أحمد الشوابكة
عمان- تمتلك الفنانة الأردنية جولي عمارة ثقافة عالية وكاريزما وطاقة فنية تجعلها دوماً في تحد مع نفسها لتقديم كل ما هو جديد في عالم الدراما التلفزيونية، لإيمانها الأكيد بأن الفنان الحقيقي هو الذي يمتلك الموهبة والذكاء والثقافة العالية، وهي الصفات الأساسية في تكوين شخصية الفنان.
وتعرج إلى أهمية الجمال الذي اعتبرته جزءا من تركيبة الشخصية، لتؤكد بذلك أن البعدين الجمالي والمعرفي داخل النص الدرامي يشكلان موطناً رحباً في توجيه رسالته الإنسانية، بعيداً عن الابتذال الفني، ما جعلها تحاول أن تحط لنفسها مساراً فنياً درامياً مغايراً عن أقرانها داخل الحركة الدرامية بمواضيع جريئة، بعيداً عن ثقافة الاستهلاك.
وترى جولي أن الفن قادر على الارتقاء بالذائقة الاجتماعية، وأنه من عوامل تخليد اللحظات والمنعطفات والوقائع المختلفة في حياة الشعوب، وفي الوقت نفسه محاربة المشكلات والظواهر السلبية التي يمكن أن تفتك بالمجتمع، ما يشير إلى القيمة العليا للفن في الحركة الثقافية والحياة برمتها، مشيرة في الوقت ذاته لأهمية فن التمثيل، وهو عمل ممتع وشاق.
وتتابع "والأهم الصدق في التعامل والعمل والدور، لأن الممثل ينقل أحاسيس الشخصية وانفعالاتها الحقيقية التي يمررها للمتفرج بصدق مع الذات وبتماهٍ وتعاطف مع الشخصية التي نلعبها بصدقية. هي فترة طويلة والحمد لله رافقوني منذ البداية، إضافة الى محبة الناس وهم المشجع الأول، لأن مهنة الممثل فيها الاستحسان والرضا والقبول من الناس، ويدفعنا ذلك نحو الاستمرارية بقوة".
ولا تنكر الفنانة جولي بأنها واجهت الكثير من التحديات في طريقها الفني؛ لكنها قدمت أدواراً أسهمت في حفر اسمها في عالم التمثيل الدرامي، رغم أنها خريجة جامعة البلقاء التطبيقية، وحاصلة على درجة البكالوريوس في المحاسبة، إلا أن التمثيل هو حلمها الذي سعت لتحقيقه من خلال مشاركتها بالعديد من الأعمال الدرامية التلفزيونية، مشيرة إلى أن الدراما الأردنية حاضرة بقوة على المحطات الفضائية وللناس، ويعود ذلك إلى مستوى الإنتاج والمواضيع، فالدراما الأردنية ما تزال موجودة برموزها ونجومها ومخرجيها.
واستطاعت جولي أن تثبت أنها تمتلك الشغف والموهبة بالتمثيل، وأن تغوص في أعماقه باقتدار وثبات، حتى تبوأت مكانة في عالم الدراما الأردنية، "عالم التمثيل جميل ورائع"، وفق ما ذكرته لـ"الغد"، مشيرة إلى أنها تكرس جهدها في انتقاء أدوارها بدقة وعناية فائقة، ما أكسبها الحضور القوي في العديد من الأعمال الدرامية الأردنية.
ولعل مشاركتها الرئيسة في مسلسل "ذهب أيلول" وهو من إخراج حماد الزعبي، وإنتاج المركز العربي للإنتاج، هي إثبات على قدرتها الفنية في المشاركة في هذا المسلسل، لتنهال عليها عروض عدة كان آخرها مسلسل يتناول بطولات معركة الكرامة، وهو من إنتاج التلفزيون الأردني، والذي سيتولى إدارة إخراجه شعلان الدباس، وتقدر لمدير التلفزيون الأردني المخرج رائد عربيات الذي أتاح لها الفرصة في اختيارها للمشاركة في هذا المسلسل الذي سيبدأ تصويره قريباً، إضافة الى مشاركة لها في مسلسل "هند" من إنتاج عصام حجاوي، وهناك عمل خاص سيرى النور قريباً في عيون المشاهد الأردني والعربي، وهو من إخراج حسام حجاوي التي لا تنكر دوره في الوقوف إلى جانبها في المسلسلات التي تولى إخراجها وأنتجها عصام حجاوي، وفق ما ذكرت.
وتؤكد جولي قدرتها على تأدية كل الأدوار "المحكية والعامية" للدول العربية، وبخاصة الخليجية والمصرية والسورية، إضافة إلى لهجتها الأصلية الأردنية، مضيفة أنها تتلاشى الوقوع بالخطأ، وتحرص في كل عمل أن تتبع نصائح فنانين وتوجيهاتهم، وهذا ما أعطاها مزيداً من الثقة بالنفس لتقديم الأفضل، موضحة أن الفن جامع وليس له وطن، وعلى الفنان أن يسارع لإتقان اللهجات كافة المحكية في البلدان العربية، وألا يبقى منطوياً على مسار واحد في عمله، وعليه أن يبدع في مجالات أوسع في عالمه الإبداعي، مضيفة أنه لا يمكن لأي عمل أن يغرد بالنجاح والإبداع من دون أن يرتكز في مضمونه الفني على الثوابت المهنية الآتية: (الصدق، الإخلاص، الحب والاجتهاد).
وتضيف، أن فريق عمل التمثيل يربطه قاسم مشترك هو الإخلاص والحب، وبلورة العمل المتكامل فنياً والمبني على أساس صدق وتجرد، وذلك إيماناً برسالة الفن والرغبة في تقديم منتج بمواصفات احترافية رغم كثرة المعوقات والمطبات التي تعترضها، والمنتج بتوفيق من الله، يجعل الجميع يعيش غبطة نجاح أي عمل التلفزيوني، كاشفة عن التعب الذي يحيط بالفنانين والكوادر الفنية أثناء عملية التصوير، مستشهدة بتجربتها أثناء تصوير أي عمل فني درامي، فبحسبها، "لم يكن الأمر سهلاً وعادياً بما يخص الالتزام والجهد والتأخير وقضاء ساعات طويلة في مواقع التصوير والتنقل والتعب النفسي، وبخاصة عندما نقف أمام قامات الفن الأردني والعربي، فالقلق يداهمنا".
وعن أدوارها التي لعبتها، فقد أكدت جولي أنها موجودة فيها؛ لكن المهم كيف نختفي خلف كل شخصية، مشيرة إلى أن التأثر بالأدوار ملك الجميع، لأننا نتفاوت بالانفعالات، فالإنسان كتلة مشاعر وتناقض بين المر والحلو والجميل والقبيح ونحن في سعي دائم نحو الأفضل، ربما! لهذا اخترنا التمثيل أو الفن، لأن الفن هو السعي نحو الجمال والكمال، لهذا لو كان الدور يتميز بالشر هناك بعض التماهي معه ببعض النواحي، لتستطيع الدفاع عن هذه الشخصية، دائما المواضيع الكبيرة في الدراما التلفزيونية التي تتناول قضايا إنسانية مهمة ومؤثرة في المجتمع.
ولا تنكر دور مساهمة شركات الإنتاج الفني للقطاع الخاص في بقاء الدراما الأردنية حاضرة في المشهد الدرامي العربي، وخصوصا الدراما البدوية، لتزايد الطلب عليها في معظم محطات البث الفضائي العربي، ما أتاح لشركات الإنتاج العمل على هذا النوع من مسلسلات الدراما، وبخاصة شركة "عصام حجاوي للإنتاج الفني"، التي شاركت في العديد من الأعمال، كان آخرها مسلسل "بلاقي عندك شغل" الذي بث على الشاشات المحلية في رمضان لهذا العام، وهناك مسلسلات جاهزة للعرض التلفزيوني من إنتاج عصام حجاوي، وهي "على بعد مسافة من الحب" و"نشميات من البادية"؛ وهناك مسلسل "هند" أيضا من إنتاج عصام حجاوي؛ إضافة إلى المركز العربي والتلفزيون الأردني.
وتعول جولي كثيراً على امتهانها التمثيل على ما كسبته منذ أكثر من عشرة أعوام في هذا المجال، وتأمل بأن تتوج مسيرتها في عمل بحجم مهم، وتضع بصمة واضحة وقوية في المجال وتصل للنجومية، مشيرة إلى أن الجيل الحالي من الممثلين محظوظ أكثر من الفنانين السابقين، رغم اكتسابهم الشهرة بسبب أعمالهم، لكن الجيل الحديث يتوفر له كل الأدوات التي تسهم بنجاحه، ويتمثل ذلك بوجود "السوشيال ميديا" والتطور التكنولوجي السريع الذي يتبعه كل فنان أو ممثل.
ويذكر أن أول عمل شاركت فيه جولي كان منذ سبع سنوات مع المخرج سالم الكردي في المسلسل الكوميدي "حط بالخرج"، وشاركت أيضاً في مسلسل "زيرو ميموري" مع النجم السوري سامر المصري، وإضافة إلى ذلك من أهم الأعمال التي شاركت بها كانت مع المنتج الأردني الكبير عصام حجاوي، حيث كان لها دور في مسلسل "نشميات من البادية"، والمسلسل الريفي الاجتماعي "عين النمرة" من كتابة وإخراج د. فلاح العموش.
وفي مصر، شاركت في مسابقة "مس أراب وورلد" (Miss Arab World) مع الدكتورة حنان نصر في العام 2014، وشاركت كموديل في الأغنية المصورة على نظام الفيديو كليب، كما عملت عارضة أزياء في مجال عروض الأزياء.
