ماذا بعد رحيل السياح الروس عن العقبة؟

سياح روس ينزلون في مطار الملك الحسين بالعقبة قبل أسبوعين-(الغد)
سياح روس ينزلون في مطار الملك الحسين بالعقبة قبل أسبوعين-(الغد)

أحمد الرواشدة

العقبة - كانت بهجة عارضة تلك التي شعر بها القطاع السياحي في مدينة العقبة والمملكة، غير أنها سرعان ما تبددت عقب الأنباء التي تلقاها بوقف جميع الرحلات السياحية الروسية القادمة إلى مدينة العقبة عبر مطار الملك الحسين الدولي، إثر شكوى السياح الروس من ارتفاع الأسعار في المدينة وتكبدهم نفقات جانبية لم يضعوها في حساباتهم، على غرار تكاليف فحص "كورونا".اضافة اعلان
وفي المحصلة يشعر القطاع السياحي بخيبة كبيرة بعد أن علق آمالا كبيرة على سوق سياحي منتظم حتى نهاية العام، واستبشر أن يدعم هذا السوق دوران العجلة السياحية وإعادة الحياة إلى أحد أهم القطاعات التي تضررت بسبب جائحة كورونا.
في المقابل، حولت السياحة الروسية وجهتها إلى مدن سياحية أخرى مثل تركيا وشرم الشيخ، فيما حطت صباح الأحد الماضي آخر طائرة في مطار الملك الحسين الدولي في العقبة قادمة من روسيا من دون ركاب وسياح، ومكثت الطائرة ساعتين لتحميل الركاب والسياح الذين قدموا إلى العقبة بتاريخ 27 الشهر الماضي، وأمضوا اسبوعا في العقبة وبعض المناطق السياحية في المملكة.
وكانت حطت في العقبة رحلتان فقط من أصل عدد من الرحلات المبرمجة من روسيا إلى مطار الملك الحسين الدولي، والتي كان ينتظر أن تستمر إلى نهاية العام.
وعن سبب إلغاء الرحلات السياحية الروسية عبر مطار الملك الحسين الدولي في العقبة، قالت مصادر سياحية لـ" الغد" طلبت عدم ذكر اسمها إن "غلاء الأسعار هو السبب الرئيسي لإلغاء جميع الرحلات الروسية القادمة إلى العقبة، رغم رفع اسم الأردن من قائمة المناطق المعرضة للإصابة بفيروس كورونا" حسب تصنيف منظمة الصحة العالمية.
وتبين المصادر ذاتها أن ارتفاع أسعار الفنادق وإلزام المسافر بدفع 40 دينارا بدل فحص كورونا (PCR) عند وصوله، إضافة الى ضعف المنتج السياحي في العقبة، كانت من أسباب الإلغاء، مؤكدة أن هيئة تنشيط السياحة قدمت دعما مقداره 60 دولارا للمكاتب الروسية الأردنية السياحية المشغلة عن كل مسافر روسي يزور العقبة من خلالها.
وبحسب بيان صحفي لهيئة تنشيط السياحة صدر مؤخرا، فإن وصول الطائرة الى العقبة وانطلاق السياح الروس منها لزيارة كافة المواقع السياحية والأثرية في المملكة، يدعم دوران عجلة الحركة السياحية.
وكان وزير السياحية نايف الفايز أكد حرص المملكة على عودة المجموعات السياحية الى الأردن، تدعمها الجاهزية العالية لاستقبال السياح من الخارج، لاسيما وأن المملكة استطاعت السيطرة على الوضع الوبائي، والمحافظة على نسب منخفضة في أعداد الإصابات المسجلة بـ"كورونا".
غير أن خبراء وأصحاب منشآت فندقية أكدوا "انخفاض وتواضع اسعار الغرف الفندقية في العقبة"، مشيرين إلى أن السبب يكمن في إجراءات الدخول التي تجبر السائح على دفع ثمن فحص كورونا في المطار، إضافة إلى فتح السوق التركية أمام السياحة الروسية التي كانت محظورة على الروس.
وينفي مدير أحد الفنادق أسامة أبو طالب ارتفاع الأسعار، بل على العكس، فاوضت الكثير من المكاتب الفنادق على خفض الأسعار، وبالفعل حصلت على عروض ممتازة ومميزة، مؤكدا ان ما حصل أن "دولا تعد جهة مفضلة في هذا الوقت من السنة مثل تركيا كانت مغلقة على الجنسية الروسية، ثم رفعت هذه القيود والإجراءات، وهذا سبب رئيسي، بالإضافة إلى أنه في فترة الصيف كانت هذه الطائرات تتوقف أو يخفف العدد، لارتفاع درجات الحرارة، الى جانب عدم وجود برامج وفعاليات تعزز من إقامة السائح الأجنبي أو المحلي على حد سواء".
ويطالب القطاع السياحي في العقبة، الحكومة بإلغاء فحص كورونا ما دام يحمل المسافر فحصا من بلاده وفق الشروط المطلوبة أردنيا، حتى لا تهاجر السياحة الأجنبية الى وجهات سياحية منافسة في المنطقة.
من جهته، يقول المواطن مراد أبو الروس إن على أقطاب السياحة دراسة المنتجَيْن التركي والمصري على أقل تقدير، من حيث الخدمات والقيمة للمكان والطبيعة وثقافة خدمة السياحة والأسعار، وكلها قيم جاذبة تستحق من السائح اتخاذ القرار واعتماد الحجز، والأهم من ذلك التسويق لذلك المنتج عند عودته.
بدوره، يشير الزميل الصحفي رياض القطامين إلى أن "الشمس لا تغطى بغربال، وعلينا أن نعود بالبوصلة إلى الاتجاه الصحيح، وإذا لم نستطع ذلك فلا بأس أن نستفيد من تجارب محيطنا الجغرافي الذي يسحب الوفود والمجموعات السياحية من تحت أيدينا ونحن(نتفرج)"، مؤكدا أنه "يتحتم علينا جميعا إعادة النظر في خططنا -إن وجدت- والتوقف عند نقاط الضعف ومواطن الخلل في القطاعين العام والخاص".
ويبين القطامين أن "السباق بين سلطة العقبة وهيئة تنشيط السياحة وتجيير الجهود والنجاحات لصالح هذا الطرف أو ذاك، ليس في مصلحة البلد، فالبيدر واحد هو بيدر أردني والغلة للجميع"، مشيرا إلى أن "ارتفاع أعداد السياح ليس مؤشرا صحيا على تعافي القطاع السياحي إذا لم تنعكس تلك الأرقام على نسبة نمو حقيقية تظهر في مجالات كثيرة، أهمها الحد من آثار الفقر والبطالة".
وكان خبر نشر على موقع " الغد" الإلكتروني أثار ضجة كبيرة وتساؤلات مجتمعية عن توقف خط الطيران الروسي إلى العقبة.