كفى لـ"مجازر حوادث السير"

فيما أطلقت أمس حملة عالمية للسلامة المرورية بمشاركة شخصيات عامة مشهورة من بينها لاعب التنس الاسباني رافاييل نادال، ولاعب كرة القدم الفرنسي أنطوان غريزمان، نحتاج نحن إلى إطلاق حملة محلية موسعة وفاعلة شعارها وعنوانها الأساسي "كفى لمجازر حوادث السير" التي باتت تشكل خطرا كبيرا على الكثير من المواطنين، وتحصد أرواحا بريئة كثيرة. اضافة اعلان
أول من أمس وفي نهاية دوام الأسبوع، والناس تتحضر لعطلة الجمعة، وقع حادث سير مروع على الطريق الصحراوي الذي يطلق عليه البعض اسم "طريق الموت"، أودى بحياة 8 أشخاص، وإصابة 19 بجروح ورضوض. وفجر أمس، وكنا ما نزال تحت صدمة الحادث المأساوي، ولم نفق من الصدمة، وقع حادث سير على طريق مأدبا الكرك، تسبب بوفاة عضو بمجلس بلدية الكرك الكبرى، وإصابة شخصين بالإضافة إلى ذلك. وبحسب نشرة الدفاع المدني، فقد وقع أول من أمس، حادثا سير؛ الأول تصادم في الحصن بين مركبتين، تسبب بإصابة 3 أشخاص بجروح ورضوض في مختلف أنحاء الجسم، والثاني حادث تصادم وقع بين صهريج صغير ومركبة بمنطقة مثلث الكسارات بالمفرق، نتج عنه وفاة سيدة وإصابة 5 بجروح.
إن المراقب لحوادث السير التي تقع عندنا، سيلاحظ، أنه لا يكاد يمر يوم إلا وهناك حادث سير، أو حادثان أو أكثر، تخلّف ضحايا ما بين وفيات وجرحى وخسائر مادية أيضا. لا يحتاج المرء للإحصائية من دائرة السير، أو من الدفاع المدني، ليخلص إلى نتيجة، أن حوادث السير تتسبب بمئات الوفيات سنويا، وبآلاف الجرحى، وبخسائر مادية كبيرة. إن حوادث أول من أمس وأمس، أصابت الكثيرين بالفاجعة، وبالغضب في آن واحد. الشعور بالحزن والفاجعة مفهوم... وكذلك الشعور بالغضب، فمنذ سنوات والجهات الرسمية تتحدث عن حملات رسمية للحد من حوادث السير، ولكن للأسف، لم تنجح هذه الحملات وما تزال حوادث السير تحصد الكثير من الأرواح البريئة. المراقب لوسائل التواصل الاجتماعي، سيلاحظ حجم الغضب الشديد، والانتقادات الحادة لكل الجهات الحكومية المسؤولة عن السير. سيلاحظ أن المجتمع يفقد أعزاء عليه، جراء أسباب يمكن السيطرة على معظمها، من خلال إجراءات حقيقية وفاعلة هدفها وقف مجزرة حوادث السير. البعض صار يشعر بعدم جدوى الإجراءات الحالية المتخذة، ومنهم من يشكك بأهدافها. علينا جميعا مسؤولية العمل للحد من حوادث السير. على الجميع جهات حكومية وأهلية ومواطنين العمل من أجل الحد من حوادث السير، ورفع شعار "كفى لمجازر حوادث السير" والعمل وفق هذا الشعار فعلا وقولا.
للتذكير فقط، وبحسب وكالة الأنباء الفرنسية (أ. ف. ب)، فإن  الحوادث المرورية تودي بحياة أكثر من 1.25 مليون شخص كل سنة وهي ثاني سبب للوفيات في العالم بعد الأيدز، وأول سبب للوفيات عند الفئة العمرية 15-29 عاما. وكل يوم، يقضي 500 طفل في حوادث على الطرقات.