكثير من الجداول التي تعرض النتائج الرسمية للانتخابات في الجولتين، في كل واحدة من المستوطنات، ثم جداول تلخيص لكل فئة استيطانية بموجب المنطقة الجغرافية، وفئتها ككل، وصولا الى الجداول الاجمالية، للفئات والمناطق والأحزاب.
وعمل على تقسيم المستوطنين إلى خمس مجموعات، الأربع الأولى بحسب التركيبة الديمغرافية: علمانيون، ومتدينون من التيار الديني الصهيوني، ومستوطنات مختلطة بين الجمهورين، والمتدينون المتزمتون "الحريديم"، والقدس. ثم جرى تقسيم المستوطنات، بموجب المناطق جغرافية، بهدف فحص ما إذا كانت المنطقة الجغرافية تعكس في الوقت ذاته خلفياتهم الأيديولوجية والسياسية، وكذلك الاقتصادية. وكان من أهم الاستنتاجات تلك التي تتعلق بالجانب الديمغرافية، ونسب تزايد المستوطنين، وأي من الفئات تتزايد أكثر من غيرها.
وكشف تقسيم مستوطنات عن حالة تقاطب أيديولوجي مختلفة الأهداف فيما يتعلق بمشروع الاستيطان على النحو التالي: "التيار الديني الصهيوني"، الذي يستوطن لغرض الاستيطان ويشكل أنصاره ما بين 33 % إلى 35 % من إجمالي مستوطني الضفة ويحصل على دعم قسم من العلمانيين. وهؤلاء يستوطنون لأهداف سياسية أيديولوجية لغرض السيطرة على الأرض وضمان قيام ما يسمى "أرض إسرائيل الكاملة".
التيار الديني المتزمت "الحريديم"، وأنصاره يشكلون هم أيضا نسبة ما بين 32 % الى 34 %- لكن وتيرة تزايدهم أعلى. هدفهم من الاستيطان، الحصول على تجمعات سكنية مغلقة لهم، وقريبة جدا من القدس المحتلة. وحسب وتيرة تزايدهم، فقد يشكلون بعد عقد من الزمن نصف عدد المستوطنين.
المستوطنون العلمانيون في المستوطنات الصغيرة، مثل منطقة الغور، وهذه الشريحة ستتراجع نسبتها بوتيرة سريعة في السنوات المقبلة، على ضوء الارتفاع الحاد في أعداد أنصار "الحريديم" و"التيار الديني الصهيوني".
بلغت زيادة عدد ذوي حق الاقتراع في مستوطنات الضفة من دون مستوطنات الحريديم والقدس، في انتخابات 2015 عن 2013 (26 شهرا)، حوالي 7 %، في حين أن الزيادة العامة في سجل الناخبين بلغت قرابة 4 %. 39 % من الزيادة في عدد ذوي حق الاقتراع بين جولتي الانتخابات كانت من "الحريديم". إذ ارتفع عدد ذوي حق الاقتراع بين المستوطنين المتدينين من التيار الديني الصهيوني 7 %، مقابل ارتفاع بنسبة 11.1 % لدى "الحريديم".
سجل حزب "الليكود" زيادة ملحوظة بقوته في مستوطنات الضفة من دون الحريديم، من 28.1 % في انتخابات 2013 الى 31.2 % في انتخابات 2015. وتراجع تحالف أحزاب المستوطنين "البيت اليهودي" في مستوطنات الضفة من دون الحريديم، من 36.2 % في انتخابات 2013، الى 32.2 % في انتخابات 2015، وهذا التراجع أساسا حصل في المستوطنات الكبرى، بفعل تراجعه العام، على خلفية تنكره للشعارات الاقتصادية الاجتماعية التي طرحها في 2013.
أما حزب "يسرائيل بيتينو" بزعامة أفيغدور ليبرمان، فهو شبه غائب في مستوطنات وسط الضفة خاصة الدينية، وما يضعه على خريطة المستوطنين، هي ثلاث مستوطنات كبرى، أولها "أريئيل ".